خبر الزعنون يطالب بعدم انتخاب دحلان وتياره الذين تآمروا على عرفات وهربوا من غزة

الساعة 04:43 م|02 يوليو 2009

فلسطين اليوم: غزة

صرخ سليم الزعنون عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" بصوت مرتفع خلال اجتماع عقده ظهر أمس الإربعاء لأعضاء الحركة للمؤتمر العام السادس "أنا ادعوكم لعدم انتخاب الذين تآمروا على ياسر عرفات وهربوا من غزة"، وذلك في إشارة إلى محمد دحلان وتياره.

وجاء طلب الزعنون بعد جدل حاد مع أحد الكوادر العسكريين الذين حضروا الاجتماع بالضد من قرار العسكريين عدم المشاركة في الإجتماع الذي دعا له الزعنون، بناء على نصيحة من محمد الأعرج، ونجيب القدومي، بداعي شرح ما جرى في اجتماع المجلس الثوري.

الجدل بين الزعنون والكادر العسكري حدث حين قاطع الكادر العسكري الزعنون، فيما كان يشرح سبب عقد دورة طارئة للمجلس الثوري في رام الله قائلا إن اللجنة المركزية للحركة فشلت بالتوصل إلى قرار بشأن مكان وزمان عقد المؤتمر العام للحركة، فتمت احالة الأمر للمجلس الثوري.

الكادر العسكري قال للزعنون مقاطعا إن اللجنة المركزية لم تفشل باتخاذ القرار، لكنكم كان لديكم قرار مسبق بعقد المجلس الثوري لضمان اتخاذ قرار بعقد المؤتمر العام في بيت لحم، كما يريد محمود عباس.

وأضاف الكادر العسكري مذكرا بالمظاهرات التي اخرجها تيار دحلان في غزة تهتف ضد الرئيس السابق عرفات.

حضر اللقاء الذي عقد في مقر رئاسة المجلس الوطني الفلسطيني بالعاصمة الأردنية أكثر من مئة شخص، من بينهم أقل من اربعين عضوا في المؤتمر العام، من أصل 58 عضوا.

 

 

وكان الأعضاء العسكريين في المؤتمر قرروا مقاطعة اللقاء لعدم جواز المشاركة فيه بغياب الفريق نصر يوسف رئيس المجلس العسكري في الحركة، ودون قرار منه.

وقد حالت الضغوط من قبل اللجنة العسكرية في الأردن، التي شكلها الفريق يوسف، دون حضور اللواء الحاج اسماعيل للقاء، حيث قررت اللجنة العسكرية عدم جواز حضور العسكريين للقاء، وذلك بعد أن أدركت أن الذين نصحوا الزعنون بعقد اللقاء إنما ارادوا فسح المجال أمام الحاج اسماعيل، وهو أحد حلفاء محمد دحلان، للتدخل في شؤون التمثيل العسكري للمؤتمر.

وتبدي مصادر اعتقادها أن الزعنون نفسه أصبح من ضمن حلفاء دحلان في هذه المرحلة على قاعدة حسابات انتخابية.

كذلك، فقد حيل بقرار عدم مشاركة الأعضاء العسكريين دون حضور اللواء سلطان أبو العينين للإجتماع، حيث أنه يتواجد حاليا في عمان، والتقى الحاج اسماعيل.

وتضيف المصادر أن منذر ارشيد وجه كلاما قاسيا ليونس الرجوب أحد أنصار دحلان في الساحة الأردنية، الذي التزم الصمت ولم يرد.

 

على صعيد متصل، تقول المصادر إن معارضي عقد المؤتمر العام في بيت لحم يصعدون موقفهم في الوقت الحالي، حيث يلفتون إلى أن هناك أعضاء كثر في المؤتمر لا يستطيعون دخول الأراضي الفلسطينية في ظل الإحتلال.

وتورد المصادر نماذج على ذلك محمد داوود (أبو داود) رئيس لجنة الرقابة الحركية المقيم في سوريا، والعميد فتحي البحرية، واللواء منير مقدح المطلوبين للأجهزة الأمنية الإسرائيلية على خلفية نضالية.

وتبدي المصادر استحالة الثقة بالإسرائيليين في حال صدور موافقتهم على دخول بعض أعضاء المؤتمر المطلوبين، ضاربة مثلا على ذلك باعتقال السلطات الإسرائيلية فجر الإربعاء للمناضل ابراهيم محمود نواهضة (32 عاما) أحد أبرز قادة كتائب شهداء الأقصى، رغم صدور عفو إسرائيلي عنه. وقد تم اعتقاله فور دخوله منزله في قرية اليامون قضاء جنين.

 

على صعيد متصل تكشف المصادر عن حدوث سجال مباشر في الاجتماع الأخير للمجلس الثوري للحركة برام الله بين اللواء خالد مسمار والرئيس محمود عباس حول الموقف من مكان عقد المؤتمر.

وتقول المصادر إن اللواء مسمار قال في مداخلته موجها حديثه لعباس هناك من يتحدث همسا عن وجود قوائم يراد إضافتها إلى عضوية المؤتمر بعد أن انتهت اللجنتان التحضيرية والمركزية من اعتماد جميع أسماء المشاركين في المؤتمر، وأن إحدى هذه القوائم تضم 173 إسما محسوبون على خط سياسي معين داخل الحركة.

وقد سارع عبد العزيز شاهين إلى التصدي لمسمار بلغة فظة، وهو أحد أنصار دحلان، المصرين على عقد المؤتمر في بيت لحم. قال شاهين، الذي يلقبه الفلسطينيون بإسم أبو علي طحين لدوره المشهود في سرقة الطحين المخصص لأبناء قطاع غزة حين كان وزيرا للتموين، موجها كلامه لمسمار "هذا الكلام ليس كلامك"، فرد عليه مسمار قائلا "أنا لا يضع أحد الكلام في فمي".

مسمار واصل حديثه مؤكدا أن معظم أعضاء المجلس الثوري يرفضون عقد المؤتمر العام في الداخل، لكنهم يخشون التعبير عن موقفهم هذا خشية قطع رواتبهم..!

عباس تصدى لمسمار قائلا "سم الأمور بمسمياتها". وأصر عليه أن يذكر اسماء من قطعت رواتبهم. هنا وقف أحمد غنيم عضو المجلس الثوري، وأعلن أنه شخصيا تم قطع راتبه..!

ولم يبد عباس رفضه لمبدأ قطع الراتب، علما أن مثل هذه القرارات لا تتخذ إلا بعلمه وتوقيعه. واكتفى عباس بالقول دون اتخاذ أي إجراء معاكس لقطع الرواتب "نحن لا نقطع رواتب أحد.. اللي بدو يدخل يدخل واللي ما بدو يدخل لا يدخل". وأكد أنه لا يقطع حتى رواتب الجواسيس حيث يتواصل صرفها لأسرهم.

ووجه عباس كلامه لغنيم قائلا "انت تم قطع راتبك لسبب آخر"، دون أن يوضح هذا السبب، أو يتعهد بإعادته.

عباس في محاولة لإثبات امكانية دخول اعضاء المؤتمر إلى بيت لحم دون عقبات اسرائيلية أخرج من جيبه ما قال إنه ثلاث هويات، ورفعها أمام الحضور دون أن يراها أحد، وقال "أنا عملت اللي علي.. ثلاث مرات استخرجنا موافقة اسرائيلية على دخولهم دون أن يدخلوا"، وذلك في إشارة إلى فاروق القدومي واللواء محمد جهاد ومحمد راتب غنيم، والأخير أقوى المؤيدين حاليا لعقد المؤتمر في الداخل.

وأضاف عباس إن أبو لطف (فاروق القدومي) لا يريد الدخول.

وعلم أن العشرة الذين رفضوا عقد المؤتمر في بيت لحم، وجاهروا بموقفهم بذلك هم عضوان في اللجنة المركزية (الدكتور زكريا الأغا، الفريق نصر يوسف)، وكل من حمدان عاشور أمين سر المجلس الثوري، ونائبه عدنان سمارة، اللواء خالد مسمار، اللواء عثمان أبو غربية، العميد محمود العالول، عزام الأحمد، نبيل رملاوي، واسامة العلي.