قائمة الموقع

شكل آخر للمواجهة في الضفة.. العدو يضرب الحاضنة الشعبية للمقاومة!

2024-10-04T14:54:00+03:00
جانب من تشييع شهداء مجزرة طولكرم
فلسطين اليوم

شكّلت عملية استهداف جيش العدو الإسرائيلي، الليلة الماضية، أحد المقاهي في مدينة طولكرم بالضفة المحتلة نقلة نوعية في طبيعة الصراع الدائر بين المقاومة الفلسطينية و"إسرائيل" منذ العام 2021 وهو العام الذي عاودت المقاومة في الضفة تشكيل كتائب عسكرية لها وعلى رأسها "كتيبة جنين- سرايا القدس"، والمُلفت أيضا بأن هذا الحدث يقع للمرة الأولى منذ أكثر من 20 عاماً "إبان ذروة انتفاضة الأقصى"، وقد أسفر الاستهداف من الطيران الحربي الإسرائيلي عن استشهاد 18 مواطناً، منهم 10 من المدنيين إلى جانب استشهاد 8 مقاومين.

وبالنظر لما سبق من ضربة "إسرائيلية" في طولكرم لهدف مدني يضم "مقهى وبجانبه منزل"، يتضح بأن العدو الإسرائيلي يتجه وبقوة "نحو ضرب الحاضنة الشعبية للمقاومة" في الضفة الغربية المحتلة، التي تمثل ظهيرها الخلفي الذي لطالما ساندها في كافة مواجهاتها، وسيواصل هذا الإسناد اللامحدود لأن الشعوب الحرة بكل تأكيد تعرف طريق حريتها والثمن الذي ستدفعه لقاء ذلك الأمر.

لكن الذي لم يعرفه العدو بأن كافة الحملات العسكرية السابقة التي شنها على شمال الضفة المحتلة فشلت في كسر المقاومة وضرب حاضنتها الشعبية، فخلال الاقتحام الأخير والموسع لمدينتي جنين وطولكرم كانت حالة الإسناد الشعبي لفصائل المقاومة في أعلى درجاتها ولا حدود لها، حيث شارك الشبان والنساء والشيوخ في هذا الدعم للمقاومين، والأمثلة كثيرة على ذلك وخير دليل مساعدة الأهالي للمقاومين من سرايا القدس في "كمين حارة الدمج" بمخيم جنين.

ضرب الحاضنة الشعبية للمقاومة

مصادر ميدانية خاصة بالمقاومة بالضفة أكدت، "أن العدو الإسرائيلي من خلال استهداف الأماكن المدنية ومنازل المواطنين بالطيران الحربي؛ يسعى لضرب الحاضنة الشعبية للمقاومة الفلسطينية".

وأضافت المصادر لـ"فلسطين اليوم الإخبارية": "أن ما يقوم به العدو الإسرائيلي من ضرب الحاضنة الشعبية لن ينجح، وسيزيد المقاومة قوة وعنفوان على إكمال طريقها دون تراجع".

وتأتي هذه التطورات تأتي عقب الخسائر الباهظة في الأرواح التي تكبدها جيش العدو الإسرائيلي على الحدود مع لبنان بعد احتدام المعارك الميدانية مع مقاتلي "حزب الله"، أثناء محاولة مجموعات من جيش العدو التقدم إلى أطراف بعض البلدات ذات الأهمية الجغرافية والاستراتيجية في جنوب لبنان.

هذه الخيبة التي تلاحق جيش العدو الإسرائيلي على الجبهة الشمالية مع حزب الله، جعلته يتجه للضفة المحتلة التي يعتقد بأنها "الخاصرة الأضعف للمقاومة"؛ لتحقيق نصر ولو وهمي لقادة منظومته الأمنية التي لا تزال ماثلة أمامها مشهد تمريغ أنف جنودها بالتراب على اعتاب جنوب لبنان قبل يومين في كميني "العديسة ومارون الراس".

قتل أكبر عدد من أبناء شعبنا وترويعهم بآلة القتل الهمجية

 

من جانبها، أكدت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، "أن المجزرة المروعة التي ارتكبها جيش العدو الصهيوني في مخيم طولكرم ليل أمس تثبت بأن لدى الكيان الصهيوني مخططات لتنفيذ حرب إبادة بحق شعبنا في الضفة المحتلة مثيلة لتلك التي ينفذها في قطاع غزة وأجزاء واسعة من لبنان".

وأوضحت الحركة في بيان صحفي، اليوم الجمعة، "أن استخدام العدو لطائرات حربية مقاتلة وإلقاء القنابل الثقيلة على منطقة سكنية مكتظة بالمدنيين داخل مخيم طولكرم، ليس له إلا هدف واحد هو قتل أكبر عدد ممكن من أبناء شعبنا وترويعهم بآلة القتل الهمجية التي يمتلكها العدو، والتي تزوده بها الإدارة الأمريكية".

وشددت "الجهاد الإسلامي"، على أن هذه الجرائم التي يتمادى العدو في ارتكابها تضع شعبنا أمام خيار وحيد، هو التمسك بالمقاومة دفاعاً عن أرضنا ووطننا ومستقبل أبنائنا، وتصعيد المقاومة ضد جنوده ومستوطنيه في كل مكان.

من ناحيتها، أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، مساء أمس الخميس، أن "مجزرة الاحتلال ضد شعبنا في مخيم طولكرم تصعيد خطير لن يثني من عزيمة شعبنا ومقاومتنا".

وقالت حركة "حماس" في تصريح صحفي: "إن قصف الاحتلال الوحشي بالطائرات مساء الخميس، لأحد المقاهي في مخيم طولكرم وايقاعه عشرات الشهداء والمصابين من النساء والأطفال هو تصعيد خطير في عدوانه المتواصل على الضفة الغربية، ودليل على وحشيته وإفلاسه، في ظل فشله الميداني في النيل من عزيمة شعبنا ومقاومته المتصاعدة".

وأشارت إلى أن ثبات شعبنا سيكون سداً منيعاً يحول دون تمادي وعربدة الاحتلال مهما عظمت التضحيات، وأن المقاومة في الضفة لا تهزها الضربات، بل تزيدها عزماً ومضياً، ولن تسمح للاحتلال بتنفيذ مخططاته الخبيثة الرامية لتصفية قضيتنا.

اخبار ذات صلة