نشر المراسل العسكري لصحيفة يديعوت أحرونوت العبرية ،يوآف زيتون ، تقريرا يكشف أن الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة قد يستمر سنوات بسبب مجموعة من التحديات العسكرية والأمنية التي يواجهها هناك.
وسلط التقربر العبري الضوء على ما أسماه بالأسباب العملية التي تدفع جيش الاحتلال لتوقع ذلك، وعلى رأسها استمرار المقاومة الفلسطينية، والرغبة في تأمين مستوطنات غلاف غزة وتحصين ممر فيلادلفيا على الحدود مع مصر بزعم منع تهريب وسائل قتالية إلى غزة.
وفي تقريره، كتب زيتون عن سياسة الهدم المتسارع للمنازل في غزة باعتبارها جزءا أساسيا من الإستراتيجية العسكرية الإسرائيلية، التي تهدف إلى إزالة الأبنية والمنازل وتسويتها بالأرض تحت حجة إزالة التهديد على مستوطنات في غلاف غزة.
كما اوضح في هذا السياق أن قوات الاحتلال قامت بتسوية العديد من الأحياء في مدينة بيت حانون ومناطق أخرى، مثل "أبراج الضباط" في حي الشجاعية و"خربة خزاعة"، مما أدى إلى تهجير الآلاف من السكان الفلسطينيين وتدمير أرزاقهم.
اما بالنسبة لممر نتساريم شمال قطاع غزة، يقول المراسل الاسرائيلي إنه تم توسيعه إلى منطقة أكبر من مساحة تل أبيب لافتا إلى أن قوات الاحتلال تقترب من الانتهاء من المنطقة العازلة، التي يبلغ متوسط عرضها كيلومترا أو كيلومترين على الجانب الفلسطيني من الحدود، ويغطي المشروع حوالي 95% من المساحة المخطط لها، وفق زعمه.
ويقول إن هذه المنطقة العازلة ليست مجرد منطقة عسكرية، بل هي جزء من خطة أوسع تهدف إلى تدمير البنية التحتية للمقاومة الفلسطينية ومنع دخول أي تهديدات جديدة إلى إسرائيل.
كما يشير إلى تصاعد هذه السياسة على ممر فيلادلفيا، وذلك بهدف توسيع المنطقة العازلة على الحدود. ويصف في هذا السياق ممر فيلادلفيا، ويقول "قد تغير الممر إلى حد لا يمكن التعرف عليه. النشاط الهندسي الرئيسي هنا هو هدم المنازل التي يمكن أن تعرّض الجنود للخطر، حيث تتم عملية التسوية بشكل منهجي لجعل شريط الحدود من رفح حتى سيناء فارغا من المنازل". ويضيف "في حي الشابورة وحده هدمت القوات 300 منزل".
أما على الصعيد العسكري، فنقل المراسل الإسرائيلي عن قوات الاحتلال أن كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة حماس- تعيد تأهيل نفسها من خلال تجنيد مقاتلين جدد، ومحاولة تصنيع أسلحة مثل طائرات دون طيار يمكنها حمل قنبلة يدوية.
كما يؤكد استمرار قوة حماس جنوب ممر نتساريم، ويزعم أن "الجيش الإسرائيلي لم يناور هناك بعد خوفا من وجود المختطفين"، ويشير إلى أنه كلما ازداد تهجير سكان جنوب قطاع غزة شمالا من رفح والحدود من الشرق، كانت النصيرات أكثر كثافة وصولا إلى دير البلح والمواصي المجاورة لها.
كما أنه يحذر من أن أحد السيناريوهات التي يأخذها الجيش الإسرائيلي بالاعتبار هو هجوم من البحر على قواته في ممر نتساريم الغربي.
وفي ظل هذه الإجراءات، تبقى المقاومة الفلسطينية التحدي الأكبر أمام الاحتلال الإسرائيلي، حيث يؤكد التقرير العبري أن حماس تستمر في استخدام الأنفاق لشن الهجمات على القوات الإسرائيلية، مما يدحض رواية الاحتلال بإضعاف قدرات المقاومة.