قائمة الموقع

القعيد رجاء عويضة يروي عذاباته بفعل إجرام الاحتلال!

2024-11-18T10:11:00+02:00
القعيد رجاء عويضة خلال جلوسه على كرسيه أمام بيته الذي دمره الاحتلال بخانيونس
فلسطين اليوم

"القصف الإسرائيلي أفقدني قدماي وإحدى عيني وأصابني بحروق في أجزاء مختلفة من جسدي وأسفر عن استشهاد 4 من أبنائي"، هكذا بدأ الغزي رجاء عويضة حديثه عن عذاباته التي تعرض لها بفعل إجرام الاحتلال الذي قصف منزله في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة.

وبشكل دائم ودون كلل يقصد الفلسطيني الجريح رجاء عويضة (45 عاما) أطلال منزله الذي دمرته غارة شنتها طائرات حربية إسرائيلية بمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، ليستعيد اللحظات الأخيرة التي جمعته بأبنائه الأربعة الذين استشهدوا بهذه الغارة الإسرائيلية المجرمة.

وبروحه المُتعبة، يجلس المُقعد عويضة أمام أطلال منزله الذي كان بمثابة دفء له ولعائلته، أما اليوم فقد بات هذا المنزل شاهداً على حجم الإجرام والقتل والمآسي التي يعيشها رجاء عويضة.

وخلال نظر "الأب عويضة" لأكوام الركام التي بقيت من آثار منزله، يتذكر رجاء عويضة ضحكات أبنائه وذكرياتهم التي ما زالت حية في مخيلته، حيث تحمل كل زاوية منهارة قصة لهم وألف قصة آخرى.

وكانت قصفت طائرات الحربية الإسرائيلية في 14 أغسطس الماضي، منزل عائلة عويضة بعدة صواريخ، ما أسفر عن استشهاد 18 شخصا، بينهم أبناءه الأربعة: شيماء (23 عاما) التي كانت حاملا في شهرها السادس، ولؤي (22 عاما) الذي كان يستعد لخطوبته، وأسماء (16 عاما)، ومحمد (15 عاما). وفق قول الأب.

ولا يزال يجلس عويضة على كرسي متحرك متهالك، تحيط به مجموعة من الشبان الذين يساعدونه في التنقل وتلبية احتياجاته اليومية؛ نظراً لصعوبة حركته وفقده لأقدامه وأحد عينيه.

وكانت قالت كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة سيغريد كاغ، في 17 سبتمبر/ أيلول الماضي، إن "أكثر من 22 ألف شخص في غزة يعانون من إصابات غيرت حياتهم، إضافة إلى إصابات خطيرة في الأطراف تتراوح بين 13 ألفا و17 ألفا".

أحلام ضائعة

وقال عويضة، الذي عمل لسنوات بمجال صيانة السيارات: "كنت آمل مثل أي أب بأن يرى أبنائه يكبرون أمامه ويعيشون حياة واعدة ومستقرة لكن أحلامه تبخرت تحت ركام منزله، تاركة وراءها فراغا لا يندمل".

كما يتطلع القعيد "عويضة" للحصول على كرسي متحرك يساعده على التنقل وتلقي العلاج اللازم لتعافي عينه المصابة وجسده المحروق لتمكينه من استعادة جزء من حياته التي دمرتها الإبادة الإسرائيلية.

وكشفت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، أن "شظايا الأسلحة الإسرائيلية ساهمت في ارتفاع معدلات عمليات بتر الأعضاء لدى الفلسطينيين بشكل مثير للقلق منذ بدء الحرب بقطاع غزة".

ونقلت الصحيفة عن 6 أطباء أجانب عملوا في مستشفيي "الأوروبي" و"الأقصى" بغزة، قولهم: "إن "العديد من الوفيات وعمليات بتر الأطراف جاءت نتيجة إطلاق صواريخ وقذائف إسرائيلية مصممة لانتشار الشظايا، في مناطق مكتظة بالمدنيين".

فاجعة

وحول هذه الفاجعة التي أصابته مع عائلته، قال عويضة: "إن المقاتلات الإسرائيلية قصفت منزله ما أدى لاستشهاد 18 شخصا من أفراد عائلتي وجيراني، بينهم أربعة من أبنائي".

وأضاف عويضة: "أصبت بجروح خطيرة خلال القصف، فقدت على إثرها قدميّ الاثنتين وعيني، إضافة إلى حروق في ظهري وأجزاء مختلفة من جسدي".

وأوضح بقوله: "أزور أنقاض منزلي الذي لم يعد صالحا للسكن بشكل يومي وأنا مقعد على كرسي متحرك"، معبرا عن حنينه للمكان الذي ولد وترعرع بين جدرانه".

وأضاف عويضة في معرض حديثه: "لا أنتمي لأي تنظيم، ولم نتلق أي تحذير بأن المنزل سوف يقصف".

وتابع الرجل القعيد: "أضطر لزيارة المستشفى بشكل متكرر، وأقطع مسافات طويلة في ظروف صعبة، موضحاً بقوله "أعاني من نقص حاد في المستلزمات الطبية وأتكبد يوميا تكاليف النقل المرتفعة، في وقت لا أملك فيه أي مصدر دخل أو عمل".

وطالب عويضة من المؤسسات الدولية بتوفير كرسي متحرك كهربائي، يتيح له التنقل بسهولة، إلى جانب العلاج اللازم لعينيه وجسده الذي لا يزال يعاني من آثار الحروق.

ووفقاً للمكتب الإعلامي الحكومي، "يحتاج أكثر من 12 ألف فلسطيني جريح في قطاع غزة للعلاج خارج القطاع، في ظل الإبادة وتدمير إسرائيل القطاع الصحي".

ولا تزال تغلق "إسرائيل" معابر القطاع خاصة معبر رفح الحدودي مع مصر الذي سيطرت عليه في 7 مايو/ أيار الماضي ودمرته ما حال دون خروج آلاف الجرحى والمرضى من قطاع غزة لتلقي العلاج في الخارج.

جدير ذكره أنه منذ بداية الإبادة على غزة، أخرج الاحتلال الإسرائيلي 34 مستشفى عن الخدمة و80 مركزا صحيا، واستهدف 162 مؤسسة صحية.

المصدر: الأناضول


 

اخبار ذات صلة