خبر باريس: المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية مرتبطة بالتوصل إلى تفاهم دقيق حول تجميد الاستيطان

الساعة 05:31 ص|03 يوليو 2009

فلسطين اليوم-الشرق الأوسط

ربطت مصادر فرنسية رفيعة المستوى بين معاودة المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية والتوصل إلى اتفاق أميركي ـ إسرائيلي «دقيق ومفصل» حول ما يعنيه تجميد الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة. واعتبرت هذه المصادر أنه إذا «نجح الأميركيون في الحصول على تعريف مفصل وواضح» حول ما يعنيه وقف الاستيطان، والعمل بذلك لفترة محددة قابلة للتجديد، فإن الظروف تكون عندها مهيأة لمعاودة المفاوضات. وترى باريس أنه، منذ تلك اللحظة، يفترض بالجانب الإسرائيلي أن «يلتزم التزاما دقيقا وتحت إشراف دولي» بما يكون قد تم الاتفاق عليه مع واشنطن، وهو ما بدأ وزير الحرب الإسرائيلي إيهود باراك بمناقشته في العاصمة الأميركية قبل أيام بتكليف من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وترى المصادر الفرنسية ذاتها أن نتنياهو كان الجهة التي طلبت إلغاء اللقاء الذي كان مقررا في باريس الأسبوع الماضي مع المبعوث الأميركي، جورج ميتشل «لأنه لم يكن جاهزا بعد لمقابلته، وارتأى بدل ذلك أن يلتقي باراك في مرحلة أولى».

 

وإذا تم التوصل إلى «تسوية» حول موضوع الاستيطان، فإن المقاربة الأميركية والأوروبية تقول بضرورة أن تقوم بالمقابل «خطوات بناء الثقة» من الجانب العربي.

والفكرة أوروبية في الأساس، وتبناها ميتشل الذي أخذ يسوق لها في العواصم العربية.

وتقول الفكرة إنه مقابل بادرات حسن نية من الجانب الإسرائيلي، يتعين على العرب القيام ببادرات مشابهة، و«إن كانت رمزية» لإظهار أنهم متمسكون بمبادرة السلام العربية وتطبيقها.

 

وتدعم باريس والعواصم الأوروبية المقاربة الأميركية التي تقول عنها «يمكن عبرها العودة إلى المفاوضات لأن الأميركيين ملتزمون بها». ودعت المصادر الفرنسية «كل الجهات الفاعلة والمؤثرة» على الدفع في هذا الاتجاه والاستفادة من الفرصة المتمثلة بالرغبة الأميركية في تحقيق تقدم «منذ اليوم الأول لتسلم إدارة أوباما مسؤولياتها».

 

وترى باريس أن «اللحظة اليوم مناسبة واستثنائية» باعتبار أن إدارة أوباما عادت إلى المواقف التي سبق أن التزمت بها إدارة الرئيس بوش الأب أي الابتعاد عن الدعم الأعمى للمواقف الإسرائيلية، ومحاولة الوقوف موقفا وسطيا بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وتؤكد باريس أن التوجه الأميركي الحالي «يحظى بدعم قوي من الجانب الأوروبي» من أجل التوصل إلى «حل عادل ومقبول» للصراع الفلسطيني – الإسرائيلي.

 

وتؤكد باريس أيضا أن الأولوية اليوم معطاة أميركيا وإسرائيليا ودوليا للموضوع الفلسطيني، بينما يبدو أن المسار السوري مجمد .والسبب الرئيسي في ذلك هو أن نتنياهو «لا يريد مفاوضات بالوساطة مع دمشق» بل إنه يطالب بمفاوضات مباشرة ومن غير شروط أي من غير قبول إسرائيلي مسبق بالانسحاب من الجولان السورية. والسبب الثالث يكمن في أن نتنياهو «لا يرغب باستمرار الوساطة التركية» باعتبار أن لديه ملاحظات على مواقف تركيا أثناء حرب إسرائيل على غزة. وفي هذا السياق، أكدت باريس «جهوزيتها» للمساعدة إذا ما طلب منها ذلك.

 

ونقلت المصادر الفرنسية أن نتنياهو أبلغ الرئيس الفرنسي الذي استقبله الأسبوع الماضي في باريس أن الشروط التي تحدث عنها في خطابه للقبول بالدولة الفلسطينية «ليست شروطا مسبقة» بل هي تعبير عن مواقفه الخاصة، ولن يطلب من الفلسطينيين الالتزام بها قبل البدء في المفاوضات. وبحسب هذه المصادر، فإن بعضا من هذه الشروط كان يروم دغدغة مشاعر ناخبي الليكود اليميني.

 

وترى باريس أن قبول نتنياهو بالدولة الفلسطينية يعد تقدما قياسا لما كان عليه موقف الليكود سابقا .كذلك أكدت المصادر ذاتها أن نتنياهو قبل فكرة إرسال قوة دولية إلى الأراضي الفلسطينية في إطار اتفاق سلام مع الفلسطينيين. غير أنها ألمحت إلى أن ذلك على علاقة ببقاء عشرات الآلاف من المستوطنين في إطار الدولة الفلسطينية مما يعني أن هؤلاء سيكونون بحاجة إلى حماية، وهي المهمة التي يمكن أن توفرها القوة الدولية. وينظر إلى هذه القوة على أنها إحدى الضمانات الأمنية التي يمكن أن توفر للطرفين لمواكبة أي اتفاق سلام بينهما ولتسهيل خروج القوات الإسرائيلية من الأراضي الفلسطينية.

 

وبالمقابل، فإن باريس تحث الفلسطينيين على التفاهم في ما بينهم لتشكيل حكومة وحدة وطنية أو تفاهم وطني «لأن المفاوضات بحاجة إلى طرف فلسطيني واحد وليس إلى عدة أطراف». وترى أن بقاء الفلسطينيين منقسمين لن يساعد على انطلاق مفاوضات السلام. وتؤكد باريس أن حماس «طرف أساسي» في المعادلة الفلسطينية، لكنها تتمنى أن تطور مواقفها «حتى تصبح شريكا للسلام وتتصرف على هذا الأساس».