قائمة الموقع

معركة جباليا.. لهذه الأسباب تفوقت المقاومة على جيش الاحتلال..!

2024-10-21T09:37:00+03:00
صورة لجنود الاحتلال خلال المعارك مع المقاومة بغزة.jpeg
فلسطين اليوم

لقد أثبتت جميع حروب المدن التي دارت على مدى التاريخ سواء في الفلوجة بالعراق أو في جنين بالضفة أو غيرهما، بأن الغلبة كانت للمدافعين؛ كون العمران يخدم المدافع بشكل كبير وإمكانية إنشاء كمائن متنوعة موجودة، ومن المعروف عسكرياً أن حروب المدن تكون الغلبة فيها للمدافع أكبر بكثير من المهاجم، وتحتاج هذه المعارك 1 مدافع مقابل 10 من المهاجمين، بالإضافة لأن تحرك القوات المدرعة في المناطقة الضيقة "العمرانية" تكون محدودة ما يؤدي لإدخال سلاح المشاة لهذه المناطق؛ الأمر الذي سيوقع حتماً خسائر فادحة في القوات المهاجمة وسيساعد في صمود المقاتلين في المدن هو ما حصل مع جيش الاحتلال في مخيم جباليا أمس.

وما من شك بأن المشاهد التي بثتها المقاومة الفلسطينية للمعارك الميدانية على الأرض مع قوات العدو الإسرائيلي في مخيم جباليا اليوم بالإضافة لتصنيع العتاد والمتفجرات من الصواريخ الإسرائيلية الغير منفجرة، أثبتت أن المقاومة تمتلك روح قتالية عالية كونها تقاتل في أرضها وهي تعرفها جيداً مقابل العدو الذي لم يعرف كافة تفاصيل هذه المنطقة بعد، وتستخدم هذه المقاومة أساليب جديدة في القتال من خلال عمليات الكر والفر "وعدم تثبيت مواقع محددة لها"؛ لتجنب استهداف المقاتلين على الأرض، في مقابل جيش الاحتلال الذي يسعى لتثبيت تواجده العسكري في منطقة شمال غزة الذي يجعلها هدفاً سهلاً لنيران المقاومة هناك.

عديد قوات كبير بلا نتائج

فارق الإمكانيات العسكرية بين المقاومة وجيش الاحتلال كبير جداً إلا أن حرب المدن ساعدت الأخيرة بشكل كبير على أرض الميدان، فالاحتلال يمتلك عديد قوات كبيرة وتشكيلات قتالية من مدرعات ومشاة واستخبارات ومدفعية ولوجستية؛ بينما المقاومة في هذه المعادلة وبعدد قليل من المقاتلين الأشداء الحاضرين للشهادة مع اتباع كافة التكتيكات القتالية التي تمكنهم من البقاء لأكبر قدر ممكن من الوقت في القتال مع الاستمرار في عمليات الكر والفر وضرب قوات العدو التي تحاول التقدم من مختلف الجهات، عبر كمائن الهندسة والمتفجرات، أو كمائن الدروع، أو الاشتباكات من نقطة صفر لتحقيق إصابات مباشرة في صفوفها لوقف تقدمها لعمق مخيم جباليا.

وكان قد دفع جيش العدو الإسرائيلي المزيد من القوات لجباليا، أول أمس، وهي تتكون من: لواء المشاة النظامي "جفعاتي" واللواء"401 مدرع" إلى جانب عديد كتيبتين من "لواء ناحال" موجودة بالمنطقة وهم ضمن الفرقة 162 التابعة لقيادة المنطقة الجنوبية، هو في محاولة هذا التشكيل القتالي القيام "بإحاطة كاملة حول مخيم جباليا"، من خلال فتح محور تقدم جديد من شرق المخيم بالإضافة للمحورين الغربي والغربي الجنوبي الذي بدأ بعملية الالتفاف على جباليا من خلال الدخول من غرب بيت لاهيا ثم إلى منطقة التوام وبعد ذلك تطويق المخيم من الجهة الغربية والانعطاف شرقاً لتطويق الجهة الجنوبية "جهة الصفطاوي"، ومع المحور الشرقي يكتمل "فك الكماشة"، من جهة تل الزعتر شرق جباليا.

مقتل قائد "اللواء 401 مدرعات"

وفي إطار المعارك الميدانية المحتدمة على الأرض بين المقاومة الفلسطينية، وجيش الاحتلال، تمكنت المقاومة من قتل قائد اللواء 401 المدرع، إحسان دقسة، في تفجير عبوة ناسفة بالقرب من دبابة "إسرائيلية"، الأمر الذي يؤكد شراسة قتال المقاومة في مخيم جباليا ومحيطه، وأن المقاومة باتت تعرف أساليب العدو وطريقة حركته بالإضافة لحصولها عن معلومات استخبارية، حول تواجد قائد اللواء المدرع 401 في الدبابة المستهدفة، وبذلك تمكنت من قتلة وإصابة قائد الكتيبة 52 في اللواء ذاته وهي "كتيبة رأس الحربة" في اللواء المدرع المذكور، هذا الأمر أكده الإعلام العبري، بقوله: "قائد اللواء 401 المدرع قُتل بعد نزوله من الدبابة لمتابعة العملية العسكرية في جباليا مع القادة الميدانيين". هذا الأمر يُعتبر تطور كبير في عمل المقاومة على الأرض بالرغم من حجم الضغط الذي يمارسه العدو ضدها بالإضافة لضرب الحاضنة الشعبية لها؛ لإرغامها على الانسحاب من المنطقة.

ضربات مؤلمة للاحتلال

كما تمكنت المقاومة أمس من توجيه العديد من الضربات المؤلمة للعدو من خلال تفجير عدد من الدبابات الإسرائيلية وناقلات الجند التي تحاول التقدم لمخيم جباليا، فقد أعلنت "كتائب القسام" تفجير 4 آليات عسكرية في محاور القتال في شمال القطاع. كما تمكنت من قنص جنديين في بلوك 2 في مخيم جباليا. كما نشر الإعلام العسكري التابع لـ"كتائب القسام" مشاهد من التحام المقاومين مع جنود العدو الإسرائيلي، خلال زرعهم العبوات الناسفة وملاحقة آليات العدو بقذائف "الياسين" بجرأة منقطعة النظير بأن هؤلاء المقالين لازالت معنوياتهم عالية وتعانق السماء. وبدورها تمكنت "سرايا القدس" من تفجير عدد من الآليات العسكرية الإسرائيلية بعبوات ناسفة، وخاض مقاتلوها مواجهات ضارية مع العدو وسط المخيم. ومن ناحيتها أكدت "كتائب شهداء الأقصى"، تنفيذ كمين مركب وسط المخيم، حيث تمكنت من تفجير منزل بقوات خاصة، ثم الاشتباك مع قوات راجلة حاولت إنقاذ المصابين. وهذا القتال الميداني للمقاومة يؤكد على مبدأ تفوق المقاتلين الذين يخوضون حرب المدن وهي تعتبر "من أعتى المعارك" وأكثرها صعوبة، فالمقاتلين يختبئون بين المنازل المدمرة ويقومون بزرع عبوات ناسفة شديدة الانفجار في المسار الذي تسلكه الدبابات ومن ثم تفجيرها وقتل وجرح من فيها، عوضاً عن اصطياد رماة الدروع للدبابات والآليات التي تحاول التقدم من خلال استخدام قذائف "الياسين 105"، وقذائف "التاندوم" والـ"أر بي جي"، محققين إصابات مباشرة في صفوف هذه الآليات التي بات هؤلاء المقاتلين يعرفون مسارات تقدمها؛ ما جعلها هدفاً سهلاً لهم.

والتقدير هو: أنه ستستمر المقاومة بدرجة القتال الحالية بالرغم من التفوق العددي والجوي للعدو؛ كونها تقاتل على أرضها ومازلت تُصنع عتادها بنفسها، وأن العدو بعد الخسائر التي مُني بها لن يستطع مواصلة هذا الهجوم على منطقة جباليا لفترة طويلة، وربما خلال اليومين القادمين سيعيد التموضع للخلف بالمنطقة قليلاً ويعاود شن هجوم ثانٍ بشكل مباغت.

كما سيواصل جيش الاحتلال جرائمه ومجازره للضغط على المقاومة وحاضنتها الشعبية؛ لمحاولة إحداث نوع من الرفض الشعبي لها، وهذا الأمر سيفشل كما فشل سابقاً. كما أن الاحتلال لن ينجح هذه المعركة مع المقاومة؛ لأنه يخوض حرب مدن والمقاومة تمرست في هذا النوع من القتال؛ رغم خوض العدو لسنوات مناورات ضخمة على حرب المدن، والمُلفت أن المقاتلين الفلسطينيين لديهم معنويات عالية، وهو الأساس لدى أي مقاتل وبدونه لا ربح وانجازات بالمعركة.


 

اخبار ذات صلة