خبر وزير الداخلية الإسرائيلي يحاول تعويض البناء الاستيطاني ببناء فوق أراضي فلسطينيي 48

الساعة 04:56 ص|05 يوليو 2009

فلسطين اليوم – القدس المحتلة

مع استمرار محاولات الحكومة الإسرائيلية التوصل إلى تسوية مع الولايات المتحدة بخصوص البناء في المستوطنات في الضفة الغربية، والسفر المفاجئ لوزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، للقاء مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، جورج ميتشل، في لندن غدا، تقدم وزيرا الداخلية والإسكان، إيلي يشاي وأريه أتياس، بمشروع لبناء قريتين كبيرتين لليهود المتدينين فوق أراضي المواطنين العرب في منطقتي المثلث والجليل.

وأعلن يشاي وأتياس، وهما زعيما حزب «شاس» لليهود الشرقيين المتدينين، صراحة عن هذا المشروع، مؤكدين أنه في الوقت الذي يحرم فيه اليهود من البناء في المستوطنات ينبغي إيجاد حلول أخرى تضمن لهم حياة طبيعية. وقال أتياس إن «العرب يغزون وادي عارة ولا يبقون فيه مكانا لليهود». وقال إيلي يشاي إن العرب يغزون مدينة نتسيرت عيليت (المدينة اليهودية التي أقيمت بجوار مدينة الناصرة العربية وسميت بالناصرة العليا، ومن أجل بنائها صودرت أراضي العديد من البلدات العربية المجاورة) ويعتبرونها مدينة مختلطة (لليهود والعرب)، ولا توجد وسيلة لجعلها يهودية صرفا إلا بشحنها باليهود المتدينين.

وحسب الخطة، فإن بلدتين يهوديتين تقامان لليهود المتدينين، واحدة في نتسيرت عيليت، لتصبح حيا مستقلا في حياته الداخلية ولكنه تابع لبلدية المدينة، والأخرى في منطقة وادي عارة. وكانت وزارة الداخلية قد هدمت سوقا تجاريا في مدينة أم الفحم، الأسبوع الماضي، فاعتبر فلسطينيو 48، هذا الإجراء بمثابة مقدمة لمشروع التهويد الجديد في المنطقة. وأثار المشروعان غضبا شديدا لدى قادة فلسطينيي 48، حيث إن الحديث عن «غزو عربي» والعودة إلى مشاريع «التهويد» وربط ذلك مع سلسلة القوانين العنصرية التي تعدها هذه الحكومة، كل ذلك يهدد مكانة المواطنين العرب في إسرائيل ويذكرهم بخطط الترحيل التي أعدت في أروقة الجيش والمخابرات الإسرائيلية ضدهم. وقال النائب محمد بركة، رئيس «الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة»: «إن هناك وقاحة وصلفا في حديثي يشاي وأتياس مثيرين للأعصاب. فلسنا نحن الغرباء في الجليل والمثلث. لم نسرق أرضا ولم نرحل أحدا عن وطنه. نحن هنا في مسقط رأسنا نعيش. والغرباء هم من أتوا إلينا من وراء البحار أمثال يشاي وأتياس». وقال النائب عفو اغبارية، وهو طبيب وينتمي أيضا إلى الجبهة المذكورة، إنه «مع انتشار وباء حمى الخنازير، ينبغي على أتياس أن يفحص نفسه لدى طبيب، فلعله مصاب بإنفلونزا العنصرية».

أما النائب جمال زحالقة، رئيس التجمع الوطني الديمقراطي، فقد توجه إلى اليهود المتدينين المنوي نقلهم إلى بلدات التهويد هذه، وقال لهم: «احذروا، إن هناك من يستعملكم لتكونوا حطبا لموقدة العنصرية. يريدونكم حبلا يطوق رقاب العرب ويخنقهم في بيوتهم وبلداتهم، حتى تظل نار الصراع مشتعلة بين العرب واليهود».

وقال النائب طلب الصانع، رئيس الحزب الديمقراطي العربي، النائب عن القائمة العربية الموحدة، إن أتياس ويشاي ينافسان أفيغدور ليبرمان في عنصريته. ودعا المجتمع الدولي إلى اليقظة والحذر من المشاريع التي ترمي إلى تعميق العنصرية في إسرائيل وانتهاك حقوق مواطنها العربي تحت يافطة التجاوب مع مستلزمات السلام. يذكر أن النائب حنا سويد توجه إلى ميتشل طالبا عقد لقاء معه ليوضح مدى الضرر الذي سيلحق بالمواطنين العرب في إسرائيل من جراء مطلب الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية. وقال سويد إنه في حالة تجاوب ميتشل واستقباله وفدا عن فلسطينيي 48، فإنهم سيطرحون عليه أيضا الهجمة العنصرية التي تتعرض لها هذه الشريحة من الفلسطينيين في ظل الحكم الإسرائيلي، سواء كان ذلك في بناء مشاريع التهويد أو في القوانين العنصرية أو غير ذلك.

وأما ميتشل، فقد أعلن أنه سيصل إلى العاصمة البريطانية غدا، ليبدأ لقاءات عدة في الشرق الأوسط ودول الاتحاد الأوروبي. وقد خصص أربع ساعات من وقته لمقابلة باراك من جديد ومواصلة البحث في سبل التسوية حول موضوع تجميد البناء الاستيطاني. وقال ناطق بلسان باراك إن اللقاء في نيويورك بين ميتشل وباراك كان مجديا، ولكنه لم ينه النقاش بين البلدين حول موضوع الاستيطان. ولذلك تقرر إجراء لقاء جديد بينهما قبيل جولة ميتشل في الشرق الأوسط، التي ستبدأ في الأسبوع القادم