خبر العواصف الترابية تغطي سماء بغداد وتغير ملامح شوارعها واشجارها وتوقف الرحلات الجوية

الساعة 09:00 ص|05 يوليو 2009

 

فلسطين اليوم-وكالات

على نحو غير مألوف تعيش المدن العراقية منذ أيام تحت وطأة العواصف الترابية التي غيرت ملامح المدن والشوارع والأشجار وأوفقت الرحلات الجوية وأحدثت زحامات على المستشفيات إضافة إلى أعباء كبيرة على الأسر العراقية لإجراء عمليات تنظيف المنازل حيث تخترق هذه العواصف جميع المنازل دون استئذان رغم التحوطات المتخذة.

 

وبحسب توقعات هيئة الأرصاد الجوية العراقية فإن العواصف الترابية ستبقى متواصلة في أرجاء العراق خلال الساعات الأربع والعشرين المقبلة في ظل ارتفاع في درجات الحرارة تصل إلى 43 درجة مئوية في مناطق متعددة.

 

ولم يسبق أن تعرضت المدن العراقية إلى موجات متتالية من العواصف الترابية بشكل متواصل مثل هذه منذ عشرات السنين لكن يبدو أن حالة الجفاف التي تعيشها البلاد منذ أكثر من عامين وانخفاض معدلات سقوط الأمطار فضلا عن غياب المناطق الخضراء في محيط المدن تشكل سببا رئيسيا لهذه الظاهرة .

 

ودعت الهيئة العامة لمكافحة التصحر في وزارة الزراعة العراقية مجالس المحافظات إلى حث المواطنين على الحفاظ على النباتات الطبيعية والرعوية في المناطق الصحراوية والامتناع عن قلعها من جذورها لانه يتسبب بتدهور الغطاء النباتي في المناطق الصحراوية مما يزيد من حدوث العواصف الترابية جراء التعرية الهوائية واعتماد خططا للسنوات العشرة المقبلة لإعادة المناطق الصحراوية إلى وضعها الطبيعي من خلال إقامة الأحزمة الخضراء حول المدن وإنشاء الواحات في المناطق الصحراوية إضافة إلى أن اتساع هذه الحالة يعود إلى حركة الآليات العسكرية الثقيلة في المناطق الصحراوية.

 

وتعزي الهيئة العامة للأرصاد الجوية والرصد الزلزلي العراقية اتساع ظاهرة العواصف الترابية إلى كتل هوائية قادمة من الأراضي التركية وأخرى من الأراضي السورية والأردنية، ما يؤدي إلى نشاط الرياح السطحية السائدة وان تحرك هذه الكتل يؤدي إلى تصاعد الأتربة.

 

وقال فاضل الفراجي المدير العام لدائرة مكافحة التصحر في وزارة الزراعة إن العواصف الترابية " ستستمر طيلة فصل الصيف بسبب قيام البدو في الصحراء بإزالة النباتات الطبيعية من الأراضي وزراعتها بمحاصيل الحبوب بشكل عشوائي وغير مدروس".

 

وأضاف " إن حركة الآليات العسكرية فوق الأراضي الصحراوية منذ عام 1991 التي تسببت بإزالة الطبقة السطحية الصلبة وتعرضها للتعرية الريحية وإزالة الأشجار والمشكلة ازدادت مأساوية عقب أحداث عام 2003".

 

وتشهد بغداد منذ أسبوع وبشكل متواصل استمرار العواصف الترابية بشكل غير مسبوق في ظل انقطاع شبه تام للتيار الكهربائي وارتفاع في دراجات الحرارة مما يجعل العراقيين في وضع لا يحسدون عليه داخل المنازل فيما هرع المئات من المصابين بالأمراض الصدرية والربو وأمراض الجهاز التنفسي إلى المستشفيات لتلقي العلاج فيما سجلت أكثر من ثلاثة حالات وفاة وأكثر من 200 حالة اختناق في المستشفيات في حين اضطرت السلطات العراقية إلى إيقاف الرحلات الجوية الخارجية.

 

وقدم نائب الرئيس الاميركي جو بايدن اعتذار للرئيس العراقي جلال طالباني في اتصال هاتفي لعدم قدرته على زيارة إقليم كردستان بسبب العواصف الترابية التي تجتاح المدن العراقية ووعد بزيارة الإقليم في وقت لاحق وإجراء لقاءات مع طالباني ورئيس الإقليم مسعود برزاني.

 

ويشاهد آلاف من العراقيين في الشوارع وهم يضعون جهاز واق طبي على الانف والفم لمنع استنشاق الغبار، يبيعه أشخاص منتشرين في الشوارع بسعر / 250/ دينار للقطعة الواحدة، وهناك أحجام واشكال مختلفة ، كما أنه يلاقي رواجا بين المواطنين من كافة الطبقات.