خبر سيدتي، ابدأي بالقتال..هآرتس

الساعة 09:06 ص|03 يوليو 2009

بقلم: يوئيل ماركوس

لن أنفي أن في لقائي الاول مع تسيبي لفني أثرت فيّ جدا. مفعمة بخليط من الثقة بالنفس والخجل، وأكثر من كل شيء ذات قدرة تعبير طلقة. في اللقاءات التالية، حين تولت منصب وزيرة الخارجية، تبدد الخجل في صالح الثقة بالنفس، ولكنها بقيت مثيرة للانطباع في ظهورها وفي قدرتها على التعبير.

لم أقع من الكرسي حين اقترح الرئيس ساركوزي، الاقصر منه مسافة الرأس والنصف، على بيبي استبدال ليبرمان بها. لدى ساركوزي ضعف تجاه النساء الجميلات والاطول منه. مشاهدو التلفزيون يمكنهم ان يلاحظوا كيف انصب نظر الرئيس الفرنسي على الصدر شبه المكشوف لبار رفائيلي في الاستقبال الذي اجراه في قصر الاليزيه.

واقترح  ساركوزي على بيبي وعلى دزينة اخرى من المشاركين في الوليمة استبدال ليبرمان بلفني دون أن يعرف طبيعتها وعنادها. فما بالك دون أن يعرف الساحة السياسية عندنا وغرور السياسيين فيها. لفني لا تدخل بسرعة كبيرة للعمل عند بيبي، فما بالك لتحل محل واحد كليبرمان بدفعة واحدة.

لفني اخطأت حين رفضت بعد الانتخابات عرض نتنياهو الانضمام الى حكومته. بكبريائها الكبير ما كان لها أن تحتمل بان يقاد الحزب الاكبر من الحزب الثاني في حجمه. لعلها هذا وضع غير طبيعي في أن الناخب بعث الى الحكومة بالعمل الذي تقزم الى 13 مقعدا تحت قيادة باراك، وكديما، مع 28 مقعدا، بعث به الى المعارضة.

لا ندري كيف كانت لفني ستتصرف كرئيسة وزراء، ولكن سلوكها كرئيسة المعارضة يبدو، على حد وصف احد السياسيين كـ "فروة". بيبي مع الـ 12 مقعدا التي كانت له اظهر حضورا اكبر وفعل ضجيجا اكبر من تسيبي مع جيوشها في المعارضة. احد خائبي الامل من لفني اشتكى بانها تأخذ كل القرارات لوحدها، فيما أن على يمينها نفتالي شبيتسر (زوجها) وعلى يساره ايال اراد ("الاستراتيجي").

وهي تترك وزرائها السابقين يعبرون طريق المستويات السبع للجحيم. دون الحديث عن شاؤول موفاز، الذي أعرب حربا علنية عليها بقوله هذا الاسبوع "لطيف تناول كأس معها ولكنها لا تصمد امام الضغوط"، ولكن يحتمل ان بلا مفر سيبقى عالقا في كديما.

مع أن الجمهور يريد كديما في الحكومة، لم تثبت لفني بعد بانها بديلا مناسبا لبيبي. لا يبدو ان جيوش كديما تقف حقا خلفها، واحتمال أن ينسحب سبعة منهم، مع موفاز او بدون موفاز – لن يسجل في صالحها.

كما أن لفني تهاجم بيبي بلغة السوق. "كن رجلا وتخلى عن ذلك"، او "يوجد لنا رئيس وزراء هو كحرباء". في ثلاثة اشهر ولايته لم يجمع بيبي كتلة حرجة من العداء الذي يستوجب مثل هذا الاسلوب تجاهه. من الصعب التخمين كيف كانت هي نفسها ستتصرف لو أنها وصلت الى رئاسة الوزراء. ولكن كزعيمة المعارضة، اسلوب حديثها تجاه رئيس الوزراء لا يعمل بالذات في صالحها. وصف بيبي بالديماغوجي واستخدام تعابير تنديد مشابهة – هذا مناسب لشقاق الباعة المتجولين على البسطات في اسوق اكثر مما هو للعلاقات بين رئيسي حزبين. على لفني أن تبني نفسها كبديل مناسب. بقبضة حديدية ولكنها ملفوفة بقفاز من الحرير.

شارون اسس كديما كي يشل فعالية الليكود، الذي عمل على افشال خطواته، وعلى رأسها اخلاء غوش قطيف كبداية خطوة بعيدة الاثر "لوضع حد لحلم ارض اسرائيل الكاملة". ولفني تتباهى غير مرة بذلك في أنها هي نفسها صاغت البرنامج السياسي لكديما. ولكن أين هي في المعركة الحالية، حين لا تريد حكومة بيبي اليمينية الاعتراف بمبدأ الدولتين للشعبين؟ ماذا يمنعها من أن تكشف امام الملأ ماذا كانت ستفعل الان لو كانت مكان بيبي؟ هل غفت في الحراسة؟

ليس هذا فقط، بل لم تتطرق لخطاب اوباما في القاهرة او لخطاب الجواب لنتنياهو في بار ايلان. فهل هي مع استمرار البناء الطولي، العرضي او المنحني، في المستوطنات؟ هل سلبيتها لا تساهم في ضياع ارث شارون هباء؟

الجمهور اراد كديما في السلطة. وكان بوسع لفني بعد استقالة اولمرت ان تقيم حكومة ائتلافية حتى بدون الانتخابات لو كانت اكثر مرونة واقل غرورا ووافقت على ضم شاس الى الحكومة وابقت بيبي مع 12 مقعدا له في المعارضة، واستعدت لانتخابات 2010 بينما هي رئيسة وزراء قائمة.

كزعيمة للمعارضة لم تفلح بعد في ان تتخذ صورة البديل. وهي تعتمد اكثر مما ينبغي على الاعلانات – هذا جيد لـ "السيدة حسناء"، ولكن ليس لمن يرى نفسه مادة لرئاسة الوزراء. اذا كنتِ ترين نفسك كبديل، كمن هي جديرة بقيادة الدولة هنا والان – فان هذا هو الزمن كي تبدأي بالقتال.