خبر غزة: لجنة تقصي الحقائق الأممية خلية نحل قانونية تمحص في جرائم الاحتلال

الساعة 05:23 ص|01 يوليو 2009

فلسطين اليوم : غزة

تراجع عدد من المواطنين عن رغبتهم في الادلاء بشهاداتهم خلال جلسات الاستماع العامة، أمام لجنة تقصي الحقائق في جرائم الاحتلال الاسرائيلي التابعة للأمم المتحدة، بعدما شعروا بأن ذلك قد يشكل خطرا على أمنهم في المستقبل.

وتنبه القاضي ريتشارد غولدستون، رئيس البعثة، لهذه الملاحظة، فأوضح أن جلسات الاستماع تشكل جزءا من نشاطات الأمم المتحدة الخاصة بتعزيز والدفاع عن حقوق الإنسان، مطالباً بتقديم الحماية الكاملة لكافة الذين شاركوا في تلك الجلسات، كما هو منصوص عليه في إعلان الأمم المتحدة الخاص بالمدافعين عن حقوق الإنسان.

وأكد أن الظهور في جلسات الاستماع العامة لم يكن دون تكلفة وقعت على كاهل الضحايا، مشيرا إلى أن تحدث الضحايا عن مأساتهم حمل في طياته مشاعر عاطفية فياضة ومخاطر أمنية.

وكان أعضاء البعثة استمعوا للضحايا خلال جلسات امتدت يومين، التقوا فيها شهود عيان، وخبراء، تحدثوا جميعا عن صور الموت والتدمير في قطاع غزة خلال عملية "الرصاص المسكوب" في غزة، وتأثير الحصار الإسرائيلي على المواطنين هناك.

وأكد رئيس البعثة في ختام أعمال جلسات الاستماع في غزة، أن الغرض من جلسات الاستماع هو التعريف بالضحايا وإيصال أصواتهم للعالم، مشيراً إلى أن فريق عمل البعثة سينظر في كافة المعلومات التي تلقتها البعثة، سواء تلك التي تلقتها خلال جلسات الاستماع، أو خلال تحقيقاتها الجارية، قبل وضع التقرير النهائي في آب القادم.

وستعقد البعثة جولة أخرى من جلسات الاستماع في جنيف في السادس والسابع من تموز الجاري، تستمع فيها الى الادعاءات الخاصة بالانتهاكات في إسرائيل والضفة الغربية، وما إذا كانت هناك ادعاءات حول انتهاكات وقعت في سياق عملية "الرصاص المسكوب".

فندق "الديرة" الشهير بغزة بدا كخلية نحل، ترأس نشاطاتها القاضي غولدستون، فيما ارتادت الفندق شرائح عديدة من متضرري الحرب الاسرئيلية على غزة، وشهود العيان من مزارعين وصياديين، ومن ممثلي قطاعات الصحة والتعليم وغيرها من القطاعات المتضررة.

وشكلت الحملة الفلسطينية الدولية لفك الحصار عن قطاع غزة التابعة لشبكة المنظمات الأهلية رأس الحربة لاجتماعات أمس، مع لجنة تقصي الحقائق في جرائم الاحتلال الاسرائيلي التابعة للأمم المتحدة، مطلعة القاضي غولدستون وفريقه على التبعات الخطيرة للحصار الاسرائيلي على قطاع غزة على مختلف قطاعات المجتمع الفلسطيني.

واشار الدكتور إياد السراج، رئيس الحملة، الى الواقع الصعب الذي يعيشه سكان قطاع غزة جراء الحصار، وما نتج عنه من ارتفاع في معدلات البطالة والفقر، وتدمير البنية التحتية، واغلاق المصانع والآثار التدميرية للحصار على مختلف القطاعات، وبخاصة الصحة والزراعة والتعليم وغيرها، لافتاً الى ان الحملة لعبت دوراً أساسياً باستقدام قوى التضامن الشعبي الدولي من خلال السفن التي وصلت إلى قطاع غزة، كما نسقت مع العديد من قوى التضامن في العالم لتنظيم فعاليات في أميركا وأوروبا والعالم من أجل التنديد بممارسات الاحتلال والحصار بوصف تلك الممارسات انتهاكاً لحقوق الإنسان وللقانون الدولي.

وشرح محسن ابو رمضان، عضو الحملة، برفقة عدد من المزارعين، معاناتهم خلال الحرب، وتخريب أراضيهم ومزارعهم جراء فرض قوات الاحتلال منطقة "أمنية" عازلة تبلغ 20% من الأراضي الزراعية على طول الحدود الشرقية من قطاع غزة، وما نتج عن ذلك من حرمانهم من الوصول إليها وممارسة مهنتهم التي يعتاشون منها.

وتطرق محفوظ الكباريتي، عضو الحملة، بحضور عدد من الصيادين، الى معاناتهم بسبب فرض الاحتلال مسافة للصيد لا تتجاوز ثلاثة أميال، ومحاولاته التدريجية للقضاء على هذه المهنة، مشيراً الى أن أكثر من ثلاثة آلاف وخمسمائة صياد وعائلاتهم، بالإضافة إلى آلاف آخرين يعتاشون من هذه المهنة، باتوا معرضين للفقر والبطالة الدائمة.

وأشار الصيادون الى التصاعد المستمر للاعتداءات من قبل قوات الاحتلال بحقهم، والاعتقالات التي تحدث في عرض البحر بعيداً عن أعين الصحافة، ومحاولات ابتزازهم مقابل "التعاون الأمني"، بالإضافة إلى مصادرة قوارب الصيد ومعدات الصيادين.