خبر مزهر: لن نكون شهود زور ولن نوقع أي اتفاق يكرس الانقسام

الساعة 02:27 م|05 يوليو 2009

فلسطين اليوم : غزة

أكد عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جميل مزهر، أن الجبهة لا يمكن أن تكون مجرد شاهد زور، ولن تقبل أي اتفاق شكلي قادم بين حركتي "فتح وحماس" لا يعالج قضايا جوهرية، وهي لها رؤية وطنية محافظة على الثوابت الفلسطينية ومع التوافق الوطني، بعيداً عن المحاصصة والثنائية المقيتة ومحاولات الالتفاف على روح ونتائج الحوار الشامل الذي حدث بالقاهرة.

وأضاف مزهر خلال مهرجان كروي أقيم بالمحافظة الوسطى أمس إحياءً لذكرى استشهاد القائد منصور ثابت: " إن إعادة إنتاج اتفاقيات ثنائية كاتفاقية مكة هو تكريس لحالة الانقسام، وتفاقم لمعاناة شعبنا في غزة والضفة، واستغلال دولة الاحتلال الدائم لهذا الصراع الفئوي الوهمي على السلطة من أجل تكريس احتلالها وبطشها بشعبنا الفلسطيني".

ولفت مزهر إلى أن جلسة الحوار الثنائي الأخيرة بين حركتي فتح وحماس أثبتت عدم جديتهما في إقرار حل يجيز عودة اللحمة، والمصالحة، وينهي أياماً سوداء من تاريخ شعبنا، مؤكداً أنه كانت هناك مراوحة في المكان تدلل رغبة كاملة في إبقاء الوضع الحالي بتراجيديته الحزينة ومأساويته على ما هو عليه، وكلً منهما متمسك بمكاسبه ومنصبه ونفوذه وأجندته الخارجية.

وتابع: " لقد خرج الفصيلان المقتتلان عن روح الإجماع الوطني، ونقضا ما تم الاتفاق عليه في جلسات الحوار في القاهرة حين استبدلا حكومة التوافق الوطني بلجنة لتكريس الانقسام، بلجنة ترضي لهاثهم لهذه السلطة، والتمثيل النسبي الذي أجمعت عليه كل القوى باستثناء حماس بمحاصصّة جديدة تقوم على أساس اتفاق الانتخابات بين مرجعية التمثيل النسبي والدوائر، واستبدلا إعادة بناء القوى الأمنية على أساس وطني ومهني بقوة مشتركة "وهذا كله التفاف على الإرادة الوطنية".

وانتقد مزهر محاولات طرفي الانقسام الانجرار وراء السراب الأمريكي الحليف الأعمى والمؤيد للاحتلال الصهيوني، مؤكداً رفضه التزام أي حكومة فلسطينية بشروط الرباعية المجحفة لشعبنا ومقاومته ومشروعه الوطني، وعن أي محاولات للوقوع في الحضن الأمريكي من خلال محاولات للتقرب منه تحت الطاولة، مؤكداً أن لا أوباما، ولا دايتون، ولا كارتر يستطيع أن يعطينا حقنا المشروع، وإنما بصون الوحدة، والمقاومة بكافة أشكالها الخياران الوحيدان أمام الجبروت الصهيوني المغطى بالتأييد الأمريكي ، وبالعجز العربي الرسمي.

وبهذا السياق، دعا مزهر لتوفير الأجواء لحوار وطني شامل، تعمل فيه اللجان بمشاركة كافة الفصائل، وأن يبدأ الحوار من حيث توقف وليس من نقطة الصفر، مطالباً حركتي فتح وحماس بوقف الاعتقالات السياسية وإغلاق هذا الملف للأبد، والتوقف عن كل الممارسات والانتهاكات لحقوق الانسان، والحريات المدنية والديمقراطية، مجدداً تأكيده على أن المقاومة وسلاحها سلاح طاهر ونظيف، مطالباً بمراجعة سياسية فلسطينية لإعادة تشكيل استراتيجية فلسطينية موحدة تعزز صمود الناس والمقاومة بكل أشكالها، وتفرز إستراتيجية سياسية ليست قائمة على التفاوض المنفرد، و إنما آلية تنطلق من ضغط دولي من خلال مؤتمر دولي كامل الصلاحية لتنفيذ القرارات الشرعية ".

واستذكر مزهر مناقب الشهيد الراحل، مؤكداً أنه ضرب مثلاً ونموذجاً في الإخلاص والتواضع والتمسك بالقيم والمبادئ والأخلاق الثورية، ليصبح محل إجماع كل الوطنيين والشرفاء من أبناء شعبنا، لافتاً أنه الوطني الذي غلب المصالح الوطنية على المصالح الفئوية الضيقة، والذي تربى وتتلمذ على يديه العشرات بل المئات من المناضلين والرفاق في شتى مجالات المعرفة، فكان كنزاً ينهل منه المناضلون ويتشربوا تجارب الحياة..

وأضاف مزهر أن الشهيد ومنذ انخراطه في الانتفاضة الأولى عام 1987 ونشاطاتها، أسهم بشكل فعال في تفجرها وتواصلها وتسلم المسئوليات الأولى في قيادتها عبر إطار الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ووواصل نضاله وتسلم مسئولية خاصة من نوعها، مسئولية العمل العسكري في القطاع ليدلل بالملموس على روحه التضحوية واستعداديته الكفاحية العالية رغم القهر وسنوات الاعتقال الطويلة التي أثبت فيها جلده وعزيمته وصبره، فهو الإنسان الذي يعشق الأطفال ويحبهم ويبذل كل ما يستطيع ليرى البسمة على وجوههم، يريد مستقبلاً واعداً وجميلاً لهم، وهو الكاتب والأديب المبدع ذو الحس المرهف.