خبر خداع الجمهور -هآرتس

الساعة 09:10 ص|05 يوليو 2009

بقلم: اسرة التحرير

اكثر من السياسيين الاخرين، بنيامين نتنياهو يعتبر كمن يفهم بالاقتصاد. فهو لم يكن فقط وزير مالية ناجح، بل وايضا ايديولوج مع مذهب اقتصادي مرتب. نتنياهو رأى في القطاع الخاص محرك النمو الاقتصادي ولهذا فقد تبنى فكرة تخفيض الضرائب كي يوجه المصادر نحو زيادة الاستهلاك الخاص، وتقليص القطاع العام ("السمين")، لتقليص دور الحكومة في الكعكة الوطنية في صالح القطاع الخاص ("النحيف").

بسبب صورته كزعيم اقتصادي، فان تصريحات نتنياهو أخذت على محمل شديد من الجدية في الحملة الانتخابية الاخيرة، التي جرت على خلفية الركود العالمي. وهكذا فقد أعلن في كانون الاول 2008: "لما كان الاقتصاد علق على أي حال في فترة أزمة، من غير الممكن فيها الحرص على الابقاء على العجز في الميزانية، يجدر استغلال الفترة لتسريع تخيفض الضرائب". واستخف نتنياهو بالخبراء الذين اقترحوا توسيع النفقات الحكومية ورفع الضرائب.

ولكن من صدق وعود المرشح نتنياهو، خاب أمله من القرارات الاقتصادية التي اتخذها رئيس الوزراء نتنياهو. منذ عودته الى الحكم، تنكر للمبادىء التي روج لها وباسمها تنافس في الانتخابات، وللسياسة التي انتهجها كوزير للمالية لانقاذ الاقتصاد من الركود السابق. في البداية ألقى الى سلة المهملات بكبح جماح الميزانية، باقامته حكومة منتفخة ومليئة بالوزراء الزائدين، بالاتفاقات مع شاس ويهودت هتوراة لاعادة مخصصات الاولاود وتمويل ميزانيات مؤسسات اصولية، وبموافقته المتسرعة لطلب حزب العمل الحفاظ على ميزانية الدفاع.

نتنياهو عرف بأن هذه التبذيرات المبالغ فيها التي أقرها في بنود النفقات سيتعين تمويلها برفع الضرائب وهكذا يكون تخلى عن الاساس الثاني في مذهبه الاقتصادي. حسب المعطيات التي نشرها تسفي زرحيا في "ذي ماركر" يوم الجمعة فان عبء الضرائب على الجمهور سيثقل بعشرة مليار شيكل في هذا العالم، من رفع ضريبة القيمة المضافة ومن الضرائب على الوقود، السجائر والصحة، وتأجيل الاعتراف بالنفقات على العناية بالاولاد. تخفيض ضريبة الدخل وضريبة الشركات، الذي تقرر في قانون التسويات، تأجل للسنوات القادمة.

رئيس الوزراء لا بد يفهم بأنه يتعين على الجمهور أن يدفع المزيد لقاء البضائع والخدمات الأساس، وأن الضرر سيكون أساسا يلحق بالضعفاء. إن مثل هذا التنكر لمواقفه المبدئية ولوعوده قبل الانتخابات فقط كي يبقى في الحكم، هو خداع للجمهور.