خبر إن تضغط تأخذ.. يديعوت

الساعة 02:02 م|02 يوليو 2009

بقلم: جلعاد شارون

يعد نيكولا ساركوزي تحسنا ملحوظا للقياس الى اسلافه من رؤساء فرنسا. يمكن أن نقول على نحو عام إنه يمثل توجها أكثر اتزانا وأقل نفاقا. لقد تدخل تدخلا فظا في شؤوننا، لكن يصعب أن نغضب عليه. عندما تكون جالسا في قصر في الاليزيه، تأكل الطعام الفرنسي اللذيذ وتنظر الى الأوبلكس الرائع الذي استلب من مصر وتقف منتصب القامة في ميدان الكونكورد – تستطيع أحيانا ان تنسى أنه انقضت ايام الاستعمار، وحتى عندما وجد انتداب فرنسي في المنطقة فانه كان في سورية ولبنان لا عندنا.

هذا هو تعلل ساركوزي. إن سنين طوال جدا من سلطة القمع في المستعمرات في انحاء العالم عودت الفرنسيين اسلوبا متكبرا وتدخلا في شؤون أبناء البلاد.

لكن ما هو تعلل نتنياهو؟

ان الانشغال بساركوزي يصرف النقاش عن السؤال الحقيقي: ما الذي فعله بيبي؟ ان رئيس الحكومة يجلس مع أناس آخرين ويسمع قولا وقحا كهذا.

هل يقول للمضيف: "معذرة، هذا شأن اسرائيلي داخلي ولا نقبل تدخلا كهذا في شؤوننا"؟ لا. هذا في الحقيقة هو الرد الطبيعي المطلوب، لكنه يحتاج الى قليل من القوة الداخلية. لكن بيبي ضعيف. ماذا يفعل اذا؟ يعتذر. "أنظر، في الاحاديث الخاصة هو ليس كذلك"، يحاول أن يبين. وعندما ينتهي الاذل ما الذي يفعل؟ يطلب الى الحاضرين ومنهم السفير ألا يفضحوا ذلك. لا تكشف ذلك للوزير المسؤول عنك.

لم يذلوا ليبرمان هناك. فليست هذه قضية شخصية. وليست الوقاحة الفرنسية هي المشكلة أيضا بل ضعف نتنياهو. ليس مهما أنه يقول الآن إنه يثق بوزير الخارجية أو انه يستشيره. ليست هذه هي النقطة البتة. الحكاية أنه ضعيف والجميع يعلمون ذلك. فهو غير قادر على الثبات للضغط لا في قضية صغيرة كهذه ولا في قضايا أكبر.

ليس هو قادرا على أن يقول "الى هنا"، لا لساركوزي بهذه القضية ولا للامريكيين في قضية البناء في المستوطنات. انه غير قادر على ان يقول لهم: "يوجد اتفاق تم احرازه مع الادارة السابقة. اذا كنتم لا تذكرون فسألوا اليوت ابرامز. يجب احترام الاتفاقات". بدل ذلك يبدأون اللعب قائلين سنجمد لكن ثلاثة أشهر فقط وما أشبه.

كون رئيس الحكومة ضعيفا مشكلة، فأصدقائنا يعلمون ذلك وكارهونا أيضا.

لا يوجد ما يدعو المستوطنين في يهودا والسامرة وهضبة الجولان الى ان يكونوا مطمئنين، فهو لا يثبت للضغط. ويجب على أعداء اسرائيل الحذر ايضا. فردود شخص ضعيف على التحرشات قد لا تكون متزنة.

يقول نتنياهو لكل واحد ما يريد سماعه. وآخر من يهمس في أذنه هو الذي يقبل رأيه. أو أن أكثر من يخيفه هو الذي يقبل رأيه أو رأيها. المحزن هو أنه يعلم في داخله كما يبدو ما هو الصحيح. وهو يعلم كيف يتكلم على نحو رائع. ويستطيع أن يكون الأفضل اذا كان في المنزلة الثانية.