قائمة الموقع

فنانة من غزة ترسم إرادة الحياة رغم الموت والإبادة!

2024-12-02T11:12:00+02:00
إحدى لوحات الفنانة الغزية ميساء يوسف
فلسطين اليوم

بين جدران مرسمها المُدمر، تقف الفنانة التشكيلية ميساء يوسف، لتواصل مسيرتها الفنية وتوصل صوتها للعالم الذي بات لا يسمع صرخات الأطفال وآهات النساء الثكلى؛ فربما من خلال رسومات معينة يصحو العالم على أحقية الشعب الفلسطيني بالحياة وحبه وتمسكها بها.

وتقول الفنانة يوسف في حديث صحفي تابعته "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": "اليوم أحاول الاستمرار في مسيرتي الفنّيّة حتى لا تقف، فنحن مستمرّين بالإبداع ونقل صورة الأحداث في ظلّ الحرب".

وتضيف: "بعد خروجنا من البيت نهاية شهر أغسطس الماضي، عدنا مرة أخرى لنجد البيت كله مدمر بالإضافة لمرسمي كان مغطى بأجزاء كبيرة من الردم والحجارة بسبب قصف الاحتلال للمنزل".

وتابعت يوسف: "اليوم نكمل حياتنا بشكل مختلف ووسط الدمار الذي خلفه الاحتلال الظالم، ورغم ذلك نثبت للعالم بأننا شعب نستحق الحياة ونرسم تفاصيل هذه الحياة من خلال الأعمال الفنية التي أقوم بها".

وأعادت الفنانة يوسف (40 عامًا)، وهي أمّ لثلاثة أطفال، الحياة لمرسمها الخاصّ الّذي أسّسته قبل اندلاع حرب الإبادة في منزلها بمدينة دير البلح وسط القطاع، وحوّلته آلة الحرب الإسرائيليّة إلى ركام.

وأردفت يوسف: "نريد إيصال صوتنا لكل العالم بأننا لا نزال هنا نحن الفنانين، ونعبر عن القضايا التي يعيشها المجتمع، موضحة أنه في ظل حالة القصف والتجويع والحصار التي يمارسها الاحتلال يجب عن الفنانين الفلسطينيين إيصال هذه المعاناة للعالم".

وأوضحت "أنها تقوم بإعطاء ورشات فنية للأطفال النازحين قرب منزلهم المدمر، وعند معرفتهم بقصف المنزل جاؤوا ليساعدوني بإخراج اللوحات الفنية من تحت الركام".

وفي المرسم الّذي يطلّ من جدرانه المدمّرة على ركام منازل دمّرتها إسرائيل أيضًا، تضع يوسف لمساتها الأخيرة على لوحة تجسّد حياة نزوح الفلسطينيّين وإقامتهم داخل الخيّام.

ويُشار إلى أنه تستخدم يوسف في تجسيد هذه المعاناة "فنّ الكولاج"، الّذي يعتمد على تجميع قطع متداخلة من موادّ مختلفة كالأوراق والأقمشة وأيّ أنسجة أخرى قابلة للتشكيل، حيث يتمّ إلصاقها على سطح العمل.

ودمر الاحتلال منزل، الفنانة ميساء يوسف في أغسطس الماضي، حيث خرجوا من منزلهم آنذاك بعد إنذار إسرائيليّ بالإخلاء وتحت القصف والنار فلا تفكير إلا بالنجاة بالروح دون اصطحاب أيّ شيء من المنزل.

جدير ذكره أنه تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على قطاع غزة، براً وبحراً وجواً، منذ السابع من أكتوبر 2023، ما أسفر عن استشهاد 44,429 مواطنا، أغلبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 105,250 آخرين، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.



 

اخبار ذات صلة