خبر من خدعة لتورنيدو -هآرتس

الساعة 09:04 ص|07 يوليو 2009

بقلم: نحميا شتريسلر

 (المضمون: نتنياهو جبان رئيس وزراء ضعيف وجبان في المجال الاقتصادي ولذلك تنقض كل الجوارح على هذا الاقتصاد لافتراسه - المصدر).

بعد يوم من التوقيع على صفقة الحلب التقى عوفر عيني رئيس الهستدروت ايلان ليفين المسؤول عن الاجور في المالية. عيني الذي يشعر بالدوار من القوة التي منحها له بنيامين نتنياهو قال لليفين: "قل لي شكرا لانك ما زلت في منصبك. لو اردت لادخلت بندا لصفقة الحلب ينص بان المسؤول عن الاجور يتحول الى عامل تنظيفات في الوزارة". عيني قال ذلك مبتسما، لان قصده كان واضحا: كان بامكانه ان ينتزع من نتنياهو كل ما يريده. وبالفعل حقق كل شيء. نتنياهو وقع على كل نفقة وكل أمر اراده عيني                                              واخرجه من جوارير الهستدروت المغبرة.

الان يدفع نتنياهو ويوفال شتاينتس ثمن التنازلات لعيني (وكذلك لشرغا بروش رئيس ارباب الصناعة ولشاس ولحزب العمل). الجميع يدركون الان انهم يتعاملون مع رئيس وزراء ضعيف جبان ومع وزير مالية دمية بيديه. هذا هو سبب عدم تعامل أي أحد بجدية مع تهديداتهم. وهذا هو السبب لان الجميع يصكون اسنانهم في قضية ضريبة القيمة الاضافية. حتى عضوة الكنيست ميري ريغف تحولت الى خبيرة في قضايا الاقتصاد وضريبة القيمة الاضافية ولا تتردد في تحويل رئيس الوزراء الى اضحوكة.

لانه من اللحظة التي بنى فيها لنفسه صورة من يعطي الجميع مفاتيح الخزينة، ومن يتنازل عن كل مبادئه وعن كل فلسفته – يعطي الجميع انطباعا بأنهم يتعاملون مع شخص لا يمتلك عمودا فقريا ومع رئيس وزراء مستعد لدفع كل شيء من اجل الحفاظ على مقعده. لذلك سينغصون حياته في كل قضية طوال فترة ولايته الرئاسية. تراجعه في اللحظة الاخيرة عن فرض ضريبة القيمة الاضافية عن الخضروات والفواكه هو نموذج صغير فقط لذلك.

شتاينتس ظهر بذات صباح امام اعضاء الليكود وهددهم بانهم ان لم يصوتوا مع فرض ضريبة القيمة الاضافية، فان الحكومة ستسقط وانهم لن ينتخبوا مرة اخرى في الانتخابات التمهيدية الداخلية. لكن اعضاء الكنيست ضحكوا في وجهه وقالوا له: "انت ستكون اول من يسقط في الانتخابات..."، فسارع شتاينتس لتغيير الموضوع.

حزب العمل انضم في وقت متأخر للحملة ضد ضريبة القيمة الاضافية على الخضروات والفواكه. أفي يشاي بريفرمان قال بانه يتوجب الدفاع عن الضعفاء. ان كان الامر كذلك فلماذا لم يطالب بالغاء ضريبة القيمة الاضافية المفروضة على الخبر والمياه والدجاج والبيض والحواسيب الشخصية؟ أليس هذا أهم من البندورة؟ وهل نسي ما تعلمه في مقدمة الاقتصاد بأن فرض ضريبة القيمة الاضافية بصورة متساوية على كل المنتوجات والخدمات هو الطريق الاسلم والاكثر نجاعة لجباية الضرائب غير المباشرة؟

وزير الزراعة شالوم سمحون قال بان ضريبة القيمة الاضافية ستعيد الزراعة عشرين عاما للوراء. أية مهزلة هذه؟.

كل شيء مباح في نظره في معرض الدفاع عن المال الاسود في الزراعة – الذي يتدفق سريا بين المزارع مرورا بنقليات الشاحنات وانتهاء بصاحب البسطة في السوق. هم لن يواصلوا فقط عدم دفع ضريبة القيمة الاضافية وانما سيستمرون كذلك في عدم دفع ضريبة الدخل. ولماذا يبدأون بدفعها ان كان على يمينهم اشخاص مثل سمحون وايلي يشاي وشتاينتس ونتنياهو؟

حزب العمل انضم الى معارضي ضريبة القيمة الاضافية لانه رأى كيف تغرف شاس تعاطف الجمهور معها الذي يحب من يعده بوعود لا رصيد لها. الحاخام عوفاديا يوسف صرح بأن شاس ستخرج من الحكومة ان فرضت ضريبة القيمة الاضافية ويشاي قال بان هذا "تجاوزا للخط الاحمر". بهذه الطريقة يهددون نتنياهو فيفعلها في بنطاله. هم انتزعوا منها زيادة مخصصات الاطفال ومضاعفة الميزانيات المخصصة للمعاهد الدينية – مقابل التصويت مع الميزانية. ولكن في لحظة المحك لا يترددون في التنكر لوعودهم – لانهم هكذا يتعاملون مع رئيس الوزراء الغارق في فزعه.

نتنياهو الذي تصرف كوزير مالية في الفترة السابقة (2003 - 2005) باصرار ومن خلال قناعة داخلية عميقة بضرورة تخفيض العبء الضريبي يتصرف الان بالاتجاه المعاكس تماما. هو يرفع الضرائب غير المباشرة (ضريبة القيمة الاضافية وضريبة المياه والوقود والسجائر) وكذلك الضرائب المباشرة (التأمين الوطني وضريبة الصحة). بدلا من امداد قطار النمو بالوقود ها هو يقيده بالسلاسل والاغلال.

ولكن لحظة لقد وجد الحل. ديوان رئيس الوزراء يزمع قريبا على اطلاق حملة اعلامية واسعة النطاق توضح للجمهور (الجوانب الايجابية) في الميزانية . لانه عندنا تنتهي الحيل الاعتيادية تبرز الحاجة لتورنيدو كبير من اجل تحويل الاسود الى ابيض والضرائب الى عجائب.