خبر يقاطعون ويبكون- هآرتس

الساعة 09:12 ص|05 يوليو 2009

 

بقلم: نداف شرغاي

 (المضمون: الاصوليون والعرب في القدس يقاطعون الانتخابات البلدية ويتباكون على حقوقهم والاجحاف بحقهم - المصدر).

لو أن عشرات الاف ابناء الطائفة الاصولية في القدس كانوا قد شاركوا في انتخابات بلدية القدس وجسدوا حقهم في التصويت والانتخاب والتأثير – لكان من المحتمل أن لا يصل نير بركات الى رئاسة البلدية، وأن لا تحدث اضطرابات وأعمال الشغب الخاصة بيوم السبت مؤخرا. ولو أن مئات الاف سكان شرقي القدس جسدوا حقهم في التصويت والتأثير لكان من المحتمل ان تكون الفجوات الخيالية في مستوى الخدمات والبنى التحتية بين شطري المدينة اقل حدة. ولو ان الجمهور العلماني كلف خاطره وتوجه لصناديق الاقتراع قبل 6 سنوات بدلا من الجلوس ساكنا في بيته والتذمر، لكان من المحتمل ان يصل اوري لوبليانسكي الى رئاسة البلدية ولوزعت الموارد البلدية في الفترة السابقة لبركات بصورة اكثر عدالة.

حقيقة ان مئات الاف مواطني القدس قرروا قبل سنوات عدم المشاركة في الانتخابات البلدية، يتيح المزيد من الالاعيب على طراز "ان" و "لو"، ولكن ذلك يوضح بالاساس مدى بعد التشكيلة السياسية الحالية عن تمثيل واقع المدينة بصورة  حقيقية. عندما يقاطع 250 الف عربي الانتخابات البلدية منذ 42 عاما، حتى لا يعترف بالحكم الاسرائيلي في شرقي المدينة ويتنازلون عن ثلث المقاعد في مجلس البلدية فهم يفوتون ويضيعون فرصة التأثير المباشر على حياتهم اليومية. كما أن عشرات الاف ابناء الطائفة الاصولية في القدس الذين يعتبرون الحكم الصهيوني كفرا بالاساس وتأجيلا لساعة الاخرة، يضعفون قدرتهم على المساومة والتأثير. يكفينا زيارة الصفوف المكتظة بصورة مثيرة للجزع في معاهد التوراة التابعة للطائفة الاصولية حتى ندرك ذلك. في المقابل صوت الجمهور العلماني في القدس والذي كان قد صوت في الانتخابات السابقة بالارجل، وادرك من خلال تصويته هذا انه اخطأ ولذلك تغير الواقع في المدينة بعد قراره هذا.

صحيح ان واجب رئيس البلدية يقضي الحوار مع كل الاوساط والقطاعات بما فيها تلك التي اختارت عدم المشاركة في الحكم البلدي، ولكن بالاضافة الى ذلك ليس من نافلة القول تذكير تلك الاوساط التي تقاطع الانتخابات بأنه رغم أن خطوة المقاطعة تفصلهم وتحدد هويتهم الا ان لها ثمنا واحيانا من لا يصوت لا يؤثر مثلما هو الحال في قضية موقف السيارات.

المظاهرات والاحتجاجات تحت شعار "تدنيس حرمة السبت" مشروعة، ولكن العنف من قبل من اختار سلفا عدم المساهمة في العملية الديمقراطية الجارية في القدس خطير بصورة خاصة ولا يتوجب الخضوع له. صحيح ان بركات لم يمتلك معلومات جيدة بصدد استخدام الموقف في أيام السبت ولكن الادارة الذكية للازمة الان لن تؤدي الى الهدوء بالضرورة ذلك لان جزءا من الفوضى التي دبت على الاقل ليس من أجل الرب في السماء وانما جزءا من لعبة صراع القوى في  الطائفة الاصولية داخليا.

من الواجب ان نقول للجمهور العلماني في القدس الذي يتنفس الصعداء بعد كل معركة انتخابية تبقي المواطنين غير الصهاينة خارج المؤسسات البلدية انه مخطىء في اعتقاده هذا: ضمن المنظور بعيد المدى يمكن القول ان تمثيل هذه القطاعات غير الصهيونية في المؤسسات البلدية سيؤدي الى اقترابهم الفعلي من مؤسسات الدولة، كما حدث مع شاس ويهدوت هتوراه، وضمن المنظور قصير المدى سيكون ذلك بركة ايضا: الجمهور العربي والجمهور الاصولي المناهض للصهيونية سيتعلمان من هذه الشراكة ويتعرفان على النقاط الحساسة والخطوط الحمراء للجمهور عموما وسيستوعبون جوهر المسؤولية المشتركة وتبدأ غيتواتهم الايديولوجية بالتصدع. كما ان الجمهور العام سيتعلم كيف يدرك حساسيات الاخرين وبعض أسوار التشويه المتبادلة ستسقط على الاقل. الحكومة ستحسم في القضايا الكبيرة الهامة فعلا. القدس المدينة الاكثر سياسية في العالم ما زالت نسيجا حضاريا والجميع سيخرجون من ذلك رابحين.