خبر لا بديل لنا -معاريف

الساعة 09:39 ص|28 يونيو 2009

بقلم: حاييم نافون

 (المضمون:  النزاع اليهودي – العربي غير قابل للحل وحل الدولة الفلسطينية سيجلب لنا الكارثة. لو كان هناك حل لوجد منذ زمن بعيد. الحل الوحيد ان نتعايش مع النزاع مثلما نتعايش مع كل المشاكل العادية الاخرى - المصدر).

 

"سآخذ  بعلاج بديل فلعله يقضي على المرض"، قال المريض. "سبق أن قلت لك"، قال الطبيب، "لا يوجد علاج للسكري. ما هو العلاج الجديد الذي تريد أن تجربه؟"

"ان أحقن بالكلور في الوريد، فتنظف المادة كل الجهاز"، قال المريض؛ "هذا سيقتلك!"، صرخ الطبيب بذهول. "إما نعم أو لا"، قال المريض؛ "وفي كل الاحوال، ما هو بديلك؟"

إذن هذا هو، ليس دوما يوجد بديل. كيف ينبغي لمريض السكري ان يتصرف؟ بدلا من أن يتمسك بالاوهام عن اختفاء المرض، من الافضل له أن يبدأ يتعلم كيف يتعايش معه. اذا ما حافظ على نمط حياة فهيم ومتوازن، فسينجح في ان يقلص جدا اضرار المرض. اذا ما حاول حلولا سحرية، فسيوقع على نفسه مصيبة. لسنوات طويلة يحاولون بيعنا الحل السحري السياسي لدولة فلسطينية. هذه الفكرة ستجلب علينا الكارثة. يتحدثون عن "دولة مجردة"؛ ولكن منذ اليوم يوجد جيش فلسطيني مسلح. في اليوم الذي تقوم فيه دولة فلسطينية عضو في الامم المتحدة سيفعل زعماؤها كما يشاءون وكل القيود ستبقى على الورق. فكروا بحرب محتملة مع سوريا، حين يكون الجيش الاسرائيلي مطالبا بان يتصدى لعشرات الاف الشرطة/الجنود الفلسطينيين، على مسافة بصقة من تل أبيب. كما أن هناك سيناريو ابسط: فتيان فلسطينيان مع قاذف كاتيوشا موجه الى مطار بن غوريون يمكنهما أن يشلا دولة اسرائيل بأسرها.

مع التوقيع على اتفاق اوسلو صرح رجل يساري معروف بانه لا يفهم مخاوف اليمين. اذا لم يفِ الفلسطينيون بتعهداتهم، ففي غضون يومين سنعود لاحتلال القطاع. ولكن يتبين أن ليس جد سهل اعادة احتلال المناطق التي اخليناها. وبالتأكيد ليس عندما تكون الاسرة الدولية واليسار الاسرائيلي ينفخون في قذالتنا. دولة فلسطينية ستدفن مستقبل ابنائنا، ونحن لن يكون بوسعنا عمل شيء.

حسنا، يتأوه الاجماع الاعلامي، إذن ما هو بديلكم؟ بديلنا أن نعيش. لو كان هناك حل للنزاع اليهودي – العربي، لكان وجود منذ زمن بعيد. لو كان الفلسطينيون يريدون مناطق لكان بوسعنا بسهولة أن نتوصل معهم الى حل وسط منطقي. في العام 2000 حاول ايهود باراك اعطاء الفلسطينيين كل شيء تقريبا، ورفضوا القبول. لب النزاع يوجد في مكان آخر تماما: نحن نريد أن نعيش وهم يريدون ان نموت. صعب قليلا المساومة في هذه النقطة. النزاع اليهودي – العربي هو نزاع غير قابل للحل على المدى الزمني المنظور. إذن ما العمل؟ حتى لو لم يكن ممكنا حل النزاع، يمكن ادارته. يجب التفكير بحلول محلية للمشاكل اليومية وليس بحلول مطلقة للمشاكل الخالدة. وماذا عن المستقبل؟ اذا اصرينا، فيمكن الامل بان ذات يوم ييأس العرب. في كل من الايام سيعترفون باننا لسنا صليبيين ولسنا امبرياليين؛ وهم سيفهوم باننا سنبقى هنا ولن نغادر بلادنا. في هذه الاثناء سنعيش مع النزاع، مثلما نحن نعيش مع الكثير من المشاكل الاخرى.

يقولون لنا ان الدولة الفلسطينية ستؤدي الى نهاية النزاع. هل حقا؟ في افلام هوليوود توجد دوما نهاية سعيدة. في افلام اخرى توجد نهاية تعيسة. ولكن حان الوقت للخروج من الفيلم: في الحياة الحقيقية، احيانا ببساطة لا يمكن رؤية النهاية.