خبر نائب الأمين العام للجهاد : إدخال المال لحركات المقاومة لا يقل صعوبة عن إدخال السلاح

الساعة 06:28 ص|28 يونيو 2009

"النخالة" : إدخال المال لحركات المقاومة لا يقل صعوبة عن إدخال السلاح

الحديث عن دعم الحركة عبر دول مانحة ليس واردا في قاموس الجهاد الإسلامي

هناك فتنة سياسية تنتظرنا والشعب الفلسطيني وقوى المقاومة لن يسلموا منها

فلسطين اليوم- خاص دمشق

أكد الأستاذ "زياد النخالة" نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أن القضية الفلسطينية أمام مرحلة صعبة وحساسة جداً، وستكون أصعب من بدايات "أوسلو"، موضحاً أنه سيعلو صوت التسوية من جديد ويرتفع الضجيج حول تسويق الأوهام والدعوة للواقعية والعقلانية.

وقال النخالة في مقابلة خاصة بـ وكالة فلسطين اليوم الإخبارية :" إن هناك فتنة سياسية تنتظرنا على قارعة الطريق، سيُفتتن الشعب الفلسطيني وقواه المقاومة من جديد ويُختبر الجميع في مبادئه ونهجه والتزامه بثوابت القضية ليتم الفرز من جديد".

وأشار نائب الأمين العام للجهاد الإسلامي في حديثه إلى ما نشر عن ضائقة مالية تمر بها حركته في بعض الصحف المعادية للمقاومة، مبيّناً أن ما سبق يأتي في سياق الحرب النفسية والمعنوية ضد حركته وضد قوى المقاومة بشكل عام في المنطقة.

وأوضح أنه "ليس عيباً أن تكون حركات المقاومة فقيرة؛ لكن العيب هو العكس أن تتحول حركات المقاومة إلي حركات مترفة".

وقال:" إن "الجهاد الإسلامي" و"حماس" في مربعٍ واحد هو مربع المقاومة"، لافتاً إلى أن البعض ربما يسأل إننا أقرب لـ"حماس" من "فتح" فأقول لهم:" أؤكد أننا والإخوة في "حماس" في مربع المقاومة، و"فتح" هي التي ابتعدت عن هذا المربع ودائماً نحن نسعى بكل جهودنا أن تكون "فتح" في هذا المربع" .

وفيما يلي نص اللقاء كاملا كما أجراه مراسلنا في دمشق أيمن خالد :

 

- يبدو أن هناك حركة سياسة نشطة تقودها الولايات المتحدة في المنطقة، ما هو تقديركم لذلك؟

دون شك الإدارة الأمريكية الجديدة تريد تسويق وجهة جديد وسياسة جديدة في المنطقة وانطباعات جديدة أيضاً وخطاب أوباما في القاهرة قد أعطي انطباعاً إيجابياً لدى الجمهور العربي، بالرغم من أن الخطاب لم يتضمن أي شيء عملي.

كل ما هنالك أن الرئيس الأمريكي لبس قفازات ناعمة من أجل إزالة الانطباعات السيئة التي تركتها إدارة سلفه جورج بوش في المنطقة والعالم، ويجب أن نكون حذرين ومنتبهين لأن قضيةً بحجم قضية فلسطين لا يمكن تسويتها بهذه الطريقة.. فالغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة ما زالوا مُصرين على دعمهم المطلق لإسرائيل .. وإن أي حلول قادمة ستكون حتماً على حساب الشعب الفلسطيني .. واعتقد أن شعبنا ليس من البساطة أن يقبل بأي حل لا يضمن حقوقه التاريخية.

 

-ما هو موقف الحركة من خطاب نتنياهو، وإعلان سلام فياض من أن الدولة ستقوم خلال عامين؟

الدولة التي يتحدثون عنها هي دولة نتنياهو المسخ .. لقد عودونا منذ "أوسلو" على التنازل والتكيف مع السقف الذي يحدده الكيان الإسرائيلي، والآن هم ذاهبون للتكيف مع ما يعرضه عليهم نتنياهو وسمعنا أن تسويق الوهم الجديد سيتم تحت عنوان الدولة المؤقتة؛ أي أن الشعب الفلسطيني سيوضع تحت الاختبار من جديد بمزيد من المعاناة ومزيد من الآلام وهم سيواصلون فرض وقائع جديدة على الأرض بحيث لا يبقي هنالك أي مقومات ذات قيمة لأي شكل من أشكال الدولة سوى دولة المسخ التي ستسهر على حفظ أمن الكيان الإسرائيلي.

 

-هل الإدارة الأمريكية ستدعم مثل هذا البرنامج؟

الإدارات الأمريكية المتعاقبة عودتنا على دعم لا نهائي للعدو الصهيوني وعلى التكيف مع حاجات إسرائيل ومطالبها الأمنية وخطابات وتصريحات أوباما وأعضاء إدارته لا تقبل التأويل في ذلك. وفي تقديري إنهم سيحاولون إكمال ما بدأه كلينتون وما رفضه ياسر عرفات سابقاً ليصلوا إلى تصفية القضية الفلسطينية.

 

- أين الموقف العربي من هذا؟

في الحقيقة ليس هناك موقف عربي رسمي يمكن أن يحول دون تصفية القضية الفلسطينية. النظام العربي بالعموم وضع كل حركته السياسية في السلة الأمريكية، وكان ذلك واضحاً من خلال المبادرة العربية سابقا والتأكيد عليها مجدداً في خطاب أوباما في القاهرة وأيضاً النظام العربي بدون شك مع أي برنامج تسوقه إدارة أوباما؛ فإذا كان النظام العربي أصلاً كان يقف إلي جانب جورج بوش ورؤيته، فما بالكم اليوم بأوباما، فسيعتذرون عن موقفهم بأن السلطة الفلسطينية هي التي تعقد الاتفاق وبالتالي بعد ذلك سيتلقفه العرب ويدعمونه ويعتبرونه انتصاراً كبيراً للشعب الفلسطيني؛ المهم أن يتخلصوا من القضية الفلسطينية هذا ما يسعون إليه دوماً.

 

- الشعب الفلسطيني وحركات المقاومة ما هو موقفها من ذلك؟

 

في الحقيقة أمامنا مرحلة صعبة وحساسة جدا وأنا أقول إن ما هو قادم سيكون أصعب من بدايات "أوسلو" .. وسيعلو صوت التسوية من جديد ويرتفع الضجيج حول تسويق الأوهام والدعوة للواقعية والعقلانية من جديد؛ هناك فتنة سياسية تنتظرنا على قارعة الطريق، سيُفتتن الشعب الفلسطيني وقواه المقاومة من جديد ويُختبر الجميع في مبادئه ونهجه والتزامه بثوابت القضية ليتم الفرز من جديد على أساس من هو مع فلسطين كل فلسطين، ومن لديه الاستعداد للمساومة على كسور عشرية في كانتونات الضفة وسجن قطاع غزة الكبير، وهذا يتطلب منا استعدادا غير عادي على كل المستويات المعنوية والمادية لهذه التحديات القائمة.

 

- هناك حديث عن خلافات داخل حركة "الجهاد الإسلامي" مع "حماس" ولوحظ أن قيادة الحركة في الخارج  لم تحضر خطاب خالد مشعل في دمشق، ما هو تعليقكم على ذلك؟

علاقتنا مع الإخوة في حركة "حماس" معروفة للجميع داخل الحركة وخارجها ونحن و"حماس" في مربع واحد هو مربع المقاومة .. ربما هناك من يسأل إننا أقرب لـ"حماس" من "فتح"؟؛ أنا أؤكد على ذلك أننا والإخوة في "حماس" في مربع المقاومة و"فتح" هي التي ابتعدت عن هذا المربع، ودائماً نحن نسعى بكل جهودنا أن تكون "فتح" في هذا المربع، وكما نقول أيضاً عن علاقتنا مع "حماس" دائماً نحن نتفق معهم في مشروع المقاومة وضرورة المحافظة على الثوابت الإستراتيجية للقضية الفلسطينية ونختلف معها في بعض المسائل التكتيكية ... وخطاب الأخ خالد مشعل في دمشق هو نشاط سياسي روتيني للإخوة في حركة "حماس" للتعبير عن وجهة نظرهم في بعض القضايا التي نتفق أو نختلف حولها، فهي ليست مناسبة رسمية خاصة بـ"حماس" كذكرى انطلاقتها أو ما شابه .. وأقول للإعلام الذي يحاول التصّيد هنا وهناك ونسج قصص من الخيال حول العلاقة مع "حماس" ابحثوا عمّا يفيد شعبنا وقضيته أفضل لكم.

 

- ما هو تعليقكم على ما نشرته بعض الصحف حول الأزمة المالية التي تعاني منها حركة الجهاد الإسلامي؟

 

نعم؛ أولاً يجب أن ندرك ما نشر في بعض الصحف المعادية للمقاومة وحركة الجهاد وهذا يأتي في سياق الحرب النفسية والمعنوية ضد الحركة وضد قوى المقاومة بشكل عام في المنطقة، وهذا ليس جديداً علينا أن نُستهدف بهذه الطريقة، ونحن فعلاً كحركة مقاومة إمكانياتنا محدودة، وليس عيباً أن تكون حركات المقاومة فقيرة؛ العيب هو العكس أن تتحول حركات المقاومة إلى حركات مترفة؛ وأنا هنا أؤكد أن الأزمة أو الضائقة التي تعاني منها الحركة ليست أزمة أو حتى مسألة داخلية على الإطلاق، فهي جزء من الأزمة والضائقة العامة التي يعانيها شعبنا الفلسطيني، وهي نتيجة حتمية لسياسة الحصار المفروضة على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية، فهل أبناء الجهاد الإسلامي هل هم فقط الذين يعانون أو تتأخر رواتبهم أو مخصصاتهم؟، أبناء شعبنا في غزة يقفون طوابير لمدة يوم كامل أحياناً حتى يحصلوا على ثمن رغيف خبز أو وجبة طعام من الجمعيات الخيرية وأحياناً يعود كثير من أرباب الأسر الفقيرة صفر اليدين إلى بيوتهم؛ نعم شعبنا يعيش ضائقة كبيرة نتيجة الحصار الظالم المفروض علينا ونحن جزء من هذا الشعب، إدخال مبلغ من المال بالنسبة لحركات المقاومة اليوم لا يقل صعوبة عن إدخال السلاح، لذلك نعمل بكل جهد من أجل كسر كل القيود وتجاوز كل العقبات وايصال ما نتمكن من الحصول عليه من أموال إلى أهلنا وإخواننا في غزة والضفة الغربية من أسرى وشهداء وعاملين.

 

- أنت أشرت إلى أن حركة الجهاد الإسلامي إمكانياتها محدودة، وفي الحقيقة هناك همس في الداخل من قبل بعض عناصر الجهاد تقول إن الأعباء أصبحت كبيرة نتيجة زيادة حجم وتوسع الحركة، مقابل ذلك فإن مصادر الدعم محدودة جداً؛ والبعض يتساءل لماذا لا تتحرك القيادة  باتجاه بعض الدول المانحة أو بعض الأطراف في المنطقة لتأمين مصادر جديدة من الدعم؟

الحديث عن الدول المانحة في الموضوع المالي ليس وارداً في قاموس الجهاد الإسلامي، وإذا كان هناك أحد فعلاً ينتمي للجهاد ويتحدث عن الدول المانحة ويطالبنا كقيادة للحركة أن نطرق أبوابها فهذا ربما جاء إلى الجهاد الإسلامي بالخطأ؛ مصطلح "الدول المانحة" دخل قاموس الشعب الفلسطيني مع "أوسلو" ضمن معادلة خطيرة في تاريخ شعبنا وأمتنا، لقد طُلب من الشعب الفلسطيني أن يتنازل عن حوالي 80% من أرضه وحقه و في وطنه مقابل دخول الدول المانحة على الخط لتؤمن له الطعام والشراب .. هم طلبوا أن نتنازل عن فلسطين وكل حقوقنا فيها وأيضاً هم مستعدون بعد ذلك لأن يقدموا الطعام والشراب وأن تتكفل الدول المانحة برواتب الموظفين ورجال الأمن الذين يحرسون إسرائيل؛ لذلك أنا لا أثق أن أحداً في الجهاد الإسلامي يمكن أن ينضم لهذه المعادلة أو يقبل بها لأي فلسطيني فضلاً عن أن نقبل بها في الجهاد.