خبر زعيم أم سترة واقية..هآرتس

الساعة 08:29 ص|26 يونيو 2009

بقلم: يوئيل ماركوس

يوجد مشروب مميز في فرنسا يسمى "بي آند بي"، خليط من ليكير بندكتين والبراندي. الذواقة لا يجن جنونهم على هذا المزيج. لان احدهما دوما يسيطر على الاخر. فلا يكون الحاصل لا هذا ولا ذاك. عندنا ايضا ينكشف انه توجد لنا قيادة ب و ب ، بيبي وباراك، ليس واضحا من يسيطر على من.

الظاهرة السياسية المشوقة هي أنه بينما يحتج الكثيرون على ان بيبي لا ينجح في ان يختار لنفسه مستشارين طيبين وناطقين مناسبين والفوضى في مكتبه تزدهر – الحقيقة هي أن بيبي جعل باراك مستشاره الرئيس والناطق بلسان.

وها هو لتوه الغي اللقاء بين ميتشيل وبيبي في باريس، حين تبين أن ليس في رأي الحكومة ان تستجيب لمطلب الادارة وقف البناء في المستوطنات. واستدعى رئيس الوزراء باراك للسفر في بداية الاسبوع القادم للقاء ميتشيل وقيادة الادارة في واشنطن لتوحيد البث. وهذه خدمة للرئيس وكذا فرصة طيبة للعريس الشاب نسبيا لان يأخذ معه عقيلته نيلي للتعرف على الكبار والهامين، لحالة ان تكون حاجة لرزق آخر من رزق وزير الدفاع في حكومة اسرائيل.

عوزي برعام يقول ان بيبي جعل باراك مستشارا وفتى المهمات لديه على حد سواء. ويصف مراسل سياسي كبير مكانة باراك كاسداء المشورة لبيبي. المستشار الذي يسمح له بمهمات ليست في مسؤوليته المباشرة. ولا يزعجه ان يعرق بيبي في هذا الجحر المسمى مكتب رئيس الوزراء. وعندما سئل باراك لماذا يدافع عن بيبي كل الوقت اجاب: "هو سيفاجئنا، هو يحتاجني اكثر مما أنا احتاجه". ونتنياهو يشبه المقعد الذي يستند الى عكازتين. عكازة واحدة قديمة يمكنها ان تكسر في كل لحظة – والتي هي شمعون بيرس. وعكازة ثانية قوية ومتينة وهذه هي باراك. كان لبيبي تصريحان اثارا غضب  الادارة الامريكية. في اثناء لقائه مع برلسكوني في روما وصف بيبي ايران بانها التهديد الاكبر فأحرج بذلك ادارة اوباما التي تحاول تخفيض مستوى اللهيب في ايران والشروع في حوار معها. تفوه فاشل آخر لبيبي كان القول ان الانشغال بالمستوطنات هو اضاعة للوقت.

بينما يقول متيشيل وهيلاري كلينتون صراحة بان التفاهمات مع بوش في هذا الموضوع لا تنطبق وان على اسرائيل أن توقف البناء بجلاء قاطع، قال بيبي اننا قريبون جدا من تحقيق تفاهمات مع الامريكيين على أن يتواصل البناء في الكتل الكبرى. وهكذا، بدلا من اللقاء الذي الغي مع ميتشيل، يبعث بيبي ببراك الى واشنطن كمبعوث وكمستشار سياسي، وبالاساس كسترة واقية.

من اللحظة الاولى بعد عودته الى اسرائيل من امريكا بنى بيبي صورته كمن هو جدير بالعظائم إثر خدمته في وحدة هيئة الاركان الخاصة. قدامى وحدة هيئة الاركان يكشرون كلما تباهى بهذه الخدمة. صحيح أنه كان ضابطا جيدا، ولكنه ليس كثير المجد ولم يكن مشاركا في العمليات خارج حدود اسرائيل والتي اصبحت اساطير، مثل باراك. العلاقات بين عائلتي نتنياهو وباراك هائل المجد نسجت عندما كان باراك ونافا يسكنان في ذات المبنى الذي سكن فيه يوني نتنياهو.

منذ عاد نتنياهو، وغير اسمه الامريكي بنجامين نيتاي الى بنيامين نتنياهو وتنافسا الواحد ضد الاخر – بيبي هاجم العمل، ولكنه لم يهاجم باراك شخصيا. وحتى عندما ضربه باراك بالصدمة على ركبته في انتخابات 1999 اعترف بيبي في قلبه بان ايهود هو الاعلى بينهما وهجر لزمن ما السياسة.

بعد أن تغلب شارون على باراك بنصف مليون صوت وكذا باراك هجر حزبه كي يفعل لبيته، فقد باراك ثقته بنفسه وبحث عن احد ما يتعلق به. مريح جدا له ان بيبي رئيس الوزراء وهو وزير الدفاع؛ عمليا، يمكن للرجلين ان يكونا في ذات الحزب. باراك لم يكن ابدا مدمنا على معسكر السلام. في التصويت على اتفاق اوسلو ب مثلا امتنع عن التصويت – فاثار بذلك رئيس الوزراء اسحق رابين الذي قال في حينه انه انتهى مع ايهود باراك.

ولكن سواء بيبي أم باراك فانهما من النوع الذي يخدش وينجو. العمل كفيل بان ينهي وجوده بينما رئيسه مستشار لرئيس وزراء الليكود، يقول احد مستائي العمل. ومع ذلك فانه هنا المجال للذكر بان العلاقات بين اولمرت وباراك بدأت بتدخين السيجار جمعا، بتبادل الاراء المهنية عن الاقلام الثمينة والساعات الحديثة – ولكنها انتهت بتنحية اولمرت من الحكم بالمساعدة السخية من باراك.

مثلما تبدو الامور الان، فان الثنائي اللطيف سيواصل التحكم بحياتنا الى ان تنهي حركة العمل، التي باسمائها المختلفة أسست الدولة، مهمتها التاريخية مقادة من المقاول وايزمن شيري كمدير عام وايهود باراك كمستشار الليكود، منفذ اوامر بيبي ورئيس حركة آخذة في التبدد.