قائمة الموقع

نقود ورقية مهترئة تملأ أسواق غزة.. التاجر يرفضها والمواطن "مغلوب على أمره"!

2024-06-23T14:30:00+03:00
عملة ورقية
فلسطين اليوم

لا تقتصر مشكلة المواطن الفلسطيني في قطاع غزة، على حرب الإبادة الشاملة التي يتعرض لها من جيش الاحتلال "الإسرائيلي" منذ 9 شهور، إذ يواجه في الأشهر الأخيرة أزمات عديدة، طفت على السطح منها عقبة النقود الورقية المهترئة، التي ملأت الأسواق، بعد منع الاحتلال ضخ "سيولة نقدية" إلى القطاع منذ بدء العدوان القطاع.

منذ بدء العدوان، وحتى كتابة هذا التقرير تواصل "إسرائيل" منع إدخال نصيبها من أموال المقاصة، وترفض تحويل قيمة الأموال المخصصة لقطاع غزة إلى سلطة النقد الفلسطينية، بدعوى أن تلك الأموال تساهم في تمويل حركة حماس والمقاومة الفلسطينية، ما جعل النقد شحيحاً جداً، وما يتوفر منه "مهترئ" يجد المواطن صعوبة جداً في تصريفها.

"النقود الورقية المهترئة"، باتت شبحاً يُطارد الغزيين، لاسيما وأنّ الباعة والتجار يرفضونها، بدعوى أنها "غير صالحة"، وهو ما يثير غضب واستنكار الأهالي، الذين يُطالبون بإيجاد حلول بديلة لتلك المشكلة التي تؤرق كاهلهم، وتمنعهم من شراء مستلزماتهم.

المواطنة نسمة فارس، عبّرت عن غضبها الشديد جراء رفض أحد الباعة التعامل مع ورقة نقدية من فئة " 20 شيكلاً" بزعم أنها قديمة ومهترئة، إذ قام بإرجعها لها وطلب منها ورقة أخرى جديدة.

تقول غاضبة: "يللي برفض ياخد عملة من الناس، اطلعلنا عملة جديدة، يا إما تتشغلوش فينا على كيفكم.. بكفي.. من وين نجبلكم بدالهم؟".

أما النازحة رانيا إبراهيم، عادت إلى خيمتها في منطقة نزوحها والحسرة تملأ قلبها، وعلامات الحزن واضحة على ملامحها، لأنها رجعت بـ "خفي حنين"، بعدما فشلت في تصريف الـ 200 شيكل "الطبعة السابقة" التي حصلت عليها من إحدى الجمعيات الخيرية، لمحاولة التغلب على مصاعب الحياة التي أفرزها العدوان المستمر على قطاع غزة لـ 9 شهور على التوالي.

وأضافت: "نحن مغلوبون على أمرنا، ونواجه حروباً في كل مناحي الحياة، سواء في توفير المياه أو السيولة النقدية أو الغذاء أو أدنى مقومات المعيشة".

وتمنت ابراهيم، أن تنتهي الحرب ليعود الجميع إلى بيوتهم، مستدركة: "لا نريد شيئاً آخر".

وأمام مجمع ناصر الطبي، غرب محافظة خانيونس جنوب قطاع غزة، توجّه طفل إلى بسطة لشراء مثلجات "براد"، وقام بإعطاء البائع ورقة نقدية من فئة الـ "50 شيكلاً"، إلا أن الأخير قام بإرجعها له بحجة أنها قديمة ولا تصلح، وما كان من الطفل إلا إن أحس بغصة في قلبه، وأخذها وذهب إلى مسار جديد، لعله يستطيع تصريفها وشراء ما يحلو له منها.

ذلك الحديث الذي دار بين الطفل وصاحب البسطة دفع مراسل "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، لسؤال البائع عن سبب رفضه التعامل مع الورقة النقدية، قائلاً: "إنها قديمة، وغير صالحة، التاجر يرفض التعامل معها، أنا بائع على بسطة صغيرة، أجني ربحاً لا يتعدى الـ 35 شيكلاً أُعيل به أسرتي، وإذا تعاملت مع ورقة نقدية ولم أستطع تصريفها فإن ذلك يؤثر سلباً على عملي".

أحد باعة الفواكه والخضروات في منطقة المواصي غرب محافظة خانيونس، يقول: إنه يتعامل مع الأوراق النقدية القديمة، لكنه لا يتعامل مع التالفة أو المهترئة، لأنّ التاجر الذي يورد له البضائع لا يتعامل إلا مع النقود الجديدة".

ويضيف: "قبل الحرب لم نرفض الأوراق النقدية الممزقة، وكنّا نتعامل حتى مع التالفة أو شديدة الاهتراء، لأنها كانت تُستبدل بجديدة من البنوك، فكانت لا تقلقنا، أما الآن لا أحد يتعامل معها والجميع يرفضها".

وقبل العدوان، كانت الأوراق النقدية التالفة والمهترئة تستبدل بأوراق جديدة ضمن تنسيق "السلطة مع إسرائيل"، في هذا المجال، لكن هذا لم يحدث منذ بداية العدوان، اهترت الأوراق النقدية فبات التجار يرفضونها وأصبحت لا قيمة لها.

الجدير بالذكر، أن الاحتلال "الإسرائيلي" يمنع منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي تزويد البنوك بالسيولة النقدية، خصوصاً من عملتَي الشيكل والدولار اللتين تشكِّلان العملتين الأكثر تداولاً في غزة.

 

اخبار ذات صلة