خبر في غياب د. كيسينجر -هآرتس

الساعة 09:02 ص|07 يوليو 2009

بقلم: يوئيل ماركوس

 (المضمون: تكليف ايهود باراك بالتفاوض مع ميتشيل من اجل التقارب مع امريكا صحيح رغم ان هنري كيسينجر هو الاكثر ملائمة لهذه المهمة الان - المصدر).

ليس من المؤكد ان كان هذا حقيقة أم مجرد شعور. الانطباع في الحالتين هو ان الرئيس براك اوباما لا يستلطف نتنياهو كثيرا. او بكلمات اخرى: عدم الحب من النظرة الاولى. أحد الكتاب الصحافيين في يوم الجمعة كتب في زاويته ان "بيبي يشك بان رام عمانويل يلوث الاجواء ضده". من الاسهل اتهام اليهود بالتحريض ضد اليهود على الافتراض بأن الرئيس نفسه فهم ما فهمه من لقائه ومن سلوك نتنياهو خلال محادثاتهما في البيت الابيض.

الرئيس قرأ باالتأكيد التقارير الاستخبارية حول شخصية بيبي وسمع ايضا انطباعات من رؤساء سابقين. كلينتون حدث احد الاصدقاء ذات مرة بأنه "يمكن الظن خلال اللقاءات مع بيبي انه هو رئيس امريكا وانني انا رئيس وزراء اسرائيل". اوباما بالتأكيد سمع ايضا كيف تحايل بيبي من اجل دعوة زوجته سارة وولديه الى الغرفة البيضاوية للرئيس وكيف قام أبناءه بقذف الوسائد على بعضهم البعض. خلال الزيارة في هذه المرة فرت ميشيل اوباما على نيويورك والشائعات تقول ما يخمنه قارىء هذه السطور في خياله. ما لم يتمكن أوباما من استيعابه حول طبع نتنياهو أكملته له هيلاري كلينتون بالتأكيد.

بيبي أعلن في الحكومة بالأمس استعدادا للمائة يوم القادمة بأن "انجاز" الاجماع الوطني على الدولتين لشعبين قد تحقق. هذا عنوان يضبط العين وليس مهما ان كانت ترافقه شروط وتحفظات كانت قد اطلقت في خطاب بار ايلان. ولأن الشيطان يختبىء في التفاصيل فقد كلف السيناتور ميتشيل بفصل الغث من السمين. ولكن ليس من المؤكد انه الشخص الملائم لمهمة الوساطة هذه.

كان هناك وسيطان امريكان في تاريخ الدولة، تمكنا من تحقيق تسويات بين الاسرائيليين والعرب. أولهم كان الدكتور رالف بينتش، دبلوماسي أسود كان قد توسط في اتفاقات الهدنة بين اسرائيل والدول العربية في1949. خلال هذه المهمة غير البسيطة يذكرون موقفا اراد احدهم قبل التوقيع بدقائق الندم والتراجع. بينتش نظر من حوله بغضب واضح وقال: "لقد جلبت لكل واحد منكم من اجل طقوس الختام دزينة من الصحون الخزفية – ان لم توقعوا الان فسأكسر الصحون على رؤوسكم شخصيا". بعد ذلك بسنوات تمكن الـ د. هنري كيسينجر الذي ابتدع طريقة الزيارات المكوكية واختراع تهديد "اعادة النظر" من شق الطريق من حرب يوم الغفران ومن خلال استخدام ضغط شديد على المصريين وعلى الاسرائيليين في آن واحد وصولا الى التسوية السلمية.

ضم ايهود باراك لادارة المفاوضات مع السيناتور ميتشيل بكل عناصر الصراع تم بمبادرة من نتنياهو. الاثنان قد تداولا في لقائهما في نيويورك في الاسبوع الماضي حول كل المسائل حيث كانت الغاية الاولية هي اعادة بناء الثقة بين واشنطن والقدس في قضية المستوطنات والبؤر الاستيطانية. سمعة باراك تسير امامه كصاحب أفق واسع وقدرة على تجريد وتبسيط قضية اشكالية من خلال تحليل شامل للوضع وطرح سبل لجسر الهوات. الادارة في الوقت الحالي تثق بباراك والحوار انتقل الى التفاصيل الصغيرة للتسوية الشاملة.

لقاء الامس في لندن بين باراك وميتشيل هو امتداد للقاء السابق في نيويورك: محاولة الوصول الى وضع يستطيع فيه ميتشيل بعد اسبوع او اسبوعين الوصول الى لقاء ختامي. باراك يعتقد أن "الدبلوماسية المكوكية" على غرار كيسينجر يمكنها ان تجدي نفعا في هذه الاونة. على المستوى العملي يدعي باراك ان المسار يجب ان يصل الى ما جرى الحديث عنه في عام 2000 في كامب ديفيد. الطريق للوصول الى هناك تتم من خلال اتخاذ خطوات بناء ثقة من اجل تحقيق تفاهمات في قضية المستوطنات وحق العودة والتقدم نحو التسوية الشاملة.

بيبي يستهل المائة يوم القادمة وهو اكثر قبولا واكثر اتزانا وفوق كل شيء اكثر حرية – بسبب وضع ليبرمان – بتكليف باراك بالتفاوض مع الادارة الامريكية. صحيح ان لديه تهديدات داخلية وخصوما مثل بيني بيغن وضغطا عائليا – والده وزوجته وصهره. ولكنه بلور ائتلافا واسعا بما يكفي ليحول دون اسقاطه.

على خلفية عدم "الحب" بين اوباما وبيبي تحتاج التسوية لوسيط متحرك وذكي وذو صلاحيات يقوم بربط الخيوط من دون أن يشك أي طرف بأنه هو المعرقل. وعندما لا تجري مفاوضات مباشرة او غير مباشرة بيننا وبين الفلسطينيين، يتوجب على أحد ما أن يقوم بعملية الربط هذه. لا شك لدي أن كيسينجر هو الملائم لهذه المهمة لولا السن الذي وصل اليه. ولكن في ظل عدم وجود عصفور مغرد كالد. هنري كيسينجر، يمكن اعتبار ايهود باراك عصفورا قادرا على التغريد.