قائمة الموقع

بالفيديو والصور الحرب تنزع فرحة العيد من أطفال غزة ولهيب الخيام يحرق الأهالي أحياءً

2024-06-16T08:37:00+03:00
خيم للنازحين
فلسطين اليوم

بينما يستقبل العالم العربي والإسلامي عيد الأضحى المبارك اليوم، والاحتفال بطقوسه المتعددة، في شراء الملابس الجديدة، واحتفال ولهو الأطفال في المتنزهات والمتنفسات والأماكن الجميلة الشاسعة، وسماع التكبيرات تصدح من بيوت الله، ونحر الأضاحي، وخبز الكعك والمعمول، وزيارة الأقارب والجيران، إلا أن أهالي غزة على وجه العموم وأطفالها خصوصاً، لن يعيشوا تلك الأجواء، بسبب الحرب، والنزوح، والفقر المدقع، والآلام والجراح التي خلّفها جيش الاحتلال الإسرائيلي باستمرار حربه الدامية على القطاع للشهر التاسع على التوالي.

إلى جانب الحرب، فإن أكثر من مليون شخص يلتجئون للخيام المصنوعة من "القماش" و"النايلون"، اللذان يحولانها إلى "أفران" لاهبة، في ظل استمرار الأجواء الملتهبة والكتل الهوائية الحارة، وعدم وجود أي آلية تُساعد على تخفيض درجة الحرارة مع استمرار انقطاع التيار الكهربائي منذ بدء العدوان الدموي على غزة.

ويأتي عيد الأضحى المبارك هذا العام على أهالي غزة في خضم حرب تجاوزت ثمانية أشهر، أسفرت عن أكثر من 73 ألف شهيد وما يقارب من 85 ألف جريح، ودمار هائل لنحو 70% من المباني والبنية التحتية في القطاع.

عيد وحر وحرب

في إحدى خيام النزوح في منطقة المواصي غربي محافظة خانيونس، جنوب قطاع غزة، يقول الستيني خالد إسماعيل: إنه نسي تماماً أن عيد الأضحى المُبارك أقبل على الأمتين العربية والإسلامية، بسبب استمرار الحرب والدمار، والسكن في خيمة لهيبها يُجبره على مغادرتها من بدء ارتفاع حرارة الشمس حتى مغيبها، بالرغم من أنه كان ينتظر قدومه بفراغ الصبر في كل عام، ليحتفل وعائلته بطقوسه المختلفة.

خالد الذي نزح لـ 4 مرات، يضيف والعرق يتصبب من جبينه من شدة الحرارة، أنه يشعر بالحسرة لما مر به قطاع غزة من شهداء ودمار وخراب، وأن هذه الحرب حالت دون أن يحتفل رفقة عائلته بعيد الأضحى المبارك في منزله الكائن في مدينة غزة.

وتابع: "الحرب مستمرة في شهرها التاسع، إذ فقدنا فرص عملنا، لم تتبقى أي أموال معنا، لا أستطيع أن أشتري ملابس لأطفالي، أو أي شيء يفرحهم، وفوق كل هذا فإننا نعيش في خيام تشبه (الأفران) من شدة حرارتها.

ويختم بالقول: "كنت أتمنى أن يأتي العيد ونحن في بيوتنا، آمنون، مستقرون".

تستذكر النازحة أم جبر والحسرة لا تفارق وجهها الشاحب، طقوس عيد الأضحى، من ذبح الأضحية وزيارة الأقارب والأرحام، قائلة: "الحرب أخذت كل شيء، حتى فرحة العيد".

وتضيف: " غير أن ارتفاع درجات الحرارة تجلب مشكلة أخرى لنا تتمثل في الذباب والحشرات التي تنتشر داخل الخيام بأعداد كبيرة، كما إنها تحول خيامنا إلى جحيم لا يُطاق"، متسائلة: "كيف لنا أن نحتفل بقدوم عيد الأضحى وكل هذه الظروف تُحيط بنا".

حزن كبير

وتقول طفلة نازحة: "والله ما في شي بعبر عن فرحة العيد، لما بدت الحرب توقعنا تقعد يوم يومين، أسبوع أسبوعين، بس ما توقعنا انها تصل لهذا الحد، وهي كمان يومين جاي علينا عيد الأضحى، ما في عجول ولا حاجة نضحي فيها".

وتتابع: "الناس برا (تقصد خارج قطاع غزة)، بتفرح، وبتضحي، وبتوزع لحمة، وبجيبوا أواعي للعيد، احنا حوالينا بس دمار، وقتل، وشمس حارقة".

وتتابع: "الأعياد الماضية، كانت كتير حلوة، في يوم عرفة كنا نصوم، ونفرح لما نشوف العجول، ونروح نتفرج على ذبحهم، وكنا ناخد اللحمة ونروح نوزعها على القرايب والأحبة والجيران".

ويُمثل عيد الأضحى الذي يأتي في العاشر من ذي الحجة من كل عام وفق التقويم الهجري، مناسبة دينية واجتماعية، ويستمر لمدة أربعة أيام إذ يعد فرصة لتجمع العائلات وتبادل التهاني، وكما يمثل العيد للأطفال في غزة فرحة مختلفة إذ ينتظرون أن يفرغ الأهل من زيارة الأقارب ليتوجهوا مباشرة إلى صالات الألعاب لقضاء أوقات ممتعة.




 

اخبار ذات صلة