خبر أقوال الرئيس .. معاريف

الساعة 06:39 م|30 يونيو 2009

بقلم: بن – درور يميني

قال كلاما كثيرا. بعضه صحيح. لكن سيذكر له شيء واحد فقط هو أن الاسرائيليين يريدون أن يرموا العرب في البحر. هذا هو اسهام رئيس المحكمة العليا السابق اهارون براك في صناعة الاكاذيب. في دولتنا الغريبة، من يقول ان العرب يريدون أن يرموا اليهود في البحر عنصري ظلامي. لكن من يقول إن اليهود يريدون ان يرموا العرب في البحر يقول الحق وشجاع، يحظى بمقالة أسرة تحرير تشجيعية من الصحيفة للناس المهمين.

نقول في فضل براك إنه لم يخف مواقفه قط. إنه "يؤيد دولة يهودية"، لكن بشرط ألا يكون فيها أي شيء يهودي. إن الجدل في تلك الماهية اليهودية ممحو من الاوامر في مجلات قانونية جليلة، وفي جدل أداره بينهما بقرارات قضائية القاضي البروفيسور مناحيم آلون وبراك نفسه.

وهكذا فليس من السر أنه بعد تملق الدولة اليهودية، يبين براك أنه يؤيد "دولة جميع مواطنيها". وهي صيغة السحر للقضاء على دولة الشعب اليهودي. لا يبقي المكان الذي جهد براك في أن يسمع فيه أراءه، وهو صندوق اسرائيل الجديد مكانا للشك. فهو صندوق ينفق على كثير من المنظمات اليسارية وفي ضمنها اليسار الراديكالي الذي يرفض مباشرة أو غير مباشرة وجود الدولة اليهودية، مثل عدالة.

استأنفت منظمة عدالة الى محكمة العدل العليا عندما كان يرأسها براك، في أحد أكثر الموضوعات أهمية لجوهر دولة اسرائيل ألا وهو العودة الفلسطينية. العودة بلم الشمل. رأس براك الفريق. وهذه هي المأساة. لأن الصارخين الذين يريدون رمي العرب في البحر قلة لا تأثير لها. لكن الذين يفكرون تفكيرا مخالفا يسيطرون على مراكز القوة. ألف براك كثرة أيدت الغاء قانون الجنسية ومنح حق العودة بالزواج. رفض الاستئناف لأن أحد قضاة الكثرة منح الحكومة مهلة. وعد براك برسالة الى صديق من الولايات المتحدة أن محكمة العدل العليا سترفض القانون. هذا وعد غريب غامض لكنه ذو أساس. علم براك أن تراثه وتأثيره قويان. فقد اهتم بأن يوجد قضاة على شاكلته. قدمت عدالة وزهافا جلئون استئنافا اخر. في فريق القضاة الذي تحدد كثرة من مؤيدي الغاء القانون. قد يكون هذا القرار الأخطر والأكثر تطرفا ويسارية تتخذه محكمة العدل العليا. وهو خطوة أولى مهمة لتحقيق حق العودة.

وهنا يلتقي براك وعدالة مرة اخرى في مؤتمر الصندوق الجديد الذي ينفق على عدالة ويدعو براك خطيبا رئيسا. وبراك يمنح صناعة الاكاذيب مطلوبها. يوجد كثير من العرب يريدون رمي اليهود في البحر. لكن الحقائق لا تبلبل براك. فهو يقرر أن اليهود هم الذين يريدون رمي العرب في البحر.

يجب ان نصدق براك عندما يقول أنه يؤيد دولة يهودية. فليس هو من أعداء اسرائيل، ولا ينتسب الى صناعة الاكاذيب. لكن حدث له ما حدث لكثير في اليسار. فقد أخرجهم خطاب الحقوق عن عقولهم. يوجد موشور واحد ينظرون من خلاله في الصراعات. انه موشور ضيق تنجح فيه جهات تتبجح بأنها تحارب من اجل الحقوق في افساد المجتمعات الديمقراطية من الداخل. تكاد تكون كل جهة "حقوق انسان" جهة معادية لاسرائيل قبل كل شيء. أرسلت منظمة الحقوق الابرز هيومن رايتس ووتش، في المدة الاخيرة ممثلين الى السعودية لجمع الاموال. وكذلك أمنستي التي تبرز في نشراتها المعادية لاسرائيل، بغير أي تناسب مع نقض حقوق الانسان في العالم. وكذلك عدالة أيضا التي تحاول بخطاب الحقوق تحقيق حق العودة. ليس مهما لبراك أن الحديث عن جهة هدفها المعلن هو معاداة الصهيونية. لان براك ساعة الامتحان وهو صهيوني معلن يؤيد عدالة.

يوجد اسرائيليون يريدون رمي العرب في البحر. انهم قلة صغيرة صارخة. لكن توجد قلة أكثر خطرا تملك قوة مفرطة. قوة مفسدة. انها تستطيع ان تفرض دخولا جماعيا للعرب الذين يريدون رمي اليهود في البحر. لا يريد اهارون براك رمي اليهود في البحر. يريد فقط أن يمنح من يريد فعل ذلك حقوقا.