خبر وسط تحفظ الفلسطينيين وترحيب أمريكي ..إسرائيل تطلق يد قوات السلطة في 4 مدن بالضفة

الساعة 07:39 ص|26 يونيو 2009

وسط تحفظ الفلسطينيين وترحيب أمريكي ..إسرائيل تطلق يد قوات السلطة في 4 مدن بالضفة

فلسطين اليوم – رويترز

 وافقت إسرائيل على إطلاق يد قوات الأمن الفلسطينية للعمل في 4 مدن بالضفة الغربية في مسعى لمساندة خطة أمريكية تعزز موقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مواجهة حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة.

ونقلت وكالة رويترز للأنباء في وقت متأخر من مساء الخميس عن مسئولين فلسطينيين أن هذه الخطوة الإسرائيلية "غير كافية"؛ لأن الجيش الإسرائيلي لا يزال يحتفظ بحق الدخول إلى مدن بيت لحم ورام الله وأريحا وقلقيلية لمواجهة ما يسميه "أي تهديدات عاجلة" من جانب رجال المقاومة الفلسطينية.

ولا تحقق هذه الخطوة الإسرائيلية مطلب الفلسطينيين بسحب القوات إلى المواقع التي كانت تتمركز فيها قبل اندلاع الانتفاضة.

وتقول إسرائيل إن الهدف من قرارها الجديد مساندة محمود عباس في صراعه على السلطة مع حركة حماس.

وتزامن هذا القرار الذي يطلق يد قوات الأمن الفلسطينية للعمل في المدن الأربع مع مساعي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لتخفيف التوترات مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما، بشأن عملية السلام المتعثرة مع الفلسطينيين الناجم عن رفض إسرائيل دعوة واشنطن وقف البناء في المستوطنات اليهودية بالضفة المحتلة.

وقال مسئول عسكري إسرائيلي: "من اليوم تستطيع قوات الأمن الفلسطينية أن تعمل بحرية في مدن بيت لحم ورام الله وأريحا وقلقيلية؛ حيث ستظل القوات الإسرائيلية خارج هذه المدن".

غير أنه لفت إلى أن الجنود الإسرائيليين سيظلون مع ذلك قادرين على العمل داخل هذه المدن التي كانت ساحة اشتباكات خلال الانتفاضة الفلسطينية التي بدأت في عام 2000 "في حالات القنابل الموقوتة أو هجوم مخطط له"، في إشارة إلى حالة "الضرورة الأمنية العاجلة".

وقال بيان صدر في وقت لاحق من الجيش الإسرائيلي: "لم يتم نقل مسئولية الحفاظ على الأمن في هذه المنطقة" إلى قوات الأمن المؤيدة لعباس الذي يوجد مقر حكومته التي يساندها الغرب في رام الله.

وبحسب مسئولين فإن التغييرات التي وافقت عليها إسرائيل ستوفر لهذه القوات حرية أكبر في الحركة على مدار الساعة. وكانت إسرائيل تحد حتى الآن من هذه التحركات وخاصة أثناء الليل.

 

وأبدى مسئولو أمن أمريكيون وإسرائيليون ثقة متزايدة في قوات عباس التي شنت غارات مميتة على أعضاء بحماس في مدينة قلقيلية في وقت سابق من هذا الشهر.

لكن دبلوماسيين غربيين بارزين أبلغتهم الحكومة الإسرائيلية بالقرار قالوا إن قرار تخفيف القيود سيعاد تقييمه بعد أسبوع.

"خدعة"

وعارض مسئول أمني فلسطيني وصفته "رويترز" بالرفيع "محدودية" القرار الإسرائيلي، واصفا إياه بأنه "خدعة" علاقات عامة؛ لأنه "إذا كان سيحدث تغيير فيجب أن توقف القوات الإسرائيلية التوغلات، وألا تدخل بذريعة ما تسميه بالقنابل الموقوتة".

وطالب المسئول -الذي رفض نشر اسمه- إسرائيل بأن توقف كل التوغلات دون استثناء.

ويحصل أكثر من 1600 من رجال الأمن المؤيدين لعباس على تدريب تموله الولايات المتحدة منذ شهر يناير 2008. لكن حركة حماس التي سيطرت على قطاع غزة بعد أن هزمت قوات عباس في عام 2007 تعتبرهم متعاونين مع الاحتلال.

واتجهت إسرائيل ببطء نحو تأييد برنامج التدريب الأمريكي بوصفه اختبارا لقدرة عباس على كبح جماح رجال المقاومة كما هو منصوص عليه في "خارطة الطريق" للسلام عام 2003 في مقابل موافقة إسرائيل على إقامة دولة فلسطينية.

ولقي  القرار الإسرائيلي إشادة في واشنطن، ووصفه إيان كيلي المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، بـ"خطوات إيجابية"، قائلا إنه يتضمن إزالة بعض حواجز التفتيش لتيسير انتقال الفلسطينيين، لكن يجب بذل المزيد من الخطوات.

وفي إشارة تأييد لتمسك إسرائيل بإمكانية أن تدخل قواتها بحرية في المدن الأربع في الحالات الذي تراها "ضرورة عاجلة"، قال كيلي إن إسرائيل لها مخاوف أمنية "مشروعة" يجب مراعاتها.

وخفضت إسرائيل تدريجيا وجودها في أجزاء من الضفة الغربية خلال الأشهر الماضية، لكن الجيش ما زال يقوم بدوريات وغارات من حين لآخر لاعتقال فلسطينيين مطلوبين.

وتحت ضغط أمريكي أزالت إسرائيل في الآونة الأخيرة بعض نقاط التفتيش في الضفة الغربية، منها نقطة تفتيش عند مدخل مدينة أريحا. ومازالت مئات النقاط قائمة وهو ما يحد من تحرك وتجارة الفلسطينيين.