خبر سوق بيبي-يديعوت

الساعة 09:00 ص|07 يوليو 2009

بقلم: سيما كدمون

أدخل نتنياهو أمس مفهوما جديدا في القاموس السياسي: أكل الفاكهة العفنة والقي من المدينة ايضا. واذا لم يكن هذا على ما يكفي من الوضوح، يمكن القول ان رئيس الوزراء أكل امس السلطة التي اعدها بنفسه. بولي سوق؟ بيبي سوق؟

إذ أن الاهانة التي وقعت أمس حين وقف نتنياهو أمام عدسات الكاميرات، وغير (للمرة الثالثة في ذات اليوم) موقفه، واعلن عن الغاء اجراء فرض ضريبة القيمة المضافة على الخضار والفواكه – كان بوسع كل مستشار مبتدىء أن يتنبأ بها. واذا كان هناك لنتنياهو من ينبغي أن ينزل باللائمة عليه. فهذا هو نفسه فقط.

من لم يتحدث الى قلب نتنياهو، من لم يحاول اقناعه بان هذا ليس الوقت لمثل هذه الاجراءات وان هذا ليس له امل، وان من الافضل له أن ينثني قبل أن يثنوه. هذه الاجراءات ستضارده حتى الانتخابات، قالوا له، في كل تقرير عن الفقر سيذكرون لك ذلك.

ولكن نتنياهو أصر. رئيس وزرائنا ينبغي له على ما يبدو ان يصعد على كل لغم محتمل ليثبت لخصومه وشركائه على حد سواء بان معه يمكن الوصول الى النتائج المطلوبة فقط تحت التهديد. فمقبول انه خضع لاوباما، ولكن لماذا لميري ريغف؟

فليقل مقربو نتنياهو ما يقولون، مائة يوم الاولى من حكم نتنياهو تتميز أساسا بالخصلة التي ميزته في الولاية الاولى ايضا: كونه قابل للضغط والابتزاز. عندما كان شارون رئيس الوزراء، وكان هو ونتنياهو يدخلان في المواجهات، كان يجلس كل المستشارين في مكتب شارون ويطرحون الامكانيات حول امكانية التنكيل به. شارون كان يجلس بهدوء، وبعينين شبه مغمضتين وابتسامة تهكمية، ينصت الى المتحدثين. سمعت، كان يقول اخيرا. اسمعوني، نعم؟ لا تلمسوا بيبي. لا تلمسوه، فهو سيحطم نفسه.

وبالفعل، يمكن منذ الان القول بان ما شخص في الولاية الاولى لم يكن وضعا مؤقتا لرئيس وزراء غير مجرب، بل خصلة ينبغي أن تقلق كل مواطن قلق. منذ الانتخابات ونتنياهو يتعرض للضغوط، الخارجية والداخلية، غير البسيطة. يمكن لهذا ان يكون اوباما، ليبرمان، باراك، شاس او عيني. القاسم المشترك بين كل هذه الضغوط هو ان نتنياهو خضع فيها جميعها، وما كان يمكنه ان يفعله قبل شهر بمبادرته، بتحكمه، ليخرج كبيرا – تم في نهاية المطاف بعد جملة من الاضطرارات. كيف قالت له لفني؟ كن رجلا، وانثني. إذن فقد انثنى. أما ان يكون هذا قد جعله رجلا، فهذه قصة اخرى.

ما هو باعث على الاحباط هو أن القرارات التي يتخذها في نهاية المطاف هي القرارات السليمة، بفارق أنه يصل اليها على نحو متأخر اكثر مما ينبغي. وبدلا من الوصول الى واشنطن مع موافقة من جانبه على دولة فلسطينية مجردة، اضطر الى كتف باردة من الادارة الامريكية وخطاب اوباما كي يخرج بخطته السياسية. هكذا كان ايضا مع السخاء المبالغ به لليبرمان ومع خضوعه في الميزانية لعوفر عيني.

التذبذب المحرج في موضوع ضريبة القيمة المضافة على الفاكهة والخضار ليس الامر الوحيد الذي فعله نتنياهو هذا الاسبوع ونجح في اغاظة المالية جعل الوزير شتاينتس اضحوكة، اثارة شركائه في الائتلاف ودفع رفاقه في الليكود الى التمرد. يوجد عدد آخر من القرارات الاقتصادية التي اخترقت، فقط من اجل ما بدت كمحاولة بقاء من جانب نتنياهو. التهديد الاصغر على استقرار حكمه، فاذا به يخضع.

إذن حسبنا الخضار والفواكه. ولكن هذا هو الرجل الذي ينبغي ان يتخذ القرارات حول ايران.