قائمة الموقع

بالصور "الجوع" ينهش أجساد أهالي غزة.. "إسرائيل" السبب والعالم "شريك" في الجريمة

2024-06-21T15:20:00+03:00
مجاعة في الشمال
فلسطين اليوم

إذا كنت تؤمن بعبارة أن "لا أحد يموت جوعاً"، لاسيما وأننا نعيش في الألفية الثانية، فأنت تتوهم؛ إذ إن الحرب "الإسرائيلية الدامية التي يُزامنها حصاراً خانقاً، فنّدت كل تلك الجمل والعبارات، والقوانين "الكونية"، فالمجاعة باتت تفتك بأجساد أهالي شمال قطاع غزة، لاسيما الأطفال منهم، منذ تسعة شهور، فلا طعام لهم سوى الخُبز، وأحياناً كثيرة لا يوجد، ما أدى إلى وفاة نحو 35 طفلاً ورضيعاً نتيجة سوء التغذية والجفاف.

ولم تقتصر حرب الإبادة التي يشنها جيش الاحتلال على قطاع غزة للشهر التاسع، على القتل والتدمير واستخدام أقوى الأسلحة، إلا إنه استخدم فوق ذلك سياسة التجويع بإغلاقه جميع المعابر التجارية، ومنع المساعدات من الدخول، رغم الانتقادات الكثيرة التي تعرض لها من دول عربية وإسلامية وغربية.

شهادات حيّة

أحد سكان شمال قطاع غزة، يقول: إن المجاعة تفتك بأهلنا في الشمال، لا طعام لنا سوى الخُبز. لا شيء يُغذي الأطفال، لا شيء يفرحون به. مجاعة، ندعو العالم لإنقاذنا".

ويضيف بصوت مختنق: "نمر بأصعب أيام في حياتنا، لا يوجد طعام ولا ماء ولا حياة، نحن نتضور جوعاً، لا أحد يهتم لنا، لو بقي الأمر على ما هو عليه سيموت أطفالنا جوعاً".

الصحفي أسامة العشي يكتب بحرقة على صفحته "فيس بوك": "أنا الصحفي أسامة العشي من مدينة غزة، جعان كتير، وعندي جنين في بطن زوجتي، كمان جعان كتير، وزوجتي كتير خايف عليها لانها جعانة كتير، أهالي وجيراني وأصحابي جعانين كتير".

أما مي من حي الزيتون جنوب مدينة غزة، تقول: إنها وعائلتها تتضور جوعاً وعطشاً، لاسيما وأن المساعدات لم تدخل إلى شمال القطاع منذ أشهر، داعية كل الأطراف المعنية بإنقاذ أهالي غزة من الجوع والجحيم.

تكتب الناشطة ريهام أبو البيض عبر صفحتها "فيس بوك" باللغة العامية: " شوية نقاط أوضحلكم فيها شوية أشياء عن المجاعة وسوء التغذية بالشمال،أيام طويلة كنّا نقتات على وجبة واحدة باليوم وكانت غالبًا أرز بفترة ما.

- طبعًا مش محتاجة أحكيلكم عن معاناة شهور الطحين الأبيض، اللي بينا وبينه أشياء ما بتنتسى، يمكن الآن بيحمينا من الموت جوعًا نظرًا لوجوده فقط حاليًا، لكنّه ولا مرة هننسى قديش أخد من شبابنا وأطرافهم، ومن كسرة قلبنا.

- خبز الشعير، أوف، هادا أسوء شيء ممكن البني آدم يجربو للأكل بعد أكل مال اليتيم.

- ثمانية أشهر بدون مصادر بروتين، الكتلة العضلية بتسلم علينا كلنا.

- بديش أقلكم صرنا حاسين الفواكه مش من أصناف الدنيا، آه والله صرنا حاسينها اشي بعيد المنال أو اشي خيال هيك.

-الخضار، أوف ايش إنه السلطة عزيزة عقلوبنا وخفيفة عأمعائنا ومعداتنا، اشتقنا للراحة واحنا وبنآكلها ولأجسادنا وهيا خفيفة وفيها حيوية وطاقة، صراحة نسيت كل أصناف السلطات والصوصات اللي كنت أعملها.

- الحليب والبيض والسكر حتى الكاكاو والنسكافيه والمشروبات وأشياء الأجواء، اشتقنالهم ببيوتنا وكتير.

-عارفين إنه الشيبس والشوكلاتة والألبان صرنا برضو حاسينهم ضربٌ من خيال، الناس اخترعت شيبس الخبز، وبهاراته قربت تخلص، وزيت القلي برضه سعره صار ملعلع فهنكنسل حتى عشيبسي الخبز، أصلًا هوا مش شيبسي بس بنضحك عحالنا يعني، والناس معتبراه وجبة.

- آه صح، نسيت أقول عن اختراعات الحرب، زي مثلًا زبادي وطبيخ معلبات الفطر، قلاية الصلصة، الشنيتسل بمعلبات اللحمة، شوربة الماجي، حتى حاسة الماجي انتقم مني على قد ما كنت مقاطعاه على قد ما استهلكنا منه بالحرب، بس يلّا هيو برضو قرّب ينقطع، وهادا البند صيغة كان لأنه كل مكوناته حاليًا انقرضت برضو.

- بند خاص للشاورما، هادي روحي فيها، عمري ما فارقتها تلات أيام، والله فراقها هالمدة صعب.

- مش هقلكم إنه نفسي بالمسخّن، والمفتول، ونفسي أشوف بهجة إمي وهيا بتطبخهم، بتحب تعملهم، إمي بتنام وتصحى تفكر شو تطبخلنا، وهيا عارفة آخرها ساندويشة زعتر أو علب البازيلاء أو الفاصوليا هادا لو كنت جدع وربنا كرمك وخزنت شوية منهم، إمي حبيبتي حاطة حمل المجاعة عكتافها ونفسها تطعمينا كل اشي، الله يعدمني اللي كسرلها قلبها.

- الدوخة والزغللة والصداع والهزل صاروا أصحابنا وكتير، تزعلوش يا أصحابي، حبايب روحي الله يردكم لإلي سالمين وبوعدكم هترك هدول الأصحاب المؤقتين، بس مُجبر أخاك.

ختامًا، أنا صبية عمري 27 سنة، كنت بهتم بأدق تفاصيل التغذية والقيم الغذائية، وبمارس الرياضة منيح، ممكن أعمل أصعب تمارين الكارديو والهيت لمدة ساعة ونص، وبنفس اليوم أداوم سبع ساعات بدهم مجهود ذهني وبدني بعد كل هاد، كنت بروّح أحيانًا من دوامي مشي، وبكمل قراءة، وكلي طاقة ولسا عندي طاقة،

الآن بطلت قادرة أروح مشوار عبيت أخويا اللي بيبعد عنا مشي خمس دقائق، حتى المشي لآخر الغرفة بستثقله، وما في أي طاقة ذهنية لأي شيء إله علاقة بالعلم والثقافة.

والله لولا الإيمان.

والله لولا الإيمان.

#مجاعة_الشمال

مجاعة الشمال

تلك الشهادات الحية المذكورة أعلاه، دفعت عدد كبير من نشطاء ورواد مواقع التواصل الاجتماعي لاسيما منصتي "فيس بوك" و"إكس"، سواء في غزة أو خارجها للتفاعل على هاشتاقات مثل #مجاعة_الشمال، و# أنقذوا_ غزة_ من_ المجاعة، لعل تصل أصواتهم إلى المستهدفين لإنقاذ أهالي غزة من الموت جوعاً.

وقال الناشط مقداد جميل عبر منصة "اكس": "المجاعة تفتك بأهلنا في شمال #غزة، بينما يفتك بنا الحر. لا طعام لهم سوى الخُبز. لا شيء يُغذي الأطفال، لا شيء يفرحون به. مجاعة صامتة، تعوّد عليها العالم".

وأضاف: "أهلنا وأطفالنا يموتون من الجوع".

 ناشط آخر يكتب: "اللَّهُمَّ أطعمهم، اللَّهُمَّ أطعمهم، اللهم إنا نبرأ إليك من هذا الخذلان، نشهدك على هذا وأنت المطلع على القلوب #الشمال_يجوع، #انقذو_شمال_غزة، #مجاعة_الشمال، #شمال_غزة_يموت_جوعاً".

أما سمير مرعاوي فقد نشر: "اللهمّ إنّا نؤمن أنك قلت: يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته؛ فاستطعموني= أطعمكم، أخبرنا، ذلك نبينا ﷺ عن جبرائيل عنك يا ربّ، فاللهمّ إنّا نستطعمك لأهلنا في غزة وشمالها وقد اشتد جوعهم وخذلهم الناس، وبلغ بهم الجوع من الشدة ما لا يعلمه إلا أنت. فاللهمّ أطعمهم، اللهمّ أطعمهم، اللهمّ أطعمهم، ثم براءة إليك من هذا الخذلان، نشهدك على هذا وأنت المطلع على القلوب",

وأضاف: "#الشمال_يجوع، #الشمال_يتضور_جوعا 💔، #انقذو_شمال_غزة، #مجاعة_الشمال، #شمال_غزة_يموت_جوعاً".

وقالت هيئة إنقاذ الطفولة: "إن الأطفال في قطاع غزة يموتون من الجوع والمرض بأعلى معدل شهده العالم على الإطلاق".

وأضافت الهيئة على منصة "إكس"، أنه على الرغم من ذلك فإن الإمدادات المنقذة للحياة والتي يمكن استخدامها لعلاج الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية يمنع دخولها.

وتابعت: "نحن بحاجة إلى وقف إطلاق النار فوراً، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن لإنقاذ الأرواح".

 










 

اخبار ذات صلة