قائمة الموقع

حرمان غزة من مواد التنظيف.. موت بطيء وكابوس لا ينتهي..!

2024-07-18T12:29:00+03:00
صورة تعبيرية من الانترنت
فلسطين اليوم

موت بطيء وكابوس لا ينتهي يقضَ مضاجع النازحين، وحرمان من أبسط الحقوق الإنسانية، شُحّ المياه وارتفاع درجات الحرارة، وصولًا إلى منع دخول "إسرائيل" مواد التنظيف إلى قطاع غزة، كُل ذلك خلق موجة كبيرة من الأمراض المختلفة تظهر على أجساد النازحين في مخيمات اللجوء ومراكز الإيواء، في ظل استمرار العدوان الهمجي الذي يفرضه الاحتلال منذ 7 أكتوبر على القطاع.

فمنع الاحتلال من دخول مواد التنظيف يضعف القدرة على مكافحة الأوبئة والأمراض المنتشرة بين السكان، في سياسة فاشية قاسية تجبر مئات الآلاف على العيش في ظروف صحية موبوءة وخطيرة.

النازح الغزي يكافح طوال الوقت للبقاء على قيد الحياة وسط ظروف معقدة، وفي حال توفر مواد التنظيف فإن أسعارها تكون مرتفعة جدًا، ومن الصعب على معظم النازحين شراؤها، لا سيما في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة جراء استمرار العدوان على القطاع.

وتمنع "إسرائيل" دخول مواد التنظيف بمختلف أنواعها إلى قطاع غزة منذ أسابيع طويلة، إلى جانب منع الكثير من الأساسيات والأغذية، في خطوة واضحة تهدف لنشر الأمراض بين النازحين الذين تتلاصق خيامهم ببعضها البعض.

أمراض جلدية

"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" تجولت في عدد مخيمات النزوح ومراكز الإيواء بمدينة خان يونس جنوب قطاع، للوقوف على تداعيات ذلك، إذ يقول النازح يوسف داود: "اضطررنا إلى استخدام البريل المصنّع محليًا كبديل للشامبو والصابون من أجل الاستحمام، فأطفالي بدأت تظهر عليهم أمراض جلدية وبقع على البشرة".

ويضيف داود، إلى أنه تفاجأ أيضا بظهور حبوب أسفل رجله تشبه "الدمامل"، وبالكاد يستطيع المشي من شدة الألم، مشيرًا إلى أن الطبيب وصف له المرض بـ"التهاب موضعي حاد"، مستدركًا بحرقة: "لا أعلم ما الذي يريده الاحتلال منا، لا حول لنا ولا قوة، قتل وتشريد، كل ما نريده حياة كريمة وتوفير احتياجاتنا الانسانية".

أسعار فضائية

ومن أمام متنزه حي الأمل الذي أصبح مخيمًا للإيواء بخان يونس، يجلس النازح اسماعيل العاوور إلى جانب خيمته برفقة ابنته الصغيرة مرام، وعند سؤال مراسلنا له حول استخدامه للمنظفات: " سعر الشامبو المستورد من العبوة الصغيرة أكثر 90 شيكل، ونصف الكيلو من بودرة الغسيل يصل لـ70 شيكل، وهاد أسعار فضائية ، وأنا لا أستطيع شراءها، فكل ما أملكه بالكاد يكفي لشراء وجبة لعائلتي".

ويتابع العاوور بقهر:  "مررنا بالكثير من الأوضاع السيئة جراء النزوح من مكان إلى مكان هربًا من القصف الإسرائيلي"، لكن الأسوأ هو عدم توفر المنظفات، مشيرًا إلى أن ابنته مرام (7 أعوام) تعاني من ظهور بثور جلدية على بشرتها، ولا يعلم سببها".

إلى جانب ذلك، يشير إلى أن زوجته تقوم ببشر الصابون لاستخدامه في تنظيف الملابس، مبينًا أن الصابون لا يزيل كافة البقع من الملابس، خاصة في ظل قلة المياه وارتفاع درجات الحرارة.

 موت بطيء

أما النازح جهاد البدرساوي، يقول: منذ أسبوع وأنا أبحث في الأسواق العامة عن شامبو أو بودرة للغسيل، وفي كل مرة أعود بخفي حنين، وحين وجدتها طلب مني البائع سعر باهض جدًا.

ويلفت أن ارتفاع سعر المنظفات أجبره على شراء بودرة الغسيل بسعر 100 شيكل، بالشراكة مع جاره في مخيم النزوح، مضيفًا: "ما يحدث لنا يرضي أحد، اليهود معنيين بتدميرنا بشكل بطيء"

ووفق تقارير أممية وصحية بغزة، تشير إلى أن مئات الآلاف من الفلسطينيين يعانون من العديد من الأمراض الجلدية، نظرا لانعدام النظافة الشخصية، وشح المياه، وغياب مواد التنظيف.

وشهدت صناعة مواد التنظيف رواجًا كبيرًا منذ بداية العدوان على غزة، لتعويض منع الاحتلال من ادخال المنظفات المستوردة، بيدّ أنّ إغلاق المعابر ومنع دخول المادة الأساسية في صناعة المنظفات عطل عمليات صناعتها.

طرق بدائية

المواطن الستيني فؤاد حمدان من مدينة خانيونس، يعيش في خيمة يقول لمراسلنا، إنه اضطر لاستخدام بدائل جديدة لجلي أواني الطهي باستخدام الرمل والمياه، ويضيف "عدنا إلى أيام الهجرة الأولى، حيث كنا نستخدم هذه الطريقة حينها".

ويتابع حمدان أن أولاده المتزوجون وأطفاله يستحمون على فترات متباعدة بالماء فقط، دون أي شامبو أو صابون.

وحسب المكتب الإعلامي الحكومي، فإن أكثر من 1.7 مليون نازح في قطاع غزة عانوا من أمراض معدية نتيجة النزوح.

ويؤكد خبراء في القانون، أن منع الاحتلال إدخال مواد التنظيف بين الحين والآخر كما هو الحال مع الكثير من السلع ليس له أي مبرر، وهو يأتي فقط في سياق جريمة الإبادة الجماعية حيث يسعى الاحتلال إلى تدمير جميع مقومات الحياة الفلسطينية وحرمان الفلسطينيين من أي مستلزمات ضرورية للحياة الكريمة.

الجدير بالذكر، أنه منذ سيطرة جيش على معبر رفح في 7 مايو/ أيار الماضي توقفت عمليات إدخال المساعدات والبضائع إلى قطاع غزة.

وفي يونيو الماضي، قال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة في بيان، إن تدمير إسرائيل للمعبر في 17 يونيو/حزيران أعاق إدخال أكثر من 15 ألف شاحنة مساعدات للقطاع ما زالت عالقة على المعابر.

ويشن الاحتلال "الإسرائيل" عدوانًا مدمرًا بدعم واسع من الإدارة الأمريكية على قطاع غزة، أسفرت عن استشهاد وإصابة أكثر من 126 ألف، غالبيتهم من الأطفال والنساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال. حسب تقارير رسمية.

اخبار ذات صلة