خبر بلا تذاكٍ -هآرتس

الساعة 09:16 ص|02 يوليو 2009

بقلم: شاؤول اريئيلي

(عضو ادارة مجلس السلام والامن ومن المبادرين الى تفاهمات جنيف)

 (المضمون: لا تحتاج اسرائيل الى مصادرة اراض اخرى لاقامة مستوطنات عليها لان ما عندها من الارض يكفي المستوطنات ويزيد - المصدر).

يشهد طلب براك اوباما والاوروبيين المكرور تجميد البناء في المستوطنات بأن التزام بنيامين نتنياهو ألا تبني اسرائيل مستوطنات جديدة ولا تصادر أراضي من اجل المستوطنات، ليس سوى ذر للرمل في عيون الجمهور.

يقرر القانون الدولي أن ملكية الأرض حق تام للواقع عليه الاحتلال ويحظر مصادرتها. مصادرة الارض بحسب القانون الاردني الذي أخذت اسرائيل به تحل فقط لاهداف تخدم الجمهور. صادرت اسرائيل من أجل اقامة مستوطنة في مرة واحدة ثلاثين ألف دونم لمعاليه ادوميم، لكنها بتطبيق القانون الاسرائيلي على شرقي القدس صادرت ثلث السبعين الف دونم التي ضمت لاقامة أحياء يهودية.

مع ذلك يحل للمحتل أن يضع يده على أراض على نحو مؤقت لاحتياجات أمنية محدودة، بغير حق ملكية وبدفع تعويضات للمالكين. مع زوال الحاجة الأمنية يجب عليه أن يعيد الاراضي الى الملاك. من هذا المنفذ الضيق أخذت اسرائيل في السنين 1967 – 1979 بوساطة "أوامر وضع يد عسكرية" نحوا من خمسين ألف دونم "لحاجات أمنية" وأقامت عليها مستوطنات مثل كريات اربع وبيت ايل. ان قرار محكمة العدل العليا في قضية آلون موريه، الذي أمر بالغاء أمر وضع اليد واعادة 5000 دونم الى قرية روجيب، أغلق هذا المنفذ ومن جملة أسباب ذلك شهادة مناحيم فليكس من رؤوس غوش ايمونيم: "اقامة أمر وضع اليد على أسباب أمنية يعني أمرا واحدا هو كون المستوطنة عرضية عابرة. نحن نرفض هذا الاستنتاج رفضا باتا... يرى الجميع آلون موريه مستوطنة دائمة لا تقل عن دغانيا وتل ابيب". آنذاك قررت حكومة مناحيم بيغن أن تقام المستوطنات فقط "أرضي دولة".

نشأ احتياطي اسرائيل الاول حتى 1979 باعلان كون نحو من 700 الف دونم كانت مسجلة باسم حكومة الاردن، وفق أمر أصدرته هي نفسها من الفور مع نهاية الحرب، اراضي دولة. في السنين 1980 – 1984 اعلنت اسرائيل بأن 800 الف دونم أخرى أصبحت اراضي دولة. وهكذا أصبحت تملك 25 في المائة من مساحة الضفة. أقيم أكثر المستوطنات على هذه الاراضي.

        لا تحتاج اسرائيل الى مصادرة أو الى اعلان اخر. ان المساحة المبنية للمستوطنات كلها، التي يعيش فيها 294 الف شخص ليست أكثر من 60 الف دونم (1 في المائة من الضفة) وفيها مئات من الشقق الفارغة. تملك المستوطنات نحوا من 350 الف دونما اخرى للبناء في خطط هيكلية في مساحتها البلدية التي هي في جملتها 550 الف دونم.

لا يحتاج نتنياهو ايضا في الحقيقة الى اقامة مستوطنات جديدة بل استكمال "تبييض" المواقع الاستيطانية التي اقيمت قبل اذار 2001 حينما تولى السلطة اريئيل شارون. التزمت اسرائيل اخلاء 420 موقعا استيطانيا فقط اقيمت بعد ذلك من بين المئة الموجودة. لا يستطيع نتنياهو ان يبيض المواقع الاستيطانية الباقية لان اكثرها يقع كله أو بعضه على أراضي خاصة فلسطينية.

        كان يمكن التوصل لمفاوضة لتسوية دائمة الى تفاهمات مع الولايات المتحدة والفلسطينيين تتعلق بمشروعات توشك أن تنتهي كما في معاليه ادوميم، والبناء داخل الخط المبني من المستوطنة، ولا سيما في مودعين العليا وبيتار العليا الملاصقتين للخط الاخضر. ان طلب أكثر من ذلك عوض "خطبة بار ايلان" يبدو محاولة تذاك مع الامريكيين الذين يعرفون جيدا تقرير ساسون وتقرير شبيغل.