قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الدولية، إن "النزوح القسري واستخدام التجويع سلاح حرب يرقيان إلى جرائم حرب، وجيش الاحتلال يكرر هاتين الجريمتين في قطاع غزة".
وأضافت المنظمة الحقوقية، أن "أوامر الإخلاء الإسرائيلية شملت 85 بالمئة من مساحة قطاع غزة".
وتابعت: "منذ بداية أكتوبر الجاري، أمر جيش الاحتلال سكان شمال غزة البالغ عددهم 400 ألف نسمة بمغادرة منازلهم".
وذكرت أن جيش الاحتلال ومع "تصعيد هجماته على شمال غزة، أمر بالإخلاء ومنع وصول المساعدات الغذائية إلى كل من يبقى هناك".
وأردفت: "جيش الاحتلال يجبر المدنيين الفلسطينيين "بشكل غير قانوني" على ترك شمال غزة، دون مكان آمن يذهبون إليه، أو خطط مفترضة لعودتهم".
وشددت المنظمة على أن "النزوح القسري واستخدام التجويع سلاح حرب يرقيان إلى جرائم حرب، و(الجيش الإسرائيلي) يكرر هاتين الجريمتين في قطاع غزة".
وأشارت إلى أن "إسرائيل" ومنذ أكثر من عام "أغلقت معابر قطاع غزة، ومنعت دخول المساعدات، وقطعت إمدادات الكهرباء ومياه الشرب"، مسلطة الضوء على "تعهد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بتحويل قطاع غزة إلى خراب"، وفق البيان.
وقالت إن "الهجمات الإسرائيلية على مدار العام الماضي، جعلت معظم مناطق غزة غير صالحة للسكن، ما فاقم المخاوف من أن النزوح سيكون دائما".
وعن معاناة النزوح، أوضحت المنظمة الصعوبات المترتبة على بدء موسم الأمطار وسط "نزوح نحو 1.9 مليون فلسطيني من سكان غزة (من أصل 2.3 مليون نسمة)، لجأوا إلى المباني العامة والخيام والبيوت الزراعية".
وفي معرض تعليقها على الدعم الأمريكي لـ (تل أبيب)، قالت "رايتس ووتش": "حان الوقت لتتخذ الولايات المتحدة إجراءات ملموسة وتعلق المساعدات العسكرية إلى (إسرائيل)، لتجنب التواطؤ في الانتهاكات المتصاعدة ضد المدنيين في غزة، وخاصة في الشمال".
ونقلت "هيومن رايتس ووتش" عن مدير مستشفى كمال عدوان في الشمال الدكتور حسام أبو صفية قوله إن "نقص الغذاء والوقود والإمدادات الطبية، مرعب"، ويعرض حياة المرضى للخطر، بمن فيهم الأطفال حديثي الولادة، حيث ينفد الحليب والطعام".
واختتمت المنظمة الحقوقية بالقول: "على (إسرائيل) أن توفر المساعدات الإنسانية من دون نقص في شمال غزة، بما فيه الإمدادات للمستشفيات، وأن تمتنع عن شن الهجمات غير القانونية، وأن تنهي كافة أشكال النزوح القسري".
ويتواصل، القصف الإسرائيلي الجوي والمدفعي لمناطق مختلفة في جباليا شمال القطاع، مخلفا عددا من الشهداء والجرحى الفلسطينيين، دون صدور إحصائية رسمية بعد.
ولليوم الخامس عشر يواصل جيش الاحتلال حرب الإبادة والتجويع شمال قطاع غزة، خاصة في بلدة جباليا ومخيمها، حيث يفرض حصاراً خانقا وتجويعا، تحت قصف دموي مستمر ونسف بيوت فوق رؤوس ساكنيها.
وهذه العملية البرية الثالثة التي ينفذها جيش الاحتلال في مخيم جباليا منذ بداية حرب الإبادة الجماعية على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وخلفت الإبادة التي ترتكبها "إسرائيل" بدعم أمريكي أكثر من 142 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.
وتواصل "تل أبيب" مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.