قائمة الموقع

تحليل فيديو حزب الله.. رسائل ردع من نار وتطوّر صاروخي كبير قَلبَ الموازين بالمنطقة

2024-08-17T10:48:00+03:00
منشأة عماد 4 "حزب الله"
فلسطين اليوم

"فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين" بهذه الآية القرآنية اختتمت المقاومة الإسلامية في لبنان "حزب الله" فيديو (عماد 4 -جبالنا خزائننا)، وهو ما يدل على حتمية الرد على جريمة اغتيال القائد العسكري للحزب، فؤاد شكر، "السيد محسن"، كما كشفت المشاهد عن العديد من الرسائل الموجه للعدو الإسرائيلي، وأهمها تطور القدرات الصاروخية للحزب ما قلب الموازين بالمنطقة، بالإضافة للحرب النفسية الموجهة ضد "إسرائيل"، وردعها عن القيام بضربة استباقية، ووجود استراتيجية دفاع متكاملة لدى المقاومة الإسلامية كما يرى العديد من المختصين.

الكاتب والباحث في الشأن الإسرائيلي، أحمد سلامة، اعتبر أن الفيديو الذي بثه حزب الله أمس تحت عنوان "جبالنا خزائننا- عماد 4" يحمل العديد من الرسال للعدو الإسرائيلي وأهمها رسالة نفسية موجهة للجمهور الإسرائيلي وقيادته.

توقيت حساس

واعتقد سلامة في حديث خاص لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن توقيت الفيديو جاء في وقت مهم وحساس وخلال انعقاد مفاوضات وقف إطلاق النار في العاصمة القطرية الدوحة بين المقاومة الفلسطينية و"إسرائيل"

ورأى أن هذا الفيديو ومن خلال ما يحتويه من قدرات جديدة لحزب الله، فإنه يحتوي على رسالة ردع للاحتلال الإسرائيلي لمنعه من القيام بضربة استباقية بعد تأخر الرد على اغتيال القائد العسكري لحزب الله الشهيد القائد فؤاد محسن بالضاحية الجنوبية لبيروت.


 

إعداد وتجهيز للمواجهة

وأوضح أن حزب الله بكل هذه الإمكانيات التي عرضها، يثبت للاحتلال استعداده للمعركة القادمة من حيث الإعداد والتجهيز وفي كافة المجالات ولاسيما "مدن الأنفاق" التي تحتوي على الكثير من التجهيزات والأسلحة والمقاتلين.

من ناحيته، اعتبر الباحث في الاعلام السياسي د. علي أحمد، أن الفيديو الذي نشره حزب الله أمس وكشف بها عن منشأة "عماد4"، خطوة مفاجئة ولكنها مدروسة بدقة.

حرب نفسية

كما رأى أحمد في تصريحات صحفية تابعتها "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن هذا الفيديو، يُعتبر جزءًا من استراتيجية إعلامية أوسع، يحمل في طياته رسائل متعددة الأبعاد، تتجاوز البعد العسكري لتصل إلى مستويات سياسية ونفسية، موجهة إلى الأطراف الإقليمية والدولية، وعلى رأسها إسرائيل وحلفاؤها.

كما اعتقد أن اختيار حزب الله توقيت عرض هذا الفيديو لم يكن صدفة، بل جاء في وقت حساس للغاية، حيث شهدت المنطقة زيارة المبعوث الأمريكي عاموس هوكشتين إلى لبنان، وذلك في ظل محادثات جارية في الدوحة بشأن قضايا إقليمية مهمة "مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة".


 

رسالة ردع لإسرائيل

وقال أحمد: "حزب الله، من خلال هذا العرض، يرسل إشارة واضحة بأن المقاومة ليست مجرد مراقب للأحداث الجارية، بل هي عنصر فاعل لديه القدرة على التأثير في مجريات الأمور، والرسالة موجهة أساسًا إلى إسرائيل التي قد تفكر في استغلال أي تأخير في المفاوضات أو إطالة أمدها لتنفيذ ضربات استباقية".

وكما رأى الباحث السياسي أن حزب الله يؤكد من خلال هذه الخطوة أنه مستعد لكافة السيناريوهات، بما فيها الحرب، وأن جاهزيته تتجاوز حدود التحذير لتصل إلى مستوى الإنذار المسبق، مبيناً أن منشأة “عماد 4” ليست مجرد إظهار للقدرة العسكرية، بل هو تأكيد على وجود شبكة معقدة من المنشآت المماثلة، موزعة على نطاق جغرافي واسع، ومجهزة بتكنولوجيا متقدمة.

تطور القدرات الصاروخية

كما اعتقد الباحث السياسي أحمد أنه بالرغم من أن الفيديو لم يكشف بشكل مباشر عن تفاصيل محددة حول أنواع الصواريخ المستخدمة، إلا أنه أشار بوضوح خاصة مع الكلام المرافق للفيديو وهو مقاطع من خطابات السيد حسن نصر الله إلى وجود تحسينات نوعية في ترسانة حزب الله الصاروخية.

وأوضح أن هذا التطور في القدرات الصاروخية، يشمل تقنيات توجيه متطورة، والتي تحدث عنها الاحتلال الإسرائيلي كثيرا وأشار لها حزب الله على لسان الأمين العام أنها حولت الصواريخ بعيدة المدى من أسلحة غير دقيقة إلى أدوات قادرة على استهداف المواقع بدقة عالية.

وتوقع أحمد أن يُحدث هذا التطور تغييراً جذرياً بموازين القوى بالمنطقة، حيث أن كل شبر في إسرائيل بات تحت تهديد مباشر من هذه الصواريخ، مما يجعل تل أبيب وغيرها من المدن الكبرى في مرمى النيران بشكل دائم.


 

استراتيجية دفاع متكاملة

واعتبر أحمد أن هذه المنشآت، المحصنة تحت الأرض بعمق كبير، تمثل جزءًا من استراتيجية دفاعية متكاملة تهدف إلى حماية القدرات الصاروخية والمعدات الحساسة لحزب الله من أي ضربات جوية أو صاروخية إسرائيلية.

وأوضح أن ذلك تم من خلال بناء هذه المنشآت تحت الأرض والتي يعتبر تدميرها أمرًا شبه مستحيل، ما يجعل أي هجوم إسرائيلي مكلفًا وصعبًا، حيث لن يكون هناك هدف سهل أو مكشوف يمكن تدميره بسهولة.

 

اخبار ذات صلة