خبر قيادي فتحاوي يكشف تفاصيل جلسات الحوار في القاهرة

الساعة 05:08 ص|02 يوليو 2009

قيادي في «فتح» يكشف لـ «الحياة» تفاصيل جولة الحوار: تدخُل سليمان فك عقدة المعتقلين وخلافٌ على كلمات أعاق الاتفاق

فلسطين اليوم- القاهرة – جيهان الحسيني

 كشف قيادي في حركة «فتح» شارك في الجولة السادسة للحوار الفلسطيني التي دامت ثلاثة ايام وانهت أعمالها أول من أمس، أن وفد «حماس» فرض على المتحاورين في اليومين الاول والثاني عدم بحث أي قضية أخرى سوى ملف المعتقلين.

 

واوضح القيادي لـ «الحياة»: «على مدار يومين لم نبحث سوى قضية المعتقلين، ولم نحقق أي تقدم إلا عندما تدخل رئيس الاستخبارات المصرية الوزير عمر سليمان الذي رفض بشدة شروط حماس بألا تبحث على أجندة الحوار سوى هذه القضية، وقال إن هذا الأمر لا يجوز وان الاشتراطات غير مقبولة، فردوا عليه بأنه اتفق خلال لقائه الأخير مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل بضرورة حل ملف المعتقلين قبل الخوض في قضايا الحوار الأخرى، فأجاب أن هذا غير صحيح وأنه أكد ضرورة عدم إهمال ملف المعتقلين وان يطرح على أجندة البحث في الحوار». ونقل القيادي عن سليمان قوله لوفد «حماس»: «يمكنكم الذهاب، وتعالوا عندما تكونوا جاهزين».

 

ولفت القيادي إلى أن سليمان حذر من إضاعة فرصة المصالحة، ودعا إلى ضرورة التوحد و طي صفحة الانقسام «لأنه إذا استمر هذا حالكم، فإن العالم لن يتعاطى معكم، والتاريخ لن يغفر لكم». وأوضح أن وفد «حماس» تراجع، ونقل عن رئيس وفدها نائب رئيس المكتب السياسي للحركة موسى أبو مرزوق قوله: «جاهزون للتعاطي مع أي طرح معقول يعرض علينا». ولفت القيادي إلى أنه حينئذ تدخل رئيس وفد «فتح» أحمد قريع (أبو علاء) وقال إنه قدم طرحاً لمعالجة ملف المعتقلين يتناول وقف الاعتقالات لدى الجانبين والبدء في الإفراج عن المعتقلين، وأن تستمر عملية الإفراج عن المعتقلين بالتوالي حتى بعد تاريخ التوقيع على اتفاق مصالحة، وأن تتزامن هذه الإجراءات مع تشكيل لجنة لبحث أسماء المعتقلين المرفوض إطلاقهم كلاً على حدة.

 

وقال القيادي إن الوزير أشاد بهذا الطرح ووصفه بأنه «عملي يمكن التعاطي معه»، موضحاً بأن أبو مرزوق تراجع حينئذ وقال: «نحن موافقون عليه». ولفت القيادي إلى أنه عند البدء في الصياغات، حدثت خلافات في شأن كلمات وتفسيرات. وضرب مثلاً على الصياغة التي طرحتها «فتح» في ملف المعتقلين بأن تتم معالجة هذه القضية وفق القانون والنظام وبما لا يتعارض معهما، موضحاً أن وفد «حماس» أصر على إضافة عبارة «والتوافق الوطني ولم يتم التشاور مع الفصائل في شأن الاعتقالات».

 

وعما إذا كانت الجولة السابعة المقبلة هي النهائية، قال: «مصر لم تتحدث عن جولة نهائية، لكن الوزير سليمان حذر من إضاعة هذه الفرصة وإهدار الوقت من دون إنهاء الانقسام والتوصل إلى اتفاق مصالحة، مضيفاً: «المصريون حريصون على عدم إفشال جهودهم ولا يمكن الإعلان صراحة عن فشل مساعي تحقيق المصالحة وأنه لم يعد هناك أمل لأن ذلك ستكون له انعكاساته الخطيرة جداً، ثم إنه لا بديل أو خيار آخر أمامنا سوى إنهاء الانقسام».

 

من جانبه، قال عضو المكتب السياسي لحركة «حماس»، عضوها في الحوار عزت الرشق إن مصر قررت عقد جولة سابعة وأخيرة للحوار بداية من 25 إلى 28 من الشهر الجاري لإعطاء فرصة للجانبين للتشاور من أجل إنهاء القضايا العالقة، موضحاً أن كل طرف قدّم إلى الجانب المصري قوائم بالمعتقلين السياسيين والمقترحات والآليات والجدول الزمني للإفراج المتبادل بين الجانبين، لافتاً إلى أن مصر ستضع صيغة توافقية تكون مقبولة لدى الطرفين.

 

في غضون ذلك، عزا رئيس كتلة «فتح» البرلمانية، عضوها في الحوار عزام الأحمد عدم تحقيق إنجاز واختراق في جولة الحوار السادسة، الى الخلافات على الصياغات وطريقة تفسيرها، وقال لـ «الحياة»: «يبدو أن مقولة الشيطان في التفاصيل صحيحة»، مشيراً إلى أنه في اللجنة الفصائلية التي طرحتها مصر كمخرج من عقدة الحكومة، «طرح (القيادي في فتح) نبيل شعث أن تتناول الصياغة لجنة تنسق مع الهيئات والمؤسسات والوزارات، وهنا تدخلتُ ورفضت ذكر الوزارات في الصياغة وطلبت رفعها لأن ذلك يعني أن اللجنة ستتصل بوزراء الحكومة المقالة الذين لا نعترف بهم كوزراء، لكن وفد حماس تمسك بالكلمة، مصراً على تكريس الانقسام وقال لنا: نحن كيانان وحكومتان، وهنا ضاعت كل الصياغات التي أعددناها مسبقاً هباء». واوضح أن الأمر ذاته تكرر في لجنة المعتقلين عندما أصر وفد «حماس» على معالجة هذه القضية وفق التوافق الوطني، بينما أكد قريع كلمة وفق القانون فقط، وقال لهم إن تحقيق المصالحة أهم من التوافق.

 

وعلى صعيد لجنة الأمن، قال الأحمد إن أبو مرزوق أخبرنا أن «حماس» أبدت موافقتها على تشكيل قوة مشتركة قوامها 3000 رجل، لكنه ذكر أن هذه القوة تبدأ بـ 300 كادر وتتدرج حتى تصل إلى 3000 من خلال إضافة وزيادة 25 عنصر امني كل فترة زمنية. وأضاف: «نريد إعادة عناصر الأمن الموجودة في منازلها في غزة إلى مواقعهم، فهم يحصلون على مرتباتهم من دون عمل، لكن ما ذكره وفد حماس يفجر الحوار، فهم ما زالوا يتعاطون مع المسألة وكأنهم قوة مستقلة، وحريصين على أن يظلوا كياناً مستقلاً». ونقل عن شعث قوله ان «هناك 20 الف كادر أمني موجودين في قطاع غزة وكثير منهم لديه خبرات واسعة. طالبنا بإعادة 10 الاف عنصر أمني إلى عمله، فليس من المعقول أن يطرحوا علينا في المقابل تشكيل قوة مشتركة قوامها 3000 بالتدريج. نريد الانطلاق من خلال إجراءات تتحقق على الأرض». واوضح أن وفد «فتح» رفض طرح «حماس»، لافتاً إلى أنه حتى الآن لم يتم الاتفاق على ماهية الفترة الانتقالية ومدتها. ونقل عن شعث قوله: «نريد أن نتوصل إلى اتفاق مرض للطرفين حتى يمكننا أن نطبقه لأن ذلك مسؤولية الحركتين معاً وليس مسؤولية مصر التي لا تريد أن تمارس ضغوطاً لقناعتها أننا يجب أن نصل إلى اتفاق مقبول من الجانبين لضمان استمراره ونجاحه».

 

ووصف الأحمد قضية المعتقلين بأنها مفتعلة لأن هذه القضية ستظل عالقة طالما لم ننه الانقسام، وقال إن الاعتقالات والإجراءات الأمنية التي حدثت هي نتاج للانقسام وللانقلاب الذي وقع، مشدداً على أن الانقسام هو الداء. وعلى صعيد ملف الانتخابات، قال إن هذه القضية ما زالت عالقة، لكنه لفت إلى أنها ليست قضية مفصلية يمكن أن تكون عثرة أمام التوصل إلى اتفاق، بمعنى انه لو تم حل القضايا المحورية الأخرى، فإنه لن يكون هناك إشكال في هذا الملف.