خبر مفكر فلسطيني: من يتخلى عن إستراتيجية المقاومة لا يملك قدرة منح السلام إلى الآخر

الساعة 05:01 ص|04 يوليو 2009

فلسطين اليوم-القدس العربي

قال المفكر الفلسطيني، د. محمود محارب، خلال يومين دراسيين نظمهما حزب التجمع الوطني الديمقراطي في تطرقه الى الوضع الفلسطيني على ضوء الوضع الدولي والاقليمي والعربي والتسويات المطروحة، انّه من اجل الحفاظ على الردع الاسرائيلي لا بدّ للجيش الاسرائيلي ان يرتكب جرائم حرب ضد المدنيين.

 

وتحدث د. محارب، المحاضر في العلوم السياسية في جامعة القدس عن السياسة الاسرائيلية تجاه القضية الفلسطينية، بادئا من فوز اليمين في الانتخابات الاسرائيلية وتعزز عنصرية وعدوانية الاجماع الصهيوني، مشيرا الى مساهمة ما يسمى باليسار الصهيوني في خلق هذه القيم العنصرية.

 

بالاضافة الى ذلك، تناول د. محارب التغييرات في المجتمع الاسرائيلي في العقدين الاخيرين، ابرزها هجرة ما يقارب مليون وربع مليون يهودي الى البلاد من الدول التي كانت تؤلف الاتحاد السوفييتي، وفقدان ما يسمى باليسار الصهيوني سيطرته على الاقتصاد والجيش وجهاز الدولة، وتغييرات في تركيبة الجيش وتراجع سيطرة الاشكناز (اي اليهود من اصل غربي) في الجيش وتعزز نفوذ ما اسماها بمجموعات الاطراف، والاستعداد لارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين من اجل الحفاظ على قوة الردع. كما قال د. محارب انه منذ وصول ارييل شارون الى رئاسة الوزراء في العام 2001، حسمت اسرائيل امرها وبلورت استراتيجية تجاه المناطق الفلسطينية المحتلة سنة 1967، باقامة نوع من نظام الابارتهايد، تضم وفقه اكثر ما يمكنها ضمه من اراضي الضفة الفلسطينية المحتلة وبأقل ما يمكن من العرب واقامة 'دولة' فلسطينية في ما يتبقى من الضفة الفلسطينية وفي قطاع غزة، تكون تحت النفوذ الاسرائيلي المكثف، تخترقها اسافين الكتل الاستيطانية ويحيطها جدار الفصل العنصري والقواعد العسكرية الاسرائيلية. كما تناول المشروع الاستيطاني الاسرائيلي وسياسة حكومة نتنياهو تجاه الاستيطان.

 

واختتم بالحديث عن الانقسام على الساحة الفلسطينية مقابل الاستراتيجية الاسرائيلية الموحدة التي تقودها حكومة واحدة وجيش واحد. وتناول مخاطر استمرار الانقسام على القضية الفلسطينية، مقابل ما يمكن انجازه مع تحقيق الوحدة الوطنية على طريق ازالة الاحتلال والاستيطان واقامة الدولة الفلسطينية.

 

وانهى محارب حديثه قائلا: من يتخلى عن استراتيجية المواجهة، ناهيك عن استراتيجية المقاومة، لا يملك قدرة منح السلام الى الآخر، ويصبح رهينة بيد من يمتلك القوة، والرهينة لا تستطيع منح السلام او الامن الى سيدها. عبثا تحاول الدول العربية ان تتصالح مع اسرائيل، وهي غير متصالحة مع ذاتها ولا مع شعوبها ولا مع ماضيها او حاضرها. عبثا يحاول الفلسطينيون تحقيق اهدافهم الوطنية وهم في حالة انقسام خطير للغاية في حركتهم الوطنية قد يؤدي الى وأدها. لن تقبل اسرائيل التوصل الى سلام مع الدول العربية، مجتمعة او كل على حدة، الا وفق شروطها ؛ ما لم تتبن هذه الدول استراتيجية مواجهة كي تدفع اسرائيل ثمن الاحتلال والعدوانية، على حد تعبيره.

 

ومن جهته قال النائب د. جمال زحالقة انه لا يمكن الاكتفاء بوصف السياسة الاسرائيلية الرسمية تجاه المواطنين العرب في الداخل بأنها تمييز او حتى تمييز عنصري.

واضاف ان الوصف الاشمل لهذه السياسة هو محاصرة الوجود العربي، هذا المفهوم هو اطار عام يشمل التمييز ومصادرة الارض ومحاولة مصادرة الهوية والتهميش والاقصاء وتضييق الخناق على المواطنين العرب. هذه السياسات مشتقة من الايديولوجية العليا للدولة الا وهي الايديولوجيا الصهيونية والمتجسدة بما يسمى الدولة اليهودية الديمقراطية، كما يحلو لاسرائيل ان تعرف نفسها.

 

وتابع: لعل اكثر ما يميز الفترة الحالية هو موجة العنصرية المكشوفة والمباشرة التي تتبناها قوى سياسية مركزية ومؤثرة في الحكومة الاسرائيلية الجديدة، ويأتي ذلك بعد عقود طويلة حاولت فيها المؤسسة الاسرائيلية التغطية على عنصريتها ولبست قناع الديمقراطية. هذه المؤسسة لم تعد قادرة على التستر على عنصريتها، خاصة بعد ان اصبح زعيم الحزب الفاشي العنصري افيغدور ليبرمان وزيرا لخارجية اسرائيل، بعد ان حصل على 15 عضوا في الكنيست من خلال التحريض العنصري المنفلت على المواطنين العرب.