خبر تشخيصات شجاعة ومتأخرة-هآرتس

الساعة 09:35 ص|28 يونيو 2009

بقلم: أسرة التحرير

رئيس المحكمة العليا السابق أهرون باراك، القى في نهاية الاسبوع عدة كلمات شجاعة وحادة عن وضع حقوق الانسان في اسرائيل. في محاضرة القاها عن خطة "رجال قانون من أجل حقوق الانسان" للصندوق الجديد في اسرائيل، قال باراك ان لليهود حقا أوليا للهجرة الى اسرائيل، ولكن من اللحظة التي يصلون فيها الى هنا ينبغي لحقوقهم أن تكون مساوية لحقوق العرب. وتحدث في صالح الحفاظ على طابع اسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية وفي نفس الوقت أيد كونها دولة كل مواطنيها، وحذر من ان وضع حقوق الانسان في المناطق يؤثر على الوضع في اسرائيل. وقال باراك: "اذا سألت يهوديا: هل انت مع المساواة مع العرب؟ فسيقول بالتأكيد؛ واذا سألت: هل هو مع القاء كل العرب الى البحر؟ سيقول بالتأكيد. وهو لا يرى أي تضارب بين الامرين".

        حدة اقوال باراك تدل على الخطر الكبير الذي يحدق بالديمقراطية الاسرائيلية في موقفها من الاقلية العربية التي تعيش بين ظهرانيها. اذا كان شخص حذر ومتوازن كباراك يختار صياغة نفسه بمثل هذه الحدة، إذن فالخطر جسيم. ينبغي الانصات جيدا لاقوال رئيس المحكمة العليا المتقاعد وتشخيصاته. يفهم منها ان قيم الديمقراطية، ولا سيما في كل ما يتعلق بالاقلية العربية، لم تستوعب ابدا. ولا يكفي وجود انتخابات وفصل للسلطات للدلالة على حصانة الديمقراطية؛ باراك يوجه اضواء هامة الى المزاج في المجتمع.

        في نفس الوقت مسموح ايضا التساؤل لماذا القى باراك كلماته الان فقط. فبالنسبة لمن وقف على رأس المحكمة العليا لاسرائيل على مدى 11 سنة كانت هناك فرص لا حصر لها للتحذير بل والعمل على تحسين وضع حقوق الانسان والديمقراطية في اسرائيل وفي المناطق. المحكمة برئاسة باراك لم تفعل ما يكفي في هذا المجال. الفاعلية القضائية لباراك توقفت غير مرة عندما كان الحديث يدور عن مسائل حماية حقوق الانسان في المناطق والمحكمة تملصت من الحسم على مدى السنين في مسائل مبدئية. كما أن موقف الجهاز القضائي من الاقلية العربية داخل اسرائيل لا يتميز دوما بنزعة المساواة، ومن كباراك يعرف ذلك، وهو لم يحذر عن ذلك في الوقت المناسب. فهل اكتشف الان امورا لم يعرفها من قبل، ام ربما الان فقط تأزر بالشجاعة ليقولها؟ في كل الاحوال، من الافضل متأخر على الا يكون ابدا.