خبر لا للتنازل لاوباما..هآرتس

الساعة 06:38 م|30 يونيو 2009

بقلم: موشيه آرنس

المواجهة مع رئيس الولايات المتحدة براك اوباما تضع على عاتق بنيامين نتنياهو تحديا كبيرا. منذ فترة طويلة لم يكن في الولايات المتحدة رئيسا امريكيا قويا مثل اوباما ومسيطرا على مجلسي النواب والشيوخ ومتمتعا بشعبية غير مسبوقة. من هذا الموقع المتميز قرر الرئيس الامريكي التصادم مع اسرائيل وعلى رئيس وزرائها ان يقرر كيفية الرد على ذلك.

المشاغبون في طهران ودمشق وبيونغ يانغ يواصلون في الوقت الحالي القيام بكل ما يحلو لهم من دون خوف. اوباما قرر منافقة محمود احمدي نجاد وبشار الاسد وكيم جونغ ايل ما زال ينتظر كيفية تصرف رئيس الولايات المتحدة معه رغم انه يواصل تهديد العالم بالصواريخ النووية. اسرائيل هي الاستثناء – اوباما يقول لها بصورة قاطعة حازمة ما الذي يتوقعه منها، ومن الواضح انه قرر استخدام قبضته القوية ضد حليفة الولايات المتحدة القديمة.

بحذر ونية مبيتة اختار اوباما المستوطنات كوسيلة للضغط على نتنياهو. والمستوطنات كانت عبر السنين مسألة للتنديد من قبل اعداء اسرائيل، وحتى من قبل بعض الاصدقاء الذين ادعوا انها عقبة تحول دون التوصل للسلام - هذه الفكرة التي يطرحها اليسار الاسرائيلي ايضا - مع دعم كهذا، استنتج بالتأكيد انه لا مفر امام نتنياهو الا الخضوع والاستسلام.

"الولايات المتحدة لا تعترف بشرعية استمرار الاستيطان الاسرائيلي. آن الاوان لايقاف هذا الاستيطان" صرح اوباما في القاهرة واكدت هيلاري كلينتون ان المقصود ايضا الاحياء اليهودية في شرقي القدس. ان كان هناك من يعزون انفسهم بان اوباما قد استخدم مصطلحات "الشرعية" بدلا من "القانونية" و "استمرار الاستيطان" بدلا من "المستوطنات" – فانهم يخدعون انفسهم. كل المستوطنات اليهودية في يهودا والسامرة والاحياء اليهودية في شرقي القدس تحولت الى هدف في نظر اوباما وهو لا ينوي التنازل عن فريسته بسهولة.

نتنياهو اخطأ خطأ شديدا عندما حاول تحويل ضربة اوباما الاولية عن مسارها من خلال توضيح الحاجة لاستمرار البناء في المستوطنات "النمو الطبيعي" هناك. الحاجة لاقامة رياض اطفال لن تقنع اي انسان لا يعترف بشرعية البناء في هذه التجمعات السكانية. محاولات الاعتماد على مشاعر الخصم في المجابهة الحالية لن توصلنا الى اي مكان. اوباما يلعب لعبة قاسية متشددة. محاولة تبديد مخاوف الجمهور الاسرائيلي في قضية مصير العلاقات مع الولايات المتحدة من خلال الادعاء بان من الممكن التفاوض مع الولايات المتحدة حول المستوطنات قد تثير الانطباع في اسرائيل وتؤثر فيها ولكن ليس في واشنطن.

من حق اليهود ان يعيشوا في يهودا والسامرة وهذا مبدأ اساسي وليس قضية للتفاوض. ليست قضية البناء من اجل احتياجات النمو الطبيعي هي المطروحة هنا على كفة الميزان. بريطانيا حاولت الغاء هذا الحق في ايار 1939 في كتابها الابيض سيء السمعة والصيت الذي القي في اخر المطاف في سلة مهملات التاريخ. جيش الانقاذ الاردني حاول التنكر لهذا الحق في 1967 – 1948 عندما دمر المستوطنات اليهودية في المنطقة ولكنه طرد من هناك في حرب الايام الست. ولا يمكن لاي تحالف من الاصدقاء او الاعداء ان ينجحا في هذه المرة ايضا. على رئيس وزراء اسرائيل ان يعلن ذلك جهارا نهارا. القفاز خلع وعليه ان يرفعه.

الخضوع للضغط في قضية المستوطنات لن يؤدي الا الى الضغوط في قضايا اخرى وقبل ان نشعر بذلك – الموقف الاسرائيلي في مسائل مبدئية سيبدأ بالانهيار. هذا لن يكون سهلا ولكن انصار اسرائيل الخُلص في الولايات المتحدة سيقفون الى جانبها. هذه ستكون ساعة محك القيادة اليهودية – الامريكية. وساعة اختبار الشعب في اسرائيل.