خبر سياسيون يحذرون من فشل الحوار ويؤكدون على ضرورة وجود حلول واقعية لإنهاء الانقسام

الساعة 09:14 م|28 يونيو 2009

فلسطين اليوم: غزة

حذر ممثلو الفصائل الوطنية والإسلامية وشخصيات مستقلة وسياسيون من فشل الحوار الفلسطيني في القاهرة، وأكدوا على ضرورة إيجاد حلول واقعية لإنهاء الانقسام الفلسطيني.

جاء ذلك خلال ورشة عمل نظمها تحالف السلام الفلسطيني بالتعاون مع مؤسسة الوف بالمة السويدية ضمن مشروع السلام الداخلي. وسط حضور ممثلين عن الفصائل الفلسطينية وشخصيات مستقلة وسياسيين.

وأكد المشاركون في الورشة التي جاءت بعنوان المصالحة الوطنية والحلول الواقعية على أن مخاطر فشل الحوار، هي مخاطر كبيرة ومصيرية ووجودية.

من جانبه أكد النائب الدكتور فيصل أبو شهلا عضو المجلس التشريعي عن حركة  فتح حرص حركته على انجاز اتفاق مصالحة وإنهاء حالة الانقسام، مؤكدا أن الحركة ذاهبة إلى القاهرة بقلب مفتوح ومن اجل العودة باتفاق وطني شامل ينهي الأزمة الراهنة.

وشكك أبو شهلا في جدية الطرف الآخر في إنجاح الحوار بسبب حملات الإعلام التوتيرية التي يشنها ضد حركة فتح.

وعبر أبو شهلا عن أمله في أن تسود روح المسؤولية الوطنية الطرف الآخر من أجل تحقيق تطلعات الشعب والمواطنين الذين يتطلعون لرفع الحصار وإعادة الإعمار، مشدداً على حرص حركته على إنهاء الانقسام الذي أساء لانجازات وتضحيات الشعب على مدى سنوات نضاله.

وانتقد أبو شهلا في كلمة له غياب صوت الشارع الضاغط على الفصائل المتحاورة، داعيا إلى هبة واستنهاض للشارع للضغط على المتحاورين للعودة باتفاق مشرف.

ولفت أبو شهلا إلى وجود ضغط عربي وخصوصا مصري باتجاه انجاز اتفاق وطني.

ووصف رمزي رباح القيادي في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الحوار الحالي بين حركتي فتح وحماس بالحوار العاجز عن الوصول لشئ لأنه يستند إلى أجندات فئوية وحزبية خاصة.

وانتقد رباح بشدة حركة فتح لتراخيها وعدم تمسكها بإجراء الانتخابات حسب التمثيل النسبي الكامل وفقا لرغبة جميع الفصائل باستثناء حماس، كما انتقد فتح لعدم تمسكها بشمولية الحوار.

ودعا رباح إلى تصحيح مسار الحوار الخاطئ باتجاه حوار شامل يستأنف على القواعد التي اتفقت عليها كل القوى في اتفاق القاهرة ووثيقة الوفاق الوطني.

ورأى أن إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية وفقا للتمثيل النسبي الكامل هي حل أمثل لحل القضية الوطنية، مقترحا أن يؤخذ بالتجربة اللبنانية.

أما وليد العوض عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني فقد حذر مما قد ينتج عن أي اتفاق مفترض، متهما حركتي فتح وحماس بالانقلاب على وثيقة الوفاق الوطني.

وانتقد العوض في كلمة له تجاهل حوارات القاهرة للأوضاع السياسية الاقليمة والدولية المتعلقة بالقضية الوطنية.

وقال: يوجد تواطؤ بين جماعات المصالح في حركتي فتح وحماس حول استمرار الأوضاع على ما هي عليه الآن.

بدوره شكك إبراهيم الزعانين مسئول في جبهة التحرير العربية في نوايا المتحاورين بسبب الحملات الإعلامية المتبادلة واستمرار الاعتقال السياسي في الضفة وغزة.

وحذر الزعانين من محاولة البعض إطالة أمد الحوار إلى فترة طويلة، داعيا إلى نقل الحوار إلى ارض الوطن بدلا من الحوار بالخارج تحت شروط ورحمة الدول المستضيفة.

من جانبه توقع خالد البطش القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أن يتم التوصل إلى اتفاق في السابع من الشهر الجاري في حال تم الانتهاء من موضوع الاعتقال السياسي وملف القوة الأمنية المشتركة.

واعتبر البطش أن أي اتفاق لن يكون مثالياً بقدر ما هو اتفاق واقعي لفترة محددة.

ورجح البطش عدم مشاركة حركته في اللجنة التي ستشرف على الضفة وغزة ولكنه أكد عدم وقوف حركته أمام أي اتفاق توافقي.

وحذر من مخاطر استمرار الانقسام حتى شهر يناير القادم، متوقعا أن يتدهور الوضع بشكل كبير وقد ينتج عنه من أقلمة للقضية، وخصوصا على مستقبل قطاع غزة.

وقال البطش إن حركة الجهاد مع الحل الوطني وتشكيل حكومة توافق وطني، داعيا إلى الضغط إعلاميا باتجاه إنهاء أزمة الاعتقال السياسي.

أما الدكتورة مريم أبو دقة عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية، فقد اعتبرت أن ما يجري الآن، حوارات ثنائية ضارة وتكريس للانقسام.

وأكدت أبو دقة أن من حق كل مكونات الشعب الفلسطيني أن تشارك في الحوار وان يكون لها دور.

من جانبه قال صلاح أبو ركبة عضو المكتب السياسي للجبهة العربية الفلسطينية إن الأجواء الحالية لا تبشر بإمكانية التوصل إلى اتفاق بسبب الاعتقال السياسي في الضفة وغزة واستمرار الحملات الإعلامية المسعورة.

ودعا رأفت ذياب عضو المكتب السياسي لحزب فدا إلى ضرورة وجود رؤية موحدة مع العالم العربي والخارجي، واستغلال خطاب اوباما في خدمة القضية الفلسطينية،

فيما طالب الشيخ محمد ماضي ممثل عن الشخصيات المستقلة بالعودة إلى الحوار الشامل الواسع الذي يضم كل الشخصيات الاجتماعية.

وأكد أن الدين الإسلامي يدعو إلى حرمة الدم الفلسطيني، ويجب علينا أن نكون متحدين فيما بيننا و أن نحافظ على أبناء شعبنا .

وفي كلمة له دعا سليم الهندي ممثل تحالف السلام في قطاع غزة المتحاورين إلى تحمل مسؤولياتهم التاريخية في هذه المرحلة الدقيقة والحاسمة والابتعاد عن المواقف والشروط الحزبية المسبقة.

وقال الهندي إن المعضلة الرئيسية التي أوصلت الحوار إلى "طريق مسدود" تمثلت في عدم قدرة الطرفين على تشكيل حكومة ائتلاف وطني، وفقاً لبرنامج لا يفرض حصاراً جديداً على السلطة والشعب.

وشدد الهندي على ضرورة ألا يقود عدم تحقيق تقدم في القضايا التي ما زالت عالقة إلى مقترحات يمكن أن ترسم وتشرع الانقسام".

وطالب الهندي بالعودة فورا إلى طاولة الحوار ووضع كافة الملفات التي تشكل جذور الأزمة بين الطرفين للنقاش والابتعاد عن العموميات والمبادئ العامة التي يُختلف عليها في التفسير والتطبيق.

وقال إن المطلوب تحرك وضغط شعبي وجماهيري لإنجاح الحوار ودفع الأطراف المتحاورة للوصول إلى قواسم مشتركة تنهي هذه "الحالة المؤلمة".

وأكد أن الطريقة المثلى في حال عدم التوصل لحل القضايا الخلافية العودة للشعب وإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية للسلطة الفلسطينية وللمجلس الوطني في موعد لا يتجاوز 25 يناير القادم، حسبما تم الاتفاق عليه في حوار القاهرة في مارس 2009.

وأشار إلى أن مخاطر فشل الحوار، هي مخاطر كبيرة ومصيرية .