خبر وبقي العار ..هآرتس

الساعة 06:38 م|30 يونيو 2009

بقلم: عكيفا الدار

بعد ايام من عملية الجيش الاسرائيلي في غزة التي قتل فيها ثلاث من بنات الدكتور عز الدين ابو العيش، وقع تسعة مواطنين اسرائيليين رسالتهم الموجهة لوزير الدفاع ايهود باراك ولرئيس هيئة الاركان جابي اشكنازي عبر السطور التالية: "المنسيون سيغيبون والحياة ستداوي الجراح. ولكن الى اين سنحمل عارنا؟" (نتان الترمان في قصيدة "فرحة العيون") . هم كتبوا انه ان كان معروفا للوزير ولرئيس هيئة الاركان ان ضرب منزل عائلة ابو العيش قد تم عن طريق الخطأ فهم يتوقعون بيانا علنيا يؤكد ذلك واعتذارا من الاسرة. وان لم يكن الامر كذلك فهم يطلبون معرفة ان كان الجيش الاسرائيلي يقوم بالتحقيق في هذا الحدث وينتظرون الحصول على نتائج ذلك التحقيق. الموقعون: عاموس عوز، حاييم غوري، مناحيم برينكر، زئيف شترينهال، مارك غلزرمان، مناحيم يعري، عاموس شوكيم ، داليا يائيري ونيفا لانير.

الرد من ديوان وزير الدفاع جاء قبل عدة ايام فقط: "... الحادث الذي اصيب فيه مسكن الدكتور ابو العيش من قذيفة دبابة وقتلت نتيجة لذلك ابنتيه وابنة اخيه وامرأة اخرى..." واردف: "...هو حادث صعب ومؤسف قتلت خلاله اربعة نساء" وانا أقول من قتل في الحادث ليسوا نساء وانما فتيات صغيرات. وليس اثنتين من بنات ابو العيش وانما ثلاثة. ابنة اخرى رابعة اصيبت وكذلك شقيقه وابنة شقيقه.

ديوان باراك يقول بان اولئك  "النساء" لم يشاركن كما يبدو في القتال ضد قوات الجيش الاسرائيلي. "على ما يبدو" ؟ يبدو ان المستشار القانوني عيراني اقترح اضافة هذا الصمام الامني للعبارة الرسمية حفاظا على الدعاوي التي قد تقدم للحصول على تعويضات ولحماية وزيره. وهذا ليس كل شيء: جاء في الرسالة ان قوات الامن كانت قد حذرت الدكتور ابو العيش من ان قوات الجيش الاسرائيلي قد تعمل في المنطقة. كما ذكر هناك ان تحقيقين يشيران الى ان قوات الجيش قد شخصت في الطابق الثالث من منزل الدكتور اشخاصا مثيرة للشبهات واعتقدوا انهم يراقبون قوات الجيش الاسرائيلي ويوجهون القناصة ضدهم. ابو العيش يدعي طوال الوقت وبشدة ان منزله يقع على مسافة كيلومترين من المكان الذي كان الجيش الاسرائيلي يعمل فيه وانه لم يكن هناك اي مراقب على سطح المنزل.

حبة الكرز في رد الوزير تختبىء في السطر التالي: "التحقيقات تشير الى ان قوات الامن قد حذرت الدكتور ابو العيش من ان قوات الجيش الاسرائيلي تتحرك في المنطقة واقترحوا عليه عدة مرات اخلاء المنزل من سكانه حتى لا يلحقوا بهم الاذى". وماذا فعل هذا الدكتور؟ "هو اختار عدم اجلاء عائلته من المنزل رغم الخطورة الملموسة التي ينطوي عليها ذلك". هم يريدون القول ان الاب اختار المخاطرة بحياة بناته وهو الذي حسم مصير حياتهن. اذن فهو المذنب. نيفا لانير التي تعمقت في مجريات الحادث تقول ان قائد حاجز ايرز اقترح على ابو العيش الفرار فعلا ولكن الضابط عرف واخرون غيره عرفوا انه لم يكن امام الدكتور الارمل مكان يفر اليه وبناته.

ومن شدة اهمية التحقيقات كما اعلم الاشخاص التسعة اصحاب المطلب فقد ارسلت للنائب العام العسكري الرئيسي الذي يمتلك صلاحية اصدار الامر باستمرار عملية التحقيق او اتخاذ خظوات اضافية. كما انها ستطرح على المستشار القضائي للحكومة للاطلاع عليها.