خبر خطاب حماس للكيان الإسرائيلي.. فردي وغير مؤثر ومتعدد يستفيد منه العدو

الساعة 11:19 ص|01 يوليو 2009

توصية بتشكيل هيئة مسؤولة تختص بخطاب الجمهور الإسرائيلي وإنشاء مراكز أبحاث لمتابعته

المستشار أبو رزقة: خطاب حماس يفتقد هيئة لم شمله وتحدد أهدافه

النعامي: الأجدر تقييم خيارات حماس وليس خطابها ونتاج العمل المقاوم غير مؤثر وفعال

فلسطين اليوم- غزة

أوصى سياسيون ومحللون بندوة في مدينة غزة بضرورة تشكيل هيئة مسؤولة تختص بملف خطاب الجمهور الإسرائيلي وإنشاء مراكز أبحاث مختصة في متابعته وتحديد الأهداف المرجوة منه لتحقيقها بالشكل المطلوب.

 

جاء ذلك خلال الندوة التي عقدت بأحد فنادق المدينة، التي نظمها مركز الدراسات السياسية والتنموية، بعنوان (خطاب حركة حماس للكيان الإسرائيلي)، شارك فيها الدكتور يوسف رزقة المستشار السياسي لرئيس الوزراء اسماعيل هنية، والكاتب صالح النعامي والعديد من الكتاب والصحفيين والمحللين السياسيين، حيث أثروا اللقاء بالعديد من المداخلات والاقتراحات.

 

واعتبر الدكتور يوسف رزقة المستشار السياسي لرئيس الوزراء اسماعيل هنية، أن الخطاب الفلسطيني كما الفعل الفلسطيني متأثر بحالة الاحتلال الإسرائيلي بعد النكبة وبطبيعة العلاقة بين المستعمر والمستوطن وصاحب الأرض المقاوم.

 

ورأى، أن خطاب حماس وفعلها هو جزء أصيل من الخطاب الفلسطيني عامة، معتبراً أن حماس متميزة عن غيرها من الفصائل بحكم مزجها بين البعدين الوطني والإسلامي.

 

وأقر بوجود خطاب لحماس توجهه إلى المجتمع الإسرائيلي جزء من الخطاب الفلسطيني المقاوم الرافض للاحتلال، وأن لحماس خطاباً سياسياً وإعلامياً خاصاً بها يعبر عن شخصيتها وعن مواقفها ومشاعرها تجاه الجماهير التي تستمع إليها وتتابع خطابها.

 

وقال الدكتور رزقة:" الجمهور الإسرائيلي جزء من الجمهور المستمع لها والمتابع لخطابها غير أن الحركة لا تجد كتابات محددة ومبلورة حول الخطاب الحمساوي الموجه إلى المجتمع الإسرائيلي ولا تجد هيئة مختصة بمراجعة هذا الخطاب وتعديله أو إنضاجه لتحقيق أهداف محددة بمواقيت زمنية محددة".

 

خطاب حماس شخصي

كما أقر بأن محددات هذا الخطاب تخضع لرؤية فرد أو أفراد وليس لمؤسسة مستقرة عريقة ومتخصصة ويخضع لطبيعة العلاقة العدائية مع الاحتلال ويخضع أحياناً لردود الأفعال وليس لإستراتيجية متكاملة.

 

وأكد المستشار أبو رزقة، أن خطاب حماس للجمهور الإسرائيلي يصطبغ بشخصية المتحدث لا بشخص المؤسسة أو بإستراتيجية مبلورة للخطاب في بعض الأحيان، مبيناً أن لحماس عدداً من الناطقين الإعلاميين في الداخل والخارج، وأن ثمة تبايناً ما في ثقافاتهم وفي مصادرها أيضاً وفي كثير من الأحيان نجد لحماس خطابات بقدر عدد هؤلاء الناطقين وهو في القراءة السياسية والإعلامية أمر مربك ومثير للشك ويضعف الرسالة أو يعرقل وصولها.

 

اللعب على المتناقضات

وأضاف، أنه في إسرائيل مؤسسات رصد ومتابعة لخطاب حماس وتعدد الخطابات الحمساوية في المسألة الواحدة هو عامل إثارة في الإعلام وعامل إفادة للعدو تحت قاعدة اللعب على المتناقضات.

 

وشدد على أن توحيد الخطاب في المسألة الواحدة هو عامل قوة لمؤسسة حماس المنتجة للخطاب، وأن تعدداً لخطابات في المسألة الواحدة هو علامة ضعف وتشرذم للمؤسسة الحمساوية المنتجة.

 

ولم ينكر رزقة أن عناية حماس بالجمهور الإسرائيلي في خطابها متواضعة على مستوى الواقع والتنفيذ، على الرغم من تأكيده أن العناية متقدمة على مستوى الفكر والنظرية والواجب، في حين اعتبر أن العناية الفكرية النظرية لم تخرج إلى الملتقى في شكل كتابات ناضجة ومبلورة ومازالت تخضع لاجتهادات شخصية وتنقصها توجيهات القادة أو توصيات مراكز أبحاث متخصصة، داعياً إلى إيجاد هيئة أو مؤسسة تجمع وتلم هذه الجهود المتناثرة وتوجهها.

 

مطالب وضروريات

وشدد على أن نجاح الخطاب الحمساوي الموجه إلى الجمهور الإسرائيلي يرتبط بشكل مباشر بنجاح حماس في بناء مراكز متخصصة وإنتاج خبراء مختصين في توفير قواعد بيانات لأزمة، وبناء استراتيجية متكاملة للخطاب تحدد فيها الأهداف العامة والمرحلية وآليات العمل والمدد الزمنية وهيئة مسؤولة تشرف وتراجع وتحدد وتعدل.

 

وأوصى بتشكيل هيئة مسؤولة تختص بملف خطاب الجمهور الإسرائيلي وإنشاء مراكز أبحاث مختصة في متابعة المجتمع الإسرائيلي وإنتاج فريق متخصص به، وتحديد الأهداف الإستراتيجية والمرحلية وزيادة المساحة الإعلامية المخصصة للجمهور الإسرائيلي في المنابر الإعلامية التابعة لحماس.

 

من ناحيته، رأى الكاتب الصحفي صالح النعامي أنه من الأجدر أن يكون الجدل على خيارات حركة حماس، وليس خطابها الإعلامي، مبيناً أن هناك عوامل عدة تؤثر في طبيعة الخطاب الإعلامي.

 

وضرب النعامي أمثلةً للخطاب الإعلامي أولها خطاب حركة فتح والذي وجهته للمجتمع الإسرائيلي لتقريب وجهة نظره للوجهة التي تراها فتح، كما أن خطاب حزب الله كان يسعى لمحاولة ضرب الروح المعنوية للإسرائيليين.

 

وتساءل النعامي، عن كون حماس تهدف في خطابها إلى هذه الأهداف، خاصةً تقريب الجمهور الإسرائيلي لرؤية تراها، لكنه أردف خلال مناقشته في الندوة قائلاً "مستحيل"، منوهاً إلى أن حماس منذ أن شاركت في الانتخابات عام 2006 بدأت تحافظ على خطابها الإعلامي، حيث الاهتمام أكبر في ظل الجمع بين الحكم والمقاومة.

 

وشدد النعامي، على أن حماس تحاول أن تظهر مظهر الند لإسرائيل وأنها تسعى للمقاومة وقصف إسرائيل ومحاربتها كما تقوم الأخيرة بعدوانها على شعبنا، مشيراً في حديثه إلى نتاج العمل المقاوم.

 

وأكد النعامي، على أن الخطاب الإعلامي للحركة خاصةً أثناء الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة لم يكن مقنعاً ومؤثراً على المجتمع الإسرائيلي، بل أصبح الإسرائيليون أكثر انحيازاً للعمل الارهابي، مشيراً في هذا الصدد إلى خطاب حزب الله خلال حربه حيث كان أكثر ثقة وقوة بالنسبة للإسرائيليين.

 

كما اعتبر الكاتب الصحفي النعامي، أن أداء المقاوم الفلسطيني خلال الحرب الأخيرة على القطاع، لم يكن بالقوة الكافية لزحزحة القناعات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين وتغييرها، مبيناً أن الانقسام الداخلي كان من بين العوامل التي تؤثر في خطاب حماس.

 

ورأى النعامي، ضرورة تقييم خيارات حركة حماس وليس خطابها، مؤكداً أنه لا يوجد خطاب موجه من حماس لإسرائيل، وضرورة التعمق في فهم المجتمع الإسرائيلي للاستفادة منه.

 

يشار إلى أن الندوة حظيت باهتمام الكتاب والمحللين، حيث جرى إثراء النقاش حول الموضوع وتفعيلها بالعديد من المقترحات، فضلاً عن الاتنقادات التي وجهت لخطاب حماس.