قائمة الموقع

توقعات وتقديرات للوضع بغزة.. أين وصلت مفاوضات "وقف النار"؟

2024-09-13T14:15:00+03:00
فلسطين اليوم

بقلم الكاتب والباحث في الشأن الإسرائيلي/ أحمد سلامة

تسود جبهة القتال بغزة حالة من الركود النسبي في المعارك الدائرة بين المقاومة الفلسطينية وقوات العدو الإسرائيلي في ظل دخول الحرب على قطاع غزة مرحلتها الثالثة، التي تعتمد على الاستهدافات الجوية المركزة، وعمليات التوغل السريعة داخل بعض المناطق؛ بناءً على الحصول على معلومات استخباراتية "موثوقة" كما يدعي العدو.

هذه المعطيات لا تنفصل عن المفاوضات المتعثرة بين المقاومة و"إسرائيل" برعاية الوسيطين المصري والقطري، وبحسب مصادر مطلعة على هذه المفاوضات، تسود حالة من التوتر في العلاقة بين الجانب المصري والإسرائيلي، فالأخير يرفض التخلي عن محور "فيلادلفيا" على امتداد الحدود المصرية الفلسطينية لقطاع غزة؛ الأمر الذي حدا بالجانب المصري إلى مطالبة الولايات المتحدة الأمريكية الضغط على "إسرائيل" لتقديم تنازلات في مفاوضات وقف إطلاق النار.

يأتي ذلك بعد حالة الامتعاض التي أبداها الجانب المصري خلال اتصالاته بالوسيط القطري مؤخراً، وتزايد "الحديث عن ضرورة إعلان أن إسرائيل هي تعطل المفاوضات"، "والتهديد بقرب خروجهما من الوساطة لـ"وقف النار"؛ كون رئيس وزراء العدو الإسرائيلي يرفض تقديم أي تنازلات بالمفاوضات"، كما أظهر خطابه الأخير في أعقاب حديثه عن التمسك بشرط بقاء الجيش في "محور فيلادلفيا".

على جهة المقاومة الفلسطينية، تواصل التمسك بشروطها بانسحاب قوات العدو الإسرائيلي من كافة الأماكن التي تُسيطر عليها في قطاع غزة بما فيها محوري "نتساريم" و"فيلادلفيا"، وتطالب بعدم تقييد "إسرائيل" إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين ذوي المحكوميات العالية الذين ترفض "إسرائيل" إطلاق سراحهم.

أما في الداخل الإسرائيلي فقد تراجعت حدة المظاهرات التي انطلقت للمطالبة بعقد صفقة لتبادل الأسرى مع المقاومة الفلسطينية، في أعقاب مقتل 6 من المختطفين الإسرائيليين خلال محاولة تخليصهم من آسريهم في مدينة رفح جنوب القطاع، ويبدو أن نتنياهو يعمل بشكل قوي على تعبئة جمهوره المضاد الذي يشجع نتنياهو في الاستمرار بالحرب على قطاع غزة بالإضافة لحالة التأييد من قبل العديد من القادة العسكريين في جيش العدو الإسرائيلي

على الجبهة اللبنانية لا زال حزب الله يشكل جبهة ضاغطة وخاصة بعد رفعه وتيرة عملياته العسكرية رداً على اعتداءات العدو الإسرائيلي، وخاصة من خلال إطلاقه رشقات من الصواريخ وعشرات المسيرات الانقضاضية على مدن "نهاريا"، وعكا، وصفد؛ وهو ما رفع من كلفة الجبهة الداخلية الإسرائيلية التي باتت تطالب الإسرائيليين بضرورة البقاء قرب الملاجئ والأماكن المحصنة لساعات طويلة.

وأمام كل ما سبق وبتقديرنا فإن التوصل لوقف إطلاق النار بغزة بين المقاومة والعدو الإسرائيلي، لا يزال بعيداً خلال المرحلة الحالية في ظل تمسك الأطراف بشروطها وخاصة "إسرائيل".

ونتوقع أن يستمر رئيس وزراء العدو الإسرائيلي، نتنياهو، بالتمسك بشروطه بمفاوضات وقف إطلاق النار بغزة؛ لأجل انتزاع مكاسب وأوراق قوة بالمفاوضات لرفع شعبيته لدى الجهور الإسرائيلي.

وبتقديرنا أن المعارضة الإسرائيلية لا تزال غير قادرة على الضغط على نتنياهو؛ لإبرام صفقة تبادل بين المقاومة و"إسرائيل"، بالرغم من خروج آلاف المتظاهرين لأجل صفقة تبادل للأسرى.

باعتقادنا أنه في حالة بدء العدو الإسرائيلي حرب على جبهة لبنان فإن الضغط العسكري على قطاع غزة سيتراجع، فالحاجة للقوات المُقاتلة تستدعي نقل مزيد من ثقل القوات إلى المنطقة الشمالية.

كما نتوقع أن يقدم العدو على المزيد من الاستهدافات الجوية المركزة وارتكاب المزيد من المجازر بحق مراكز الإيواء؛ بزعم وجود مقاومين بين النازحين.

اخبار ذات صلة