كشفت صحيفة "كالكاليست" المختصة في الشؤون الاقتصادية "الإسرائيلية"، أن عمليات النقل الجوي للبضائع من وإلى "إسرائيل" أصبح أكثر تكلفة في العام الماضي بحوالي 200% بالإضافة إلى الأسعار المرتفعة، بسبب قلة الرحلات الجوية، وليس فقط أسعار الرحلات الجوية أصبحت أكثر تكلفة.
وقالت الصحيفة العبرية، إن الشركات المصنعة تجد صعوبة استيراد المواد الخام وتصديرها لعملائها في الخارج، مشيرة إلى أن النتيجة هي تأخير في عمليات الإنتاج والتوصيل، والإضرار بالقدرة على المنافسة، وخسارة العملاء والإيرادات.
وأضافت أن الأزمة المتفاقمة في الطيران الإسرائيلي على خلفية التدهور المستمر في الوضع الأمني، ووقف رحلات الشركات الأجنبية إلى إسرائيل، تخلق تموجات تهز الصناعة بسبب تزايد صعوبة تصدير البضائع إلى الخارج، واستيراد المواد الخام التي يتم الحصول عليها بشكل عاجل و اللازمة لعمليات الإنتاج في المصانع.
وذكرت الصحيفة الاقتصادية، أن الانخفاض الحاد في عدد شركات الطيران الأجنبية التي تحلق إلى الكيان في أعقاب الحرب، أدى إلى انخفاض كبير في عدد الرحلات الجوية للركاب، مشيرة إلى أنه أثر بشدة على النقل الجوي للبضائع.
وأشارت إلى أن النقل الجوي أصبح أكثر تكلفة في العام الماضي بحوالي 200%، ولكن بصرف النظر عن الأسعار المرتفعة، فإن توفره أصبح أقل اكثر فأكثر خاصة خلال الشهرين الماضيين.
كما أضافت أن شحنات البضائع والمواد الخام إلى الشركات في "إسرائيل" عالقة في المطارات حول العالم منذ أسابيع، مبينة أن المصدرون المحليون لا يستطيعون تسليم البضائع إلى العملاء في الخارج العثور على رحلات جوية متاحة تسمح لهم بالوفاء بمواعيد التسليم التي التزموا بها .
ووصف المسؤولون التنفيذيون في الصناعة وفي سوق الشحن، الفوضى في النقل الجوي بأنها غير عادية وغير مسبوقة في نطاقها، بطريقة تعيق وتأخر الشركات في عمليات الإنتاج، وفي تسليم المنتجات والأضرار التي لحقت بالمنتجين. السمعة والقدرة على المنافسة إلى درجة فقدان العملاء والعقود الجديدة والإيرادات.
وأوضحوا أن استمرار الحرب وطبيعتها بسبب تعدد الساحات التي تنطلق منها رشقات من الصواريخ والقذائف والطائرات بدون طيار نحو "إسرائيل" ، خلق سلسلة من الاضطرابات والتشويش في الطيران.
ولفتت الصحيفة الاقتصادية، إلى أنه في نهاية شهر تموز (يوليو) الماضي بعد اغتيال القيادي في حزب الله فؤاد شكور في بيروت ورئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية في طهران، بدأت أزمة في الطيران وتفاقمت أكثر عندما أعلنت عشرات شركات الطيران الأخرى التي كانت لا تزال تعمل في الكيان عن تأخير رحلاتها.
وحسب "كالكاليست"، أفاد مسؤولون كبار في فرع الصناعة وفي صناعة شحن البضائع أن انخفاض حجم نشاط الطيران في العام الماضي أدى إلى ارتفاع سعر النقل الجوي من نحو 3 يورو لكل كيلوغرام من البضائع إلى نحو 9 يورو، ويحذرون من أن استمرار انخفاض العرض وما يصاحبه من ارتفاع في الطلب قد يؤدي إلى مزيد من الارتفاع في الأسعار.
وتشير بيانات سلطة المطارات لشهر أيلول (سبتمبر) الماضي إلى انخفاض حجم البضائع الداخلة إلى الكيان عبر طائرات الركاب بنسبة 48% مقارنة بشهر أيلول (سبتمبر) الماضي وبلغت نحو 4.43 ألف طن.
وشهدت البضائع المغادرة عبر طائرات الركاب انخفاضا بأكثر من 22% مقارنة بشهر سبتمبر الماضي وبلغت 4.36 ألف طن، كما تراجع حجم حركة الشحن بطائرات الركاب (الاستيراد والتصدير) في ذلك الشهر بنحو 38% مقارنة بشهر سبتمبر 2023.