خبر اجماعات نتنياهو .. هآرتس

الساعة 08:22 ص|06 يوليو 2009

بقلم: أسرة التحرير

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي عارض حتى الشهر الماضي معادلة "دولتين للشعبين"، عشقها فجأة وتبناها كسياسته. واذا لم تكن محاضره في جامعة بار ايلان كافية، والتي امتنع فيها عن اطلاق الصيغة الصريحة، ففي جلسة الحكومة أمس تباهى نتنياهو بانه في مائة يوم من حكمه حقق "اجماعا وطنيا" لفكرة الدولتين للشعبين. ومن شدة الحماسة نسي نتنياهو بانه فقط متأخرا، وبعد ضغط داخلي وخارجي شديد، تبنى الصيغة التي نفر منها جدا والان يتباهى بها.

وبدلا من الاعتراف بخطأه السياسي بعيد السنين، حتى الانتخابات للكنيست واقامة الحكومة، وكبديل بالاضطرار السياسي لقول ما هو مشكوك ان يكون يؤمن به، يعرض نتنياهو الان انضمامه الى موقف خصومه السياسيين  كهذر جريء حول تحقيق اجماعي داخلي. عمليا تستهدف تصريحاته اذان بعيدة، اذان الرئيس براك اوباما، وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ومبعوثهما جورج ميتشيل الذي ارسل نتنياهو له وزير الدفاع ايهود باراك. القول المتكرر لنتنياهو تزامن بحيث يلطف محادثات ميتشيل – باراك ولا سيما على خلفية الخلاف المتواصل في مسألة تجميد البناء في المستوطنات.

نتنياهو لم يخترع شيئا في صيغة الدولتين والشعبين، ولا حتى في مطلب تجريد الدولة الفلسطينية، الذي يترافق واتصالات اسرائيل مع م.ت.ف منذ بداية مسيرة اوسلو. الموقف الثابت والصلب لاسرائيل، منذ حكومة اسحق رابين وبمفاهيم معينة ايضا منذ خطة الحكم الذاتي لمناحيم بيغن، تركز في الاحتياجات الامنية، التي تمنع الكيان السياسي في الضفة وفي غزة من الاحتفاظ بجيش يعرض اسرائيل للخطر، التوقيع على التحالفات العسكرية مع دول اخرى وعرقلة المجال الجوي، البحري والالكترومغناطيسي لاسرائيل. غير أن هذا الطلب ينبغي طرحه في المفاوضات، وليس كشرط مسبق يرمي الى احباطها، وهكذا ايضا الشروط الاخرى التي عرضها امس رئيس الوزراء لتحقيق صيغة الدولتين.

على نتنياهو ان يسعى ليس فقط الى الاجماع الوطني في اسرائيل بل وايضا الدولي، الاسرائيلي والفلسطيني. لهذا الغرض ينبغي له ان يكف عن طرح الشروط، وان يعود دون ابطاء الى المحادثات مع محمود عباس، بشكل مباشر او بوساطة اوباما ومبعوثيه.