خبر المعلن وغير المعلن في زيارة بيرس التاريخية إلى أذربيجان وكازاخستان

الساعة 07:40 ص|01 يوليو 2009

فلسطين اليوم : القدس المحتلة

بدأ الرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس جولة دبلوماسية سيزور خلالها أذربيجان وكازاخستان. وبرغم زيارات المسؤولين الإسرائيليين المتكررة لهذين البلدين فقد وصفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية هذه الزيارة بـ"الأولى من نوعها التي يقوم بها رئيس إسرائيلي لهذين البلدين المسلمين"، أما أورشليم بوست الليكودية فوصفتها بـ"التاريخية"!

* ماذا تقول المعلومات؟

نقلت التقارير المعلومات المتعلقة بجولة الرئيس بيرس التي بدأها اليوم الأحد وسيزور خلالها كل من أذربيجان وكازاخستان، وأشارت المعلومات إلى أن الوفد الإسرائيلي المرافق لبيرس سيضم الأطراف الآتية:

• بنيامين بن اليعازر وزير الصناعة والتجارة والعمل.

• عوزي لانداو وزير البنيات التحتية.

• دانييل هيرشكوفيتز وزير العلوم والثقافة والرياضة.

• بينشاس بوهريس الأمين العام لوزارة الدفاع.

• مجموعة من كبار المسؤوليبن في مجال التصنيع العسكري.

• 60 من كبار رجال الأعمال وأصحاب ومدراء الشركات الإسرائيلية الكبرى.

* زيارة أذربيجان:

أشارت التقارير إلى النقاط الآتية:

• سعت بعض الأطراف الأذربيجانية إلى الضغط على الحكومة من أجل إلغاء الزيارة بسبب الجرائم الإسرائيلية والعداء السافر للإسلام والمسلمين.

• اتهمت الحكومة الأذربيجانية السلطات الإيرانية بالتدخل في الشأن الداخلي الأذربيجاني من أجل إفشال زيارة بيرس.

• نشرت صحيفة "باكستان ديلي" تسريباً من مصدر أذربيجاني رفيع أكد فيه أن الرئيس بيرس سيسعى للتفاهم مع المسؤولين الأذربيجانيين حول التعاون الإسرائيلي – الأذربيجاني في مجالات التعاون النفطي وتعزيز الروابط العسكرية.

• سيلتقي بيرس مع زعماء وأعضاء الجماعات اليهودية الأذربيجانية.

• التفاهم حول التوقيع على اتفاقيات تعاون إسرائيلي – أذربيجاني في مجالات الزراعة وإدارة المصادر المائية والخدمات الطبية والتكنولوجيا المتطورة.

* زيارة كازاخستان:

• سيكون شمعون بيرس ضيف الشرف في المؤتمر الثالث لزعماء أديان العالم والأديان المحلية وسيلقي خطاباً أمام المؤتمر.

• سيكون أمير قطر من بين الحاضرين في مؤتمر زعماء أديان العالم إلى جانب الرئيس الإسرائيلي.

• سيعقد بيرس لقاءً مع الرئيس الكازاخستاني نور سلطان نزار باييف.

• سيلتقي بيرس مع العديد من المسؤولين الكازاخستانيين.

• سيعقد بيرس اتفاقاً مع الكازاخستانيين يتم بموجبه استخدام القواعد العسكرية الجوية الكازاخستانية لإطلاق الأقمار الصناعية الإسرائيلية للفضاء الخارجي.

• سيقوم رجال الأعمال الإسرائيليون بعقد لقاء مع نظرائهم الكازاخستانيين بحيث يتم تشكيل منتدى الأعمال الإسرائيلي – الكازاخستاني.

• سيلتقي بيرس مع زعماء وعناصر الجماعات اليهودية الكازاخستانية.

• سيحضر شمعون بيرس افتتاح الكنيس اليهودي الجديد الذي تم إنشاؤه في كازاخستان مؤخراً.

تشير هذه التحركات المكثفة إلى أن زيارة بيرس لأذربيجان وكازاخستان سيكون لها تأثير كبير على العلاقات الإسرائيلية – الكازاخستانية.

* الأبعاد غير المعلنة لزيارة بيرس:

من المعروف أن منطقة القوقاز وآسيا الوسطى أو اللتان تعرفان إجمالاً بمنطقة أوراسيا، يمثلان الحيز الجسيوسياسي الأكثر أهمية لمشروع الهيمنة الأمريكية الذي تمثل إسرائيل شريكاً رئيسياً فيه وعلى هذه الخلفية فقد سعت إسرائيل إلى تقديم الخدمات الآتية:

• القيام بدور الوكيل الأمريكي الذي يقوم بعملية توصيل دعم واشنطن إلى جورجيا.

• القيام بدور قناة تمرير المعلومات الاستخبارية التي يتم تجميعها عبر الجماعات اليهودية المنتشرة في بلدان آسيا الوسطى والقوقاز إلى واشنطن منذ أيام الاتحاد السوفيتي السابق.

تعاونت تل أبيب مع واشنطن خلال فترة إدارة بوش الجمهورية السابقة لجهة القيام بإشعال مشروع الثورات الملونة وعلى وجه الخصوص في جورجيا وأوكرانيا، إضافة لذلك فقد سعت إسرائيل إلى توظيف قدرات الجماعات والمنظمات اليهودية في أوراسيا للسيطرة على الأنشطة الاقتصادية والسياسية وبناء الكتل السياسية الموالية للغرب.

بعد فشل الثورات الملونة ونكسة نظام ساخاشفيلي الجورجي بدأت كما هو واضح معالم لإستراتيجية دبلوماسية إسرائيلية جديدة في أوراسيا وهي إستراتيجية تقوم على الفرضيات الآتية:

• التركيز على أن يكون التعاون الإسرائيلي مع أذربيجان بدلاً عن جورجيا لأن أذربيجان توجد فيها حقول النفط والغاز إضافة إلى خطوط نقل النفط والغاز من بحر قزوين وبلدان آسيا الوسطى سيتم تمريرها عبرها، ويضاف إلى ذلك أن وجود علاقات الجوار الإيراني – الأذربيجاني تضمن دوراً كبيراً من التوتر بسبب دعم أذربيجان للحركات الانفصالية الأذربيجانية الإيرانية إضافة إلى قابلية النظام الأذربيجاني للتعاون مع إسرائيل في تنفيذ مخطط استهداف إيران.

• التركيز على كازاخستان لتكون الشريك الرئيسي لإسرائيل من بين بلدان آسيا الوسطى بدلاً عن أوزبكستان التي امتلأت بالحركات الأصولية الإسلامية وكيرغيزستان وطاجيكستان اللتان أصبحتا أكثر ارتباطاً بروسيا وتركمانستان التي بدأت تميل إلى التفاهم مع إيران وروسيا وتركيا.

هذا، ولجهة التدقيق نلاحظ أن جولة شمعون بيرس الدبلوماسية في كل من أذربيجان وكازاخستان تتم وسط تصاعد توتر علاقات تل أبيب مع واشنطن وبينما تتجه الأنظار نحو جولات نتنياهو ووزير خارجيته ليبرمان التي لم تحقق شيئاً في أمريكا والبلدان الأوروبية، فإن جولة بيرس أخذت اتجاهاً "شرقياً" بما يمكن أن يبعث رسالة إلى واشنطن مفادها أن إسرائيل ترتبط بعلاقات قوية جداً مع دول القوقاز وآسيا الوسطى، وبالتالي فإن على واشنطن السعي من أجل الاعتماد على إسرائيل باعتبارها تملك مفاتيح كازاخستان الدولة الرئيسية في آسيا الوسطى وأذربيجان الدولة الرئيسية في القوقاز الجنوبي.

عموماً، برغم أهمية دول القوقاز وآسيا الوسطى بالنسبة للتوازنات الإستراتيجية العالمية فإن هذه تعتبر عامة جداً بالنسبة لتوازنات الصراع العربي – الإسرائيلي وتشير معطيات الخبرة التاريخية بأن هذه الدول تمثل امتداداً حقيقياً للمسرح الجيو-سياسي العربي، ولكن ما يبعث على الإحباط هو أن يقوم الرئيس الإسرائيلي بمثل هذه الجولة وما يبعث على المخاوف أكثر فأكثر التسريبات والتقارير السابقة التي أكدت على قيام أذربيجان بتوقيع اتفاقيات تعاون وعقود عسكرية مع إسرائيل إضافة إلى ذلك تجدر الإشارة إلى أن الإسرائيليين تمكنوا خلال الفترة الماضية من بناء الروابط الخاصة مع العديد من المسؤولين الكازاخستانيين ومن بينهم وزير الجيش الذي تم اتهامه رسمياً بارتكاب المخالفات في تنفيذ عقد تم توقيعه مع إسرائيل وبلغت قيمته الإجمالية 190 مليون دولار أمريكي مع شركتي "إي إم إي" و"سولتام" الإسرائيليتين بما يتيح لهما حقوق إنتاج منظومات المدفعية في كازاخستان!.