خبر مشعل يدعو أوباما لحوار مباشر غير مشروط

الساعة 04:28 م|25 يونيو 2009

فلسطين اليوم: دمشق : وكالات

عبر رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل مساء اليوم، عن رفضه الموقف الإسرائيلي الذي عبر عنه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في خطابه الأخير حول الحقوق الفلسطينية خاصة فيما يتعلق بالقدس واللاجئين والاستيطان والدولة الفلسطينية واشتراطها منزوعة السلاح، معتبراً ان الدولة التي تحدث عنها نتنياهو هي كيان مسخ.

وأكد مشعل خلال خطاب له من دمشق مساء اليوم وسط حضور جميع أعضاء المكتب السياسي، وقادة حماس في غزة "محمود الزهار، وخليل الحية، وأسامة حمدان)، على رفض ما يسمى يهودية إسرائيل، محذراً من أي تساهل فلسطيني أو عربي حيالها. وقال:" على الإدارة الأمريكية والرباعية أن تدرك أن غالبية قوى شعبنا وجماهيره لا تكترث لإطلاق عملية التفاوض. معتبراً أن التفاوض في ظل الموقف الإسرائيلي القائم عملية عبثية، داعيا إلى إنهاء الاحتلال ورفع الظلم عنه وانجاز حقوقه.

وشدد على أن قضية فلسطين ليست قضية حكم ذاتي وسلطة وعلم ونشيد وأجهزة أمنية وأموال من المانحين، بل هي قضية وطن وهوية وتاريخ وسيادة على الأرض، والقدس وحق العودة والأرض عندنا أهم من السلطة، لذلك فان البرنامج الذي يمثل الحد الأدنى لشعبنا هو قيام دولة فلسطينية وعاصمتها القدس ذات سيادة كاملة على حدود 67 وإزالة جميع المستوطنات وانجاز حق العودة، مؤكداً على الرفض القاطع للتوطين والوطن البديل خاصة الأردن، فالاردن هو الاردن وفلسطين هي فلسطين.

كما أكد مشعل على التمسك بالمقاومة كخيار استراتيجي لتحرير الوطن واستعادة الحقوق، قائلاً: لا يحق لأحد أن يحرمنا هذا الحق, وأن المقاومة السلمية تصلح من أجل الحقوق المدنية وليس لتحرير الأوطان. فالمقاومة المسلحة هي الحل لاستعادة الحقوق وإنهاء الاحتلال.

وحول خطاب اوباما تجاه حركة حماس قال مشعل نقدر لغة أوباما تجاه حماس وهي خطوة في الاتجاه الصريح نحو الحوار المباشر بلا شروط، وان التعامل مع حماس يجب أن يكون على أساس إرادة الشعب الفلسطيني وليس من خلال فرض الشروط كشروط الرباعية.

وأَضاف أن نتانياهو وحكومته قلبوا الطاولة في وجوه الجميع، متساءلاً لماذا تبقى خيارتنا مكشوفة؟ وأن الاعتدال الفلسطيني لم يقابل باعتدال إسرائيلي، وإنما هو الذي أوصل أركان حكومة متطرفة إلى الحكم كما أوصل عرفات إلى الحصار. داعيا زعماء العرب إلى اعتماد استراييجية جديدة، ونحن في حماس مستعدون للتعاون مع الدول العربية للعمل معا من أجل تنفيذها، وبهذا نفرض احترامنا على الاخرين .

وحول المصالحة الفلسطينية قال مشعل إن أهمية المصالحة الفلسطينية ليست ضرورية لكونها لاطلاق التسوية من جديد، وإنما هي أقدس وأغلى لكونها ضرورة وطنية لإنهاء الانقسام ومعالجة آثاره وتوحيد الصف الوطني، وتصليب الجبهة الداخلية في مواجهة الاحتلال، مؤكدا على أن قرار الحركة لليوم الأول على الانقسام "الذي فرض علينا" هو العمل على سرعة إنهاء الانقسام الفلسطيني وانجاز المصالحة من خلال الحوار الذي ترعاه الشقيقة مصر والتعاون مع جهودها .

وقال ان وفدا من الحركة سيذهب الى القاهرة يوم الاحد القادم وسيكون هناك جلسة مع وفد فتح لتذليل العقبات، وان للمصالحة مقتضات اهمها انجاز ملفات الحوار ووقف التدخلات الخارجية.

وأوضح أن العقبة الأساسية للحوار هي ما يجري في الضفة الغربية منذ عامين، فالمقاومة ووحدة الصف تدفع ثمنا في الضفة، فما يجري في الضفة خطة عمل ممنهجة تستهدف المقاومة وكل أجنحتها، وتنسق مع الاحتلال لقتلهم، وقد شملت الحملة اعتقال المئات من كوادر حماس الذين وصل عددهم إلى 880 من القيادات والرموز والطلبة والنساء.

 

واعتبر مشعل أن التغيير الذي طرأ على الخطاب الأمريكي يعود إلى الصمود في فلسطين ولبنان، والعراق، داعيا إلى اتباع التغيير الجيد باللغة إلى تغيير على الأرض.

وقال مشعل: إن خلاص الأمة يكون بيدها، وأضاف :"نحن لسنا أصحاب حق وقضية عادلة وأصحاب هذه الأرض فحسب بل نحن متجذرون في هذه الأرض منذ 6 آلاف سنة، ونحن من قدم العلم والثقافة والقيم الإنسانية للبشرية أجمع، ومن قدم قيم التسامح والتفاعل بين الحضارات وليس التصادم معها".

وأضاف :"نحن نلمس تغييرا في الخطاب الامريكي خاصة بعد خطاب الرئيس الامريكي اوباما في القاهرة، ونحن نقدر ذلك، ولكننا لانسحر بالخطابات وانما نريد تنفيذ السياسات على الارض، المطلوب من قادة الدول العظمى هي الأفعال الحازمة والمبادرات الجادة التي تعيد الحق لأصحابه وتنهي الاحتلال غير المشروع، وان قدرة أي إدارة أمريكية على كبح جناح إسرائيل لن تتحقق قبل جماح النفوذ الصهويني في قرار الإدارة الأمريكية".

واعتبر مشعل حديث اوباما عن تجميد الاستيطان" امرا جيدا ولكنه غير كاف".

وقال مشعل ان الغرب يتحمل مسؤولية كبيرة عن التطرف والعناد الاسرائيلي، قائلا:"أي عدالة يمكن ان يتفهمها اوباما في ظل قيام وطن قومي لليهود في فلسطين، وما ذنب الشعب الفلسطيني والشعوب العربية في هذا الوعد. فما زال شعبنا الفلسطيني يعاني من الظلم والقهر والمجازر من دير ياسين حتى غزة.

 

وأضاف أن غزة ما زالت تعاني من جريمة الحصار والاغلاق حيث يسقط جراء ذلك مئات الضحايا من المرضى والجرحى، وما زال يتوطأ الكثيرون على هذه الجريمة "الحصار".

وطالب مشعل بمصداقية الافعال باعمار غزة، وانهاء الحصار وترك المصالحة الفلسطينية تاخذ طريقها دون شروط خارجية، وترك الشعب الفلسطيني يقرر مصيره بيده.

الخميس2 رجب 1430 هـ

25 حزيران (يونيو) 2009م

 

بسم الله الرحمن الرحيم

قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (137) هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (138) وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139) إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140)

 آل عمران: 137 - 140

 

شعبنا الفلسطيني العظيم ..

أمتنا العربية والإسلامية العظيمة..

أيها الحضور الكريم ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،

 

فكم هو مؤلم أن يكون هناك مِنْ بيننا: فلسطينيين وعرباً ومسلمين مَنْ يحصر خياراته في حالة الترقب والانتظار، وكأن الخلاص سيأتي عبر خطابٍ هنا وخطاب هناك، في حين أن خلاص الأمة فيها وعندها وبإرادتها، فإذا حزمت أمرها فلا شيء يمكنه أن يقف في وجهها.

إننا لسنا أصحاب حق وقضية عادلة فحسب، ولسنا أصحاب الأرض الحقيقيين فحسب، بل نحن متجذرون منذ ستة آلاف عام في هذه الأرض المباركة، أرض الرسل والرسالات، والإسراء والمعراج، أرض المقدسات الإسلامية والمسيحية .. المسجد الأقصى وقبة الصخرة وكنيسة المهد وكنيسة القيامة .

ونحن مَنْ قدّم للعالم والبشرية العلم والحضارة والثقافة والقيم الإنسانية النبيلة .. قيم العدل والحرية والمساواة والرحمة والتسامح، وقيم التفاعل بين الحضارات وليس الصدام بينها.

فهل خلاصنا اليوم بات محصوراً في تلمس تغيير في اللغة الأمريكية، أو بحث عن فتات مسموم على مائدة المحتل اللئيم الإسرائيلي؟!

لقد جاءت إدارة أمريكية جديدة، وحصل تغيير في لغتها تجاه المنطقة .. ولكنّ السؤال: من أحدث هذا التغيير؟

إنه الصمود العنيد لشعوب المنطقة الحية حين قاومت في فلسطين ولبنان والعراق وأفغانستان ورفضت المحتلين وإملاءات الغزاة، فأحبطت سياسة الإدارة السابقة ومحافظيها القدامى والجدد، وحوّلت مغامراتها في الهيمنة والحروب الاستباقية إلى فشل ذريع وغرق في أوحال المنطقة وأزمات متلاحقة، مما دفع الناخب الأمريكي إلى خيار التغيير لحماية مصالحه.

وليس من أحدث أو أسهم في ذلك التغيير أولئك الذين قبلوا سياسة الإدارة السابقة وتساوقوا معها وبشّروا بها، ولو استمعت شعوب المنطقة لهم لنجحت سياسة بوش والمحافظين الجد، ولكانت أوضاع منطقتنا في حالة من السوء لا يمكن تصورها.

إننا نلمس تغييراً في النبرة والخطاب الأمريكي تجاه المنطقة وتجاه العالم الإسلامي، كما بدا في خطاب الرئيس أوباما في القاهرة، ونحن رحبنا بذلك، ونقدّر أي تغيير تقديراً موضوعياً، ولكننا لا نُسحر بالخطابات، فمفعول اللغة مؤقت وعابر، بل نبحث عن التغيير في السياسات على الأرض، وهذا هو معيار الحكم لدينا على المواقف والتغييرات.

إنّ المطلوب من قادة الدول العظمى والأكثر أهمية، هو الأفعال الحازمة، والمواقف الحاسمة، والمبادرات الجادة التي تعيد الحق لأصحابه، وتنهي الاحتلال غير المشروع، وليس المطلوب مجرد خطابات تبدي النوايا والوعود.

إن قدرة أي إدارة أمريكية على كبح جماح إسرائيل، وإيجاد حل حقيقي لإنهاء الاحتلال، لن تتحقق قبل كبح جماح النفوذ الصهيوني في مؤسسة القرار الأمريكي، وقبل تخليص السياسة الخارجية الأمريكية من أعباء التدخلات الإسرائيلية وأولوياتها المستنزفة والمورِّطة.

ومن يتابع التاريخ يعلم أن الرئيس أيزنهاور لم يقو على إلزام إسرائيل بالانسحاب من سيناء بعد العدوان على مصر عام 1956 إلا بعد أن تمرد على النفوذ الصهيوني في واشنطن.

إن الحديث الأمريكي اليوم عن تجميد الاستيطان وعن الدولة الفلسطينية أمر جيد، لكنه ليس جديداً، كما أنه ليس كافياً، فالأهم هو مدى الاستجابة لحقوق شعبنا، وحقيقة الدولة الفلسطينية وحدودها وسيادتها. لذلك فإن موقف إدارة أوباما بالنسبة لنا ما زال تحت الاختبار.

بعد خطاب أوباما، خطب نتنياهو، وأكّد عملياً استمرار توسيع المستوطنات، ونطق بكلمة الدولة الفلسطينية ولكن بعد أن أفرغها من مضمونها الحقيقي فهي مجرد حكم ذاتي تحت مسمى دولة، وأسقط حق شعبنا في القدس والسيادة على أرضه، ورفض عودة اللاجئين إلى ديارهم في فلسطين، بل دعا إلى حل قضيتهم حيث هم، أي بالتوطين خارج فلسطين، وهذا هو الموقف التقليدي له ولحزبه "الليكود" حول ما يسمى بالوطن البديل في الأردن.

ومع ذلك لم نسمع نقداً أمريكياً ولا أوروبياً لهذا الخطاب، بل ترحيباً واعتباره إيجابياً وخطوة إلى الأمام!!

فهل هذا هو المعنى المقصود بالتغيير الذي بشر به الرئيس أوباما في خطاباته؟

وأين هو التغيير في السياسات؟ أم أن الأمر ينحصر في حدود تغيير اللغة؟

وهل تريد إدارة أوباما بالفعل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي حتى خطوط الرابع من حزيران 1967، أم أن المطلوب مجرد استئناف المفاوضات وإطلاق ما يسمى بعملية السلام، ولتستريح أمريكا بعدها ويستريح العالم من صداع المنطقة؟ وكأَنّ المهم عندهم أن تكون هناك لعبة في المنطقة تشغل الناس وطبخة حصى لا يرجى منها شيء؟!

وإذا كان المفاوض الفلسطيني لم يستطع – طوال عامين من المفاوضات - الوصول إلى اتفاق مع أولمرت وليفني ولا حتى إنجاز ورقة مبادئ، وفشل من قبل مع كل الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، فهل سينجح مع نتنياهو؟ وكم سيحتاج من الوقت المهدور حتى يصل لحظة الحقيقة؟!

إن الغرب (أوروبا وأمريكا) يتحمل مسؤولية كبيرة عن التطرف والعناد الإسرائيلي، فلولا كل هذا الدعم المتواصل سياسياً وعسكرياً واقتصادياً لإسرائيل، لما وضعت نفسها فوق القانون والقرارات الدولية والمعايير الإنسانية.

نحن وإن رحبنا بالتغيير في لغة أوباما، لكننا بكل وضوح لم نتجاوز هذا الحد طالما بقي التغيير في حدود اللغة.

وحتى في إطار اللغة، هناك مشكلة، فقد تحدث أوباما باستفاضة عن معاناة اليهود ومحرقتهم في أوروبا، بينما تجاهَلَ الحديث عن معاناتنا وعن محرقة إسرائيل المتواصلة منذ عقود ضد شعبنا الفلسطيني، وآخر فصولها حربها البشعة والهولوكوست الحقيقي الذي ارتكبته قبل شهور قليلة ضد شعبنا في قطاع غزة، على الرغم من فظاعة ما حواه من قتل ومجازر أبادت مئات المدنيين الأبرياء، وقضت على عائلات بأكملها كعائلة (السمّوني)، إضافة إلى تدمير المنازل والمدارس والجامعات والمستشفيات، ومقرات المؤسسات الدولية، واستعمال واسع للأسلحة المحرّمة مثل اليورانيوم المنضب والفوسفور الأبيض الحارق؟!

وأية عدالة يمكن لأوباما أن يتفهمها في تعويض اليهود بوطن قومي مصطنع من خلال سرقة الوطن الفلسطيني وتدميره، ليعيش نصف شعبنا مذبوحاً تحت الاحتلال، ونصفه الآخر لاجئاً في مخيمات الشتات؟!

منذ مائة عام، وبفعل جرائم  الحركة الصهيونية وإسرائيل، ومن ساندها من دول الغرب الكبرى خاصة بريطانيا والولايات المتحدة، ما زال شعبنا الفلسطيني – يا سيد أوباما – يعاني من كل أشكال الظلم والقهر: الاحتلال والاغتيال والاعتقال، والمجازر كدير ياسين وقبية وصبرا وشاتيلا ومخيم جنين وغزة، إضافة إلى تهويد القدس وتدنيس المقدسات الإسلامية والمسيحية، وهدم المنازل والأحياء الفلسطينية في القدس وغيرها، وتهجير أهلها منها، وسرقة أراضي الضفة الغربية وملئها بالمستوطنات، وتقطيع أوصالها بالجدار والطرق الالتفافية ومئات الحواجز، فضلاً عن عشرات السجون الإسرائيلية التي تضم قرابة اثني عشر ألفاً من أبناء شعبنا رجالاً ونساءً وأطفالاً.

وما زالت غزة تعاني من جريمة الحصار وإغلاق المعابر وتأخير الإعمار، ويسقط جرّاء ذلك مئات الضحايا من الأطفال والنساء والمرضى، كالطفل فراس المظلوم، ورغم ذلك ما زال العالم يتفرج على هذه الجريمة الوحشية، بل ويتواطأ كثيرون على استمرارها تحت ذرائع واهية تناقض القيم الإنسانية والقيم التي يدّعيها العالم الحر!!

إن توازن اللغة ومصداقيتها أمر مهم، لكن الأهم والذي نطالب به هو مصداقية الأفعال، وهي تبدأ بإعمار غزة، ورفع الحصار عنها، ورفع الظلم  والضغط الأمني عن الضفة، وترك المصالحة الفلسطينية تأخذ طريقها دون شروط أو تدخلات خارجية، وتنتهي بمساعدة الشعب الفلسطيني على التخلص من الاحتلال واستعادة حقوقه، ليقرر مصيره بنفسه ويعيش حراً في وطنه ككل شعوب العالم.

إذاً حتى على صعيد اللغة، هناك حاجة إلى الكثير من التوازن في إدراك جذور الصراع ورؤية الجرائم الإسرائيلية بحق شعبنا، حتى يكتسب خطاب إدارة أوباما مصداقية حقيقية.

جماهير شعبنا وأمتنا ...

أيها الحضور الكريم ...

أما خطاب نتنياهو فشديد الوضوح، وليس غامضاً كما قال البعض؟ ونحن لم نفاجأ به، وكنا ندرك أنه سيحافظ على جوهر الخطاب الصهيوني التقليدي الرافض للحقوق الفلسطينية، ولكنه سيعمل على إظهار الانسجام مع ما طرحه أوباما من خلال التلاعب بالألفاظ، وهو ما حصل.

والآن وبعد أن انقشع الغبار، وتبخرت الأوهام التي علّقها البعض وهم في حالة الترقب والانتظار، وفي ظل التطرف الإسرائيلي المتزايد ضد شعبنا وحقوقه ومقدساته، لابد أن نضع النقاط على الحروف حول الموقف الفلسطيني:

1-      إننا نرفض الموقف الإسرائيلي الذي عبّر عنه نتنياهو حول الحقوق الفلسطينية جملة وتفصيلاً، خاصة ما تعلق بموضوعات القدس، وحق عودة اللاجئين، والاستيطان، والتطبيع مع العرب، ورؤيته للدولة الفلسطينية وأرضها وحدودها، واشتراطها منزوعة السلاح. فهذه الدولة التي تحدث عنها نتنياهو والمسيطر عليها براً وبحراً وجواً، هي كيان مسخ وسجن كبير للاعتقال والمعاناة، وليست وطناً يصلح لشعب عظيم.

2-      نؤكد على رفضنا لما يسمى بيهودية إسرائيل، ونحذر من أي تساهل فلسطيني أو عربي إزاءها، لأنها تعني إلغاء حق ستة ملايين لاجئ فلسطيني في العودة إلى ديارهم، وتهجير أهلنا في مناطق 48 عن مدنهم وقراهم.

إن دعوة قادة العدو إلى يهودية إسرائيل، هي دعوة عنصرية لا تختلف عن الدعوات الفاشية الإيطالية والنازية الهتلرية التي رفضها العالم وتجاوزها الزمان.

3-      على الإدارة الأمريكية والرباعية الدولية أن تدرك أن غالبية قوى شعبنا وجماهيره لا تشتري الأوهام والوعود، ولا تكترث بإطلاق عملية التفاوض، فالتفاوض في ظل الموقف الإسرائيلي القائم عملية عبثية لا طائل من ورائها.

والشيء الوحيد الذي يقنع هذه القوى والجماهير الفلسطينية ومن ورائها الأمة العربية والإسلامية، هو توفر إرادة وجهد أمريكي ودولي حقيقي ينصب على إنهاء الاحتلال ورفع الظلم عن شعبنا وتمكينه من حق تقرير المصير وإنجاز حقوقه الوطنية. وعندما تبادر إدارة أوباما إلى ذلك فإننا وقوى شعبنا سنكون مستعدين للتعاون معها ومع أي جهد دولي وإقليمي يصب في هذا المسار.

4-      قضية فلسطين ليست قضية حكم ذاتي وسلطة وعلم ونشيد وأجهزة أمنية وأموال من المانحين. قضية فلسطين هي قضية وطن وهوية وحرية وتاريخ وسيادة على الأرض، وهي كذلك القدس وحق العودة. والأرض عندنا أهم من السلطة، والتحرير قبل الدولة.

ولذلك فإن البرنامج الذي يمثل الحد الأدنى لشعبنا، وقبلناه في وثيقة الوفاق الوطني كبرنامج سياسي مشترك لمجمل القوى الفلسطينية، هو: قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس، ذات سيادة كاملة على حدود الرابع من حزيران عام 1967 بعد انسحاب قوات الاحتلال وإزالة جميع المستوطنات منها، وإنجاز حق العودة.

إن حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي هجّروا منها عام 1948، هو حق وطني عام وحق فردي يملكه بشكل شخصي خمسة ملايين لاجئ، ولا يستطيع أي قائد أو مفاوض التفريط فيه أو التنازل عنه.

وأغتنم هذه الفرصة للتأكيد على رفضنا القاطع للتوطين والوطن البديل، خاصة في الأردن الشقيق، فالأردن هو الأردن وفلسطين هي فلسطين، ولا بديل عن فلسطين إلا فلسطين، مع التأكيد على اعتزازنا بكل أرضنا العربية والإسلامية.

5-                  نؤكد على تمسكنا بالمقاومة، خياراً استراتيجياً لتحرير الوطن واستعادة الحقوق.

وليس من حق أي دولة في العالم أن تحرم شعبنا من حقه في مقاومة المحتل، فشعوب أوروبا مارست هذا الحق ضد النازيين، وكذلك أمريكا مارسته ضد الحكم البريطاني، وهكذا مارسته شعوب آسيا وإفريقيا التي تعرضت للاحتلال.

وأما المقاومة السلمية فتصلح للنضال من أجل الحقوق المدنية. أما في حالة الاحتلال العسكري المدجج بالأسلحة التقليدية وغير التقليدية فلا تصلح لمواجهته إلا المقاومة المسلحة، وهكذا لم يجد شعبنا بديلاً عنها لاستعادة حقوقه والتخلص من الاحتلال، خاصة وأن القوى العظمى على مدى ستين عاماً فشلت في إجبار إسرائيل على إنهاء احتلالها لأرضنا، بل فشلت حتى في إلزامها بالقرارات والمبادرات الدولية، مما أفشل مسيرة التسوية والمفاوضات خلال العَقْدين الأخيرين وأوصلها إلى طريق مسدود.

والمقاومة وسيلة وليست غاية، وهي ليست عمياء، بل ترى التغيرات الجارية. ولكن المقاومة ترى أيضاً أن التغيير على الأرض لا يتم بفعل التمني أو الاستجداء، ولا بفضل من يستكين لواقع الاحتلال أو الظلم، بل بفضل من يقاومه ويناضل ضده، ويقدم التضحيات لتحقيق أهدافه.

فلولا المقاومة والنضال ما تحررت شعوبنا العربية والإسلامية من الاستعمار الحديث، ولا تحرر الشعب الفيتنامي وشعب جنوب إفريقيا على سبيل المثال.

وهنا في واقعنا الفلسطيني، فالاعتراف الدولي والإسرائيلي بمنظمة التحرير الفلسطينية جرى بفضل مَنْ ناضل وضحى في مسيرة الثورة الفلسطينية وفي الانتفاضة الأولى، وليس بفضل من تخلّى عن البندقية واختار طريق المساومة والمفاوضات، وحوّل لعبة التفاوض إلى هدف دائم بصرف النظر عن الثمن والجدوى وما يفعله العدو على الأرض، بل وقبل التعاون مع العدو ضد شعبه!!

حتى تجارب الشعوب في مواجهة الظلم أو التمييز العنصري أو الدكتاتورية بطرق سلمية لعدم وجود احتلال أجنبي، فإن النضال كان هو الطريق أيضاً، فبفضل مَنْ لم يستكينوا لواقع التمييز العنصري في الولايات المتحدة، بفضل نضالهم وتضحياتهم وإصرارهم وأحلامهم وصلوا إلى انتخاب رئيس من أصول أفريقية، ولم يجر ذلك بفضل مَنْ استكانوا لإملاءات المؤسسة الحاكمة في الولايات المتحدة.

6-      إننا نقدّر لغة أوباما الجديدة تجاه حماس، وهي خطوة أولى في الاتجاه الصحيح نحو الحوار المباشر بلا شروط، ونحن نرحب بذلك.

إن التعامل مع حماس ومع قوى المقاومة الفلسطينية يجب أن يكون على أساس احترام إرادة الشعب الفلسطيني واختياره الديمقراطي، وليس من خلال فرض الشروط، كشروط الرباعية! ففرض الشروط على الآخرين أمر تعسفي وغير لائق بالشعوب الحرّة.

إنّ هذه الشروط جُرّبت قبل ذلك وفرضت على غيرنا وقبل بها ومع ذلك لم تنته المشكلة، ولم تتقدم القضية الفلسطينية بل تفاقمت معاناة شعبنا، واستمر الاحتلال والعدوان، وتضاعف الاستيطان، وزاد عدد المعتقلين في سجون الاحتلال.

ثم إنّ هذه الشروط لا نهاية لها، فبعد كل التزام بها من المفاوض الفلسطيني يُطْلَبُ منه شروط جديدة. فمثلاً بعد أن كان الشرط الاعتراف بإسرائيل، أصبح الشرط على الفلسطينيين الاعتراف بيهودية إسرائيل، وأن القدس عاصمتها الأبدية، والتنازل عن حق العودة، وبقاء الكتل الاستيطانية، وأن يتخلوا عن المقاومة بل ويعملوا بأنفسهم على قمعها وملاحقتها ونزع سلاحها!!

وهنا أود التأكيد على أمر بالغ الأهمية، وهي رسالة على الجميع أن يدركها جيداً، وهي أنّ أولوية حماس ليس اعتراف الآخرين بها، ولكنْ اعترافهم بحقوق شعبنا وحقه في تقرير المصير. فالقضية مقدمة على الحركة، ومصلحة الوطن فوق كل المصالح، ولا يحق لأية قيادة أن تجعل ثمن الاعتراف بها التنازل عن الحقوق والمصالح الوطنية.

7-      نتنياهو وأركان حكومته قلبوا الطاولة في وجوه الجميع، فلماذا تبقى عروضنا المستهلكة ومواقفنا المكرورة على الطاولة؟! ولماذا تبقى خياراتنا مكشوفة بلا أي هامش في المناورة أو رصيدٍ من أوراق القوة؟!

إن الاعتدال الفلسطيني والعربي لم يقابل باعتدال إسرائيلي، وإنما بالمزيد من التشدد الذي أوصل رجال عصابات من طراز ليبرمان إلى سدة الحكم، فيما أوصل ياسر عرفات إلى الحصار والاغتيال على يد شارون!!

ومن هنا، ورداً على الصلف الإسرائيلي وتشدده واستهانته بنا وبحقوقنا، فإننا ندعو الزعماء العرب إلى اعتماد استراتيجية فلسطينية عربية جديدة تفتح الخيارات، وتجمع بين المقاومة والسياسة، وتستجمع أوراق القوة اللازمة، وهي موجودة حين تتوفر الإرادة.

ونحن في حماس وقوى المقاومة الفلسطينية مستعدون للتعاون والشراكة مع الدول العربية في بناء هذه الاستراتيجية الجديدة، والعمل معاً من أجل تنفيذها بما يحقق مصالح الأمة وحقوقها، ويحمي مستقبلها، ويرفع شأنها بين الأمم.

 وبهذا وحده نفرض احترامنا على الآخرين، وتصبح هناك فرصة حقيقية لاستعادة حقوقنا. أما إظهار المزيد من العجز والتنازلات التي لا نهاية لها، فلا نتيجة لها إلا المزيد من الإهانة وتآكل حقوقنا وكرامتنا، وإعطاء أعدائنا رسالة ضعف تدفعهم إلى المزيد من التشدد والضغوط المتواصلة علينا.

8-                  وفي هذا السياق تأتي أهمية المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام.

إن أهمية المصالحة الفلسطينية ليس لكونها ضرورية لعملية التسوية وإطلاق المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية من جديد، كما قد يراها البعض. وإنما لكونها ضرورة وطنية لإنهاء الانقسام ومعالجة آثاره، وتوحيد الصف الفلسطيني وإعادة اللُحمة إلى نسيجه الاجتماعي، وتصليب الجبهة الوطنية الداخلية في مواجهة الاحتلال وقيادته المتطرفة، وما يشكله من خطر على أرضنا وحقوقنا ومقدساتنا.

ونؤكد هنا أن قرار الحركة في كل مؤسساتها القيادية، هو العمل على سرعة إنهاء الانقسام الداخلي وإنجاز المصالحة الوطنية، من خلال الحوار الفلسطيني الذي ترعاه الشقيقة مصر، والتعاون مع جهودها ومع كل جهد عربي أو إسلامي يصب في خدمة هذا الهدف.

وفي هذا السياق سيذهب وفد الحركة إلى القاهرة بعد يومين لاستئناف الحوار مع الإخوة في حركة فتح، بهدف تذليل العقبات التي ما زالت تعترض مسيرة المصالحة.

إنّ للمصالحة الفلسطينية الحقيقية مقتضيات، أهمها إبعاد التدخلات والاشتراطات الخارجية، وإنجاز ملفات الحوار كرزمة متكاملة تطبق في الضفة والقطاع على حد سواء.

لكن العقبة الرئيسة التي ما زالت تعرقل جهود المصالحة هي ما يجري في الضفة الغربية منذ عامين!!

إنه لمن المؤلم أن نضطر للحديث في هذا الشأن الداخلي في الوقت الذي نواجه فيه التحدي الصهيوني بأخطر مشاريعه، لكنّ تفاقم الحالة وبشاعة مظالمها يضطرنا لدق ناقوس الخطر. والله تعالى يقول " لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلاّ من ظلم".

كما أن تصاعد هذه الحالة على نحو خطير بات يهدد المصلحة الوطنية والثوابت الفلسطينية خاصة حق المقاومة، ولم يعد مجرد إشكال داخلي عابر.

وقد أرسلنا لزعماء الأمة ومسؤوليها مذكرة مؤلمة عن تلك الممارسات القمعية التي  تقوم بها السلطة وحكومة سلام فياض وأجهزتها الأمنية تحت إشراف الجنرال الأمريكي دايتون.

ما يجري في الضفة الغربية خطة عمل ممنهجة تستهدف المقاومة وسلاحها والمناضلين من كل الأجنحة العسكرية، وتنسق أمنياً مع الاحتلال لأجل اعتقالهم أو قتلهم، وما جرى في قلقيلية قبل أسابيع كان غيضاً من فيض، والمثل الصارخ على المشهد المؤلم.

وهذا السلوك يستند للأسف إلى مراسيم صدرت، تعتبر كل تنظيم يقاوم الاحتلال تنظيماً غير شرعي، وخارجاً عن القانون.

وتشمل الحملة اعتقال مئات القيادات والكوادر من حركتي حماس والجهاد الإسلامي، وصل عددهم من حماس وحدها حتى الآن أكثر من 830، غالبيتهم من القيادات والرموز والعلماء والطلبة وأساتذة الجامعات ورجال الأعمال. وكثير من هؤلاء المعتقلين يتعرضون لتعذيب بشع أدى إلى وفاة البعض منهم، ونقل الكثيرين إلى المستشفيات!!

وشملت الاعتقالات عدداً من الأخوات، ما زلات خمس منهن يتعرضن للشبح والتعذيب.

إن ما يجري عملية سحق وحملة شاملة لاستئصال حماس وقوى المقاومة في الضفة الغربية لم يحدث مثيل لها منذ عام 1967، وتشمل إلى جانب الاعتقالات وتفكيك التنظيم، إغلاق المؤسسات المدنية والخيرية والتعليمية والإعلامية ولجان الزكاة والأندية، ووضع اليد عليها، وملاحقة أموال أسر الشهداء والمعتقلين!!

وكما كان الجنرال دايتون ومن عملوا معه السبب الأهم في الانقلاب على حكومة الوحدة الوطنية التي تشكلت على أساس اتفاق مكة عام 2007، فإن ما يفعله دايتون اليوم والأجهزة الأمنية الفلسطينية التي بناها ويشرف عليها، يشكل العقبة الأكبر أمام نجاح المصالحة الفلسطينية.

ويكفي أن تقرأوا محاضرته في معهد واشنطن يوم السابع من مايو أيار الماضي لتعرفوا خطورة ما يقوم به هذا الجنرال، وافتخاره ببناء رجال فلسطين الجدد، وتفكيكه للمقاومة في الضفة بالتنسيق مع الجيش الإسرائيلي.

إنني أدعو الرئيس أوباما إلى سحب الجنرال دايتون من الضفة وإعادته إلى الولايات المتحدة، وذلك انسجاماً مع روح التغيير التي تنادون بها، ولأن بناء سلطة قمعية على رؤوس شعبنا يتناقض تناقضاً صارخاً مع مبادئ الديمقراطية التي تبشرون بها.

إن ضرب المقاومة وتدمير البنى التنظيمية والمؤسسات الوطنية في الضفة الغربية، لا يخدم أمن شعبنا ولا مصالحه، بل هو خدمة مجانية لأمن الاحتلال الإسرائيلي. فلماذا هذا التفاخر بتنفيذ الالتزامات الأمنية الفلسطينية – مجاناً – وفق خارطة الطريق سيئة الذكر والمرفوضة وطنياً، في الوقت الذي لا ينفذ المحتل الإسرائيلي شيئاً منها؟! ويستمر ذلك حتى في عهد حكومة نتنياهو – ليبرمان الأكثر تطرفاً؟!

وهل السعي لإنجاز تسوية للقضية وبناء دولة فلسطينية يكون عبر تدمير الذات الفلسطينية، والقضاء على أوراق القوة وعوامل الصمود المتاحة لشعبنا الفلسطيني؟!!

لقد أبلغنا الإخوة في مصر ضرورة إنهاء ملف المعتقلين في الضفة، ووقف الحملة والانتهاكات الأمنية حتى نوفر الأجواء النقية التي تسمح بنجاح الحوار وتحقيق المصالحة الوطنية بصورة حقيقية.

ورغم جهود مصر وسوريا، ودول عربية أخرى، إلا أن ما يجري حتى الآن على الأرض مجرد تصريحات إعلامية تتحدث عن الإفراجات، لكن بلا مصداقية، وحين يفرج عن أعداد قليلة من المعتقلين يتم اعتقال أضعافها في ذات الوقت.

إننا نؤكد من جديد حرصنا على تحقيق المصالحة، ومن أجل ذلك فإننا نطالب الأشقاء في مصر والعرب جميعاً، إلى المبادرة العاجلة لإزالة هذه العقبة التي تعطل المصالحة الفلسطينية من ناحية، وتدمر مصالح شعبنا ونسيجه الوطني من ناحية أخرى.

9-      هناك ملف وطني مؤلم لشعبنا أشد الألم، وهو ملف الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال، والذي يصل عددهم قرابة اثني عشر ألف أسير وأسيرة. منهم 400 طفل أصغرهم وهو أصغر سجين في العالم الطفل يوسف الزَّق (عمره سنة وثلاثة شهور)، مع أمه الأسيرة فاطمة الزَّق، وزهاء 75 أسيرة تقضي بعضهن أحكاماً مؤبدة كالأخوات أحلام التميمي وقاهرة السعدي وسناء شحادة، إضافة إلى عشرات ومئات القيادات والرموز الوطنية ذات الأسماء المعروفة واللامعة.

إننا ما زلنا نعمل من أجل الإفراج عن هؤلاء جميعاً بكل الوسائل، وخضنا مفاوضات غير مباشرة شاقة لإتمام صفقة تبادل يرضى عنها شعبنا، لكن التعنت الإسرائيلي عطّل كل الجهود. ونحن ما زلنا مستعدين لإنجاز صفقة تبادل للأسرى، وخيار نتنياهو الوحيد لاستعادة شاليط هو صفقة تبادل جادة، أما خيار التشدد فنتيجته الفشل كما فشل سلفه أولمرت.

ونؤكد أن خيارات المقاومة الفلسطينية مفتوحة لتحرير الأسرى، وللتذكير ففي مثل هذا اليوم الخامس والعشرين من حزيران قبل ثلاث سنوات تم أسر الجندي شاليط في وسط المعركة.

وفي هذا السياق نتوجه باسمكم جميعاً بالتهنئة للأخ الدكتور عزيز دويك رئيس المجلس التشريعي وكذلك للأخ جمال حويل، بمناسبة الإفراج عنهما من سجون الاحتلال.

إن عودة الدكتور دويك إلى شعبه وأهله، وبما يمثله من موقع ورمزية على رأس الشرعية الفلسطينية، بشارة خير وكسب كبير، متمنين الحرية لبقية الأسرى وعودتهم إلى أحضان شعبهم وإلى ساحة النضال من جديد.

10-     وأخيراً، فرغم جراحنا النازفة، وآلامنا القاسية، واختلال ميزان القوى لصالح عدونا، فإن إسرائيل اليوم لن تهزم شعبنا ولا أمتنا. فقد فشلت في حربها النازية على غزة جرّاء الصمود الأسطوري للشعب والمقاومة، كما فشلت من قبل في لبنان، وبدأ التحول في الرأي العام العالمي ضد إسرائيل، في حين تقف شعوب الأمة العربية والإسلامية كلها مع فلسطين ومع المقاومة.

إننا ندعو إلى المزيد من المقاومة والصمود، وحركة الشعوب والجماهير، والحراك السياسي الواعي المنضبط في إطار الثوابت والحقوق الوطنية والمصالح العربية، مع الثقة بالنفس والتوكل على الله تعالى، فذلك وحده الذي سيقربنا من لحظة الانتصار بإذن الله، وإنجاز مشروعنا الوطني في التحرير و الحرية وتقرير المصير، واستعادة الحقوق والمقدسات.

كما ندعو جميع الفعاليات الفلسطينية والعربية والإسلامية والدولية إلى استئناف برامجها ومبادرتها الجريئة لكسر الحصار الظالم عن غزة، وتفعيل برامجها لصالح القدس ومقدساتها وما تتعرض له من تهويد وهدم وتهجير، ومواجهة الاستيطان والجدار، ولصالح ملف الأسرى والمعتقلين.

وسنكون دائماً مع شعبنا وقواه المناضلة، ومع أمتنا جميعاً، في خندق واحد ضد عدونا المشترك، الكيان الصهيوني.

تحية إلى شعبنا الفلسطيني الصامد والمجاهد داخل فلسطين وخارجها، ..

وإلى جماهيرنا العربية والإسلامية، وإلى أحرار العالم الذين تضامنوا معنا، ..

وإلى من وقف معنا من الدول والحكومات على الصعيد العربي والإسلامي والدولي.

والله أكبر والنصر لشعبنا وأمتنا.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.