خبر مع استمرار « الحصار »: تردي الوضع الاقتصادي يسلب الفتيات الغزاويات فرحتهن بليلة العمر!

الساعة 03:37 م|04 يوليو 2009

فلسطين اليوم – صحيفة الانتقاد

في ملمح جديد على خصوصية المشهد التي لطالما ميزت الشعب الفلسطيني حتى في أفراحه عن غيره من الشعوب العربية والإسلامية التي لا يبعد بعضها عنه سوى عشرات الكيلومترات، وتفصلهم بعض الأسلاك الشائكة، وفي إشارة أخرى الى الواقع الصعب الذي يعيشه الشباب الفلسطيني، لا سيما في قطاع غزة المحاصر منذ ما يزيد على عامين ونصف العام، أجبرت الظروف الاقتصادية المتردية العرائس الغزاويات، على شراء المجوهرات والشبكة الخاصة بهن من الفضة بدلاً من الذهب، وهو أمر غير معتاد بالنسبة لهن. فكما هو متعارف تشتري النسوة وتقلد الفتيات في حفلات زفافهن الذهب، وفي بعض الأحيان الحلي المرصعة بالماس عند بعض الميسورين.

 

"الانتقاد" تحدثت إلى عدد من العرسان والعرائس، وحاولت الوقوف عند أسباب هذا التوجه، ونظرتهم لهذا التغير الذي صاحب وسيصاحب الكثيرين إذا ما ظلت الأوضاع على حالها.

 

تقول سمر: "إن الظروف القاهرة أجبرتها على شراء شبكتها من الفضة بدلاً من الذهب، نظراً للأسعار الملتهبة التي تشهدها أسواق الذهب". واصفة الحال المادية لعريسها بـ"التعيسة"، فهو بالكاد تمكن بعد فترة خطوبة استمرت قرابة عامين، من إكمال مصاريف زفافه، وقد تخطى سن الثامنة والعشرين.

 

وفي سياق حديثها لم تخفِ سمر استياءها من هذه الظروف، نظراً لأنه سينظر لها في الوسط العائلي والمجتمعي على أنها أقل شأناً من غيرها من الفتيات اللواتي يتزين بالذهب في أعراسهن.

 

محمد عمر (23 عاماً)، شاب فلسطيني في مقتبل العمر، لم يعارض فكرة تجهيز خطيبته بالفضة بدلاً من الذهب، لأن ذلك سيخفف عنه. فبدلاً من أن يُطالَب بدفع مبلغ مالي يقدر بـ(5) آلاف دينار أردني كي يكون بإمكان العروس شراء جهازها بشكل لائق، سيدفع مبلغ 3 آلاف دينار أردني.

 

ويرى محمد الموظف في إحدى المؤسسات المحلية بقطاع غزة، أن مسألة الذهب والحلي للعروس لم تعد كما كانت سابقاً مثار تفاخر ومباهاة بين أفراد العائلة، بل أصبحت جزءاً رمزياً فقط من العادات والتقاليد.

 

الحال لم تختلف كثيراً عند غسان عبد، الذي اعتبر أن الجواهر والحلي بالأساس من شأن العروس، وكل ما له هو أن ينصحها بالحرص على شراء الذهب، لأن ثمنه في المستقبل يظل قريباً من ثمنه عند الشراء.

 

لا أعارض ولكن!

غسان الذي لم يوفق في الزواج مرتين متتاليتين نتيجة ظروف صحية أصابت زوجتيه، يأمل أن يوفق في زيجته الثالثة التي لن تكلفه كثيراً مقارنة مع سابقتيها، بسبب اختلاف الظروف الخاصة به والظروف العامة.

 

وباتت محلات بيع الفضة تشهد إقبالاً متزايداً خلال الفترة الأخيرة كما يقول أبو شادي، أحد مستوردي الفضة الإيطالية، الذي عزا ذلك الإقبال الى الوضع الاقتصادي الصعب والمتردي الذي يعيشه سكان القطاع.

 

ويرى أبو شادي أنه لم يعد من خيار أمام أي عروس سترتبط بشخص محدود الدخل، إلا أن تلجأ لشراء الفضة في ظل ارتفاع أسعار الذهب، وإلا فستضطر لاستلاف "طقم ذهبي" من إحدى معارفها، وهذا من الممكن أن يسبب لها حرجاً.

 

وبلغت قيمة غرام الذهب في الأسواق الفلسطينية مؤخراً "19.5" ديناراً أردنياً، ولا يتوقع صائغو الذهب أن تنخفض القيمة عن هذا الحد خلال الفترة القادمة، وهو ما قد يرجح ازدياد إقبال العرائس على شراء الإكسسوارات الفضية، كحل أنسب قد ينجي من حرج الضيق المادي الذي لم يكن في الحسبان، على الأقل قبل أن يفرض الحصار الصهيوني على القطاع.