قائمة الموقع

عام على طوفان الأقصى: فلسطين تفقد سندها الأكبر "السيد نصر الله"

2024-10-07T07:56:00+03:00
الشهيد السيد حسن نصر الله
فلسطين اليوم

القدس في عمامته والمسجد الأقصى دوماً في قلبه وعقله ولم يغب عن خطاباته البتة، فقد كان الكل الفلسطيني من الطفل حتى الشيخ ينتظر خطابات الأمين العام السيد الشهيد حسن نصر الله، كيف لا وهو صانع انتصارات لبنان منذ ما بعد الـ82 ومروراً بانتصار أيار 2000 واندحار العدو الإسرائيلي من جنوب لبنان، إلى انتصار تموز 2006، وهو الذي رفض الذل والهوان أمام أعداء الله والإنسانية جمعاء، وكان دوماً يردد "هيهات منا الذلة"، فكان السند للمظلومين والمقهورين من شعوب المنطقة.

"الوعد الصادق"

صدقه العدو قبل الصديق فهو الصادق في وعده خلال "انتصار تموز"، فقد قال إبان تلك الحرب عام 2006 "انظروا إلى البارجة تحترق في عرض البحر" وكان "يقصد البارجة الإسرائيلية ساعر 5"، فقد تميّز الرجل بخلقه الطيب وأمانته وصدقه والمنطقية في تقبل الأمور والأحداث، وظهر ذلك جلياً عندما توالت على لبنان وجبهته الداخلية العديد من الأحداث وخاصة أثناء خطابه الأخير عقب مجزرة "البايجر" وأجهزة اللاسلكي التابعة لحزب الله، حيث اعترف السيد حسن نصر الله بنجاح العدو الإسرائيلي في اختراق اتصالات حزب الله.

ووعد السيد الشهيد حسن نصر الله، جمهور المقاومة وأهلها في أحد خطاباته بقوله: "أعدكم بالنصر، مخاطباً العدو الإسرائيلي "وبيننا وبينكم الميدان والأيام والليالي"، فكيف لا نُصدق من وعدنا بالنصر في ملحمة بطولية تخوضها أسمى وأنبل شعوب الأرض، مقابل "أحقر شعوب الأرض"، وكان هو السند الأكبر لفلسطين ومقاومتها ولم يبخل يوماً عليها سواء بالمدد والسلاح والخبرات العسكرية وغيرها الكثير.

وعد العدو بالبكاء 

وفي خطاب السيد حسن نصر الله بحفل تأبين القائد العسكري "للحزب"، فؤاد شكر "، في بداية أغسطس الماضي، قال: "فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا"، فلم ينتبه البعض لهذه العبارة ومآلاتها على المدى البعيد؛ وبالرغم من كل الضربات التي استهدفت "حزب الله" الشهر الماضي، بدايةً بمجزرة البايجر والاتصالات، ومروراً باغتيال القائد "عقيل" وقادة "الرضوان"، وصولاً لاغتيال الأمين العام السيد حسن نصر الله؛ إلا أن حزب الله واصل طريقه وثباته على الخط الذي رسمه السيد الشهيد "نصر الله"، فكلماته لا تزال حاضرة في بأس المجاهدين المدربين جيداً والحاضرين للشهادة في جنوب لبنان.

وبعد الكمائن النوعية التي أوقع بها مجاهدو حزب الله جنود العدو الإسرائيلي في بلدتي العديسة ومارون الراس، وأسفرت خلال يومين فقط ما يزيد 60 جندياً بين قتيل وجريح، اعترف العدو فقط بمقتل 8 جنود من وحدة النخبة "إيجوز" وإصابة العشرات بعضهم بجراح حرجة جداً، يكون مقاتلي "الحزب" قد نفذوا الوعد الذي قطعه قائدهم السيد الشهيد، حسن نصر الله، بقوله: "فليضحكوا قليلاً وليبكوا كثيراً".

ويبدو أنه بعد أن ضحك الإسرائيليين قليلاً وسادت لديهم حالة من نشوة الانتصار "بالإنجازات المرحلية" التي حققتها أجهزة استخباراتهم، وقد آن لهم أن يبكوا على يد رجال لطالما انتظروا لقاء العدو وأعدوا له العدة منذ ما يزيد عن 20 عاماً.

وكانت أكدت المقاومة الإسلامية في لبنان "حزب الله"، في يوم السبت 28-9-2024، استشهاد سيد المقاومة، سماحة السيد حسن نصر الله، بحيث انتقل إلى جوار ربه ورضوانه شهيدًا عظيمًا قائدًا بطلًا مقدامًا شجاعًا حكيمًا مستبصرًا مؤمنًا، ملتحقًا بقافلة شهداء كربلاء النورانية الخالدة في المسيرة الإلهية الإيمانية على خطى الأنبياء والأئمة الشهداء.

وقال "حزب الله" في بيان رسمي له: "لقد التحق سماحة السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله برفاقه الشهداء العظام الخالدين الذين قاد مسيرتهم نحوًا من ثلاثين عامًا، قادهم فيها من نصر إلى نصر مستخلفًا سيد شهداء المقاومة الإسلامية عام 1992 حتى تحرير لبنان 2000 وإلى النصر الإلهي المؤزر 2006 وسائر معارك الشرف والفداء، وصولًا إلى معركة الإسناد والبطولة دعمًا لفلسطين وغزة والشعب الفلسطيني المظلوم".

وأضاف قائلاً: "إنّ قيادة حزب الله تعاهد الشهيد الأسمى والأقدس والأغلى في مسيرتنا المليئة بالتضحيات والشهداء أن تواصل جهادها في مواجهة العدو وإسنادًا لغزة وفلسطين ودفاعًا عن لبنان وشعبه الصامد والشريف".

كما توجه "الحزب" إإلى المجاهدين الشرفاء وأبطال المقاومة الإسلامية المظفرين والمنصورين وأنتم أمانة السيد الشهيد المفدى، وأنتم إخوانه الذين كنتم درعه الحصينة ودرة تاج البطولة والفداء، إنّ قائدنا سماحة السيد ما زال بيننا بفكره وروحه وخطه ونهجه المقدس، وأنتم على عهد الوفاء والالتزام بالمقاومة والتضحية حتى الانتصار.

جدير ذكره أنه، توافق اليوم 7-10-2024، ذكرى مرور عام على انطلاق معركة "طوفان الأقصى" التي خاضتها كتائب القسام وباقي فصائل المقاومة الفلسطينية وسيطرت خلالها على منطقة غلاف غزة وقتلت أكثر من 1000 إسرائيلي غالبيتهم من الجنود وأسرت نحو 250 آخرين في ضربة هي الأقوى في تاريخ كيان العدو.

اخبار ذات صلة