خبر غزة: الفعاليات والمخيمات الصيفية تخفق في محو آثار الحرب من نفوس الأطفال

الساعة 05:28 ص|30 يونيو 2009

فلسطين اليوم-غزة

لم تنجح مئات المخيمات الصيفية المنتشرة في مختلف أرجاء قطاع غزة وفي أكثر الأماكن رومانسية فيه وهو شاطئ البحر، في محو الآثار النفسية والمخاوف التي تعرض لها الأطفال خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة.

ورغم تعدد الألعاب وأصوات الموسيقى الصاخبة وما يصاحبها من دبكة ولعب، وأحيانا رقص، إلا أن الآثار وأصوات الطائرات والانفجارات لا تزال تهاجم الأطفال المشاركين في نومهم وأحلامهم.

وقال الطفل محمد الطبل (11 عاما) الذي يشارك في أحد المخيمات التي يرعاها أحد التنظيمات على شاطئ غزة، إنه فشل حتى الآن في نسيان الأحداث المؤلمة وأصوات الانفجارات التي كانت تهز منزله وكل مكان خلال الحرب الأخيرة.

واستبعد الطبل الذي أكد مشاهدته الدمار والقتل خلال الحرب، أن تنسيه المخيمات وما تشمله من ألعاب ترفيهية ووجبات طعام وغيرها من برامج الدعم النفسي داخل المخيم تلك المشاهد.

وأوضح أنه ينسى تلك المشاهد والذكريات الأليمة مؤقتا لكنه لا يمكن أن ينساها وسرعان ما يتذكرها بمجرد خروجه من المخيم، وأحيانا يتذكرها عندما ينتهي من الألعاب.

أما الطفلة رغدة اللوح في الصف السادس الابتدائي، فتساءلت وهي تشير إلى مقر الرئاسة "المنتدى" المدمر: كيف يمكن للطفل أو الشخص أن ينسى ذكريات الحرب وها هي الأنقاض شاهدة على تلك الفترة السوداء؟!

ويقع المخيم الذي تشترك فيه اللوح غرب "المنتدى" المدمر بشكل كلي مباشرة.

وقالت: إنها سرعان ما تتذكر الحرب عندما تلتفت إلى الشرق وترى أكوام الركام المنتشرة، لكنها اعترفت بأهمية المخيمات في التخفيف عن كاهل ونفسية الطلبة والأطفال ولو بشكل مؤقت.

وعلى مقربة من المخيم بما يتجاوز المائة متر تقع منطقة ميناء غزة للصيادين التي تتلقى يوميا عشرات الشاحنات التي تلقي ركام المنازل والمباني المدمرة جراء الحرب، حيث يتابع الأطفال الذين يقضون أوقاتا طويلة داخل البحر الشاحنات وهي تقذف الركام داخل المياه، محدثة أصواتا وضجيجا عاليا يذكر الأطفال بأيام الحرب، كما يصف الطفل أسامة عاشور.

ويقول عاشور: إن آثار الحرب لا تزال قائمة في كل مكان ولا يمكن حصرها في الأحلام أو الأحاديث الجانبية.

وأشار إلى مئات من أكوام الردم المطلة على المخيم من الجهة الشمالية، والتي تفصل بينهم وبين حوض الميناء.

وتابع عاشور: كيف يمكن للإنسان أن ينسى آثار الحرب في ظل هذه الأكوام المرتفعة من دمار المنازل والمباني والمؤسسات؟

وتجاور غالبية المخيمات والفعاليات الترفيهية للأطفال مواقع ومنازل مدمرة، خصوصا في محافظتي غزة وشمال غزة، اللتين تعرضتا للنصيب الأكبر من الدمار والقتل خلال الحرب التي حصدت أرواح أكثر من 1500 شخص وأصابت آلاف وشردت عشرات الآلاف.

وحتى ألعاب الصيف التي أطلقتها "أونروا" على نطاق واسع في قطاع غزة، وتحديدا في المدارس التابعة لها، لم تنجح برغم ما تتضمنه من ألعاب وأوقات طويلة يقضيها الأطفال في محو آثار الصدمة والخوف من نفوس الطلبة الذين سرعان ما يتذكرون مقاطع من الحرب خلال أحاديث جانبية أثناء ممارسة الألعاب، كما يشير الفتى فتحي أبو العينين.

وأضاف أبو العينين: إن الألعاب ورغم أهميتها إلا أنها لن تستطيع أن تنسيه أصوات الانفجارات ومناظر الجرحى، سواء على الطبيعة أو خلال مشاهدتها عبر التلفاز.

وقال: إن مخاوفه تتجدد يوميا، خصوصا في الليل، عند سماعه أصوات الطائرات أو أصوات الانفجارات الناتجة عن قصف الزوارق الحربية.

وتابع قائلا: إذا كانت الفعاليات والمخيمات تقام لمحو آثار الحرب فهي فاشلة ولن تنجح في ذلك، لأن جرائم إسرائيل لن تمحى بفعالية أو مخيم وستظل ترافقني للأبد لشدة فظاعتها وقسوتها، وهو ما يؤكده أحد المنشطين الذي أكد أن الألعاب تهدف إلى التخفيف عن كاهل الأطفال.

وأعرب عن أمله في أن يخرج الطلبة من حالة الخوف والقلق التي تنتابهم رغم معرفته القاطعة بعدم نسيان الأطفال مشاهد الحرب وقسوتها.