خبر «حماس» في زمن التحوّلات ..حسام كنفاني

الساعة 09:40 ص|25 يونيو 2009

ـ الأخبار اللبنانية 25/6/2009

«حماس» لا شك مشغولة في المرحلة الحالية في مراقبة التحوّلات من حولها، وتدرك أنه لا يمكن مجاراتها إلا في سياق تحوّل في الحركة الإسلامية نفسها، ولا سيما أنها لم تعد حركة مقاومة فقط، بل باتت جزءاً من تركيبة السلطة والحكم في الأراضي المحتلة، وبات من المستحيل عليها العودة إلى الوراء والتمترس خلف ساتر المقاومة فقط.

«حماس» تراقب حركة الانفتاح الأميركي على سوريا، والمصالحة بين دمشق والسلطة الفلسطينية، التي تجلّت في اللقاء الأخير بين الرئيسين بشار الأسد ومحمود عباس الذي وصف بـ«الأنجح»، وكان من تداعياته إلغاء خطاب لرئيس المكتب السياسي لـ«حماس»، خالد مشعل.

كما أن الحركة الإسلامية مهتمة بتطورات الوضع على الساحة الداخليّة الإيرانية، وكان لافتاً صمت قادتها وإحجامهم عن الإدلاء بأي تصريح منذ اندلاع الاحتجاجات ضد نتائج الانتخابات، رغم أنهم كانوا السبّاقين في اليوم التالي للاقتراع إلى تهنئة الرئيس «المنتخب» محمود أحمدي نجاد.

بين طهران ودمشق، يبدو أن «حماس» تتلمّس تغييرات في السند الذي تعتمد عليه، إضافةً إلى حرصها على تحسين العلاقة مع القاهرة، في ظل الأنباء عن صفقة بين النظام والإخوان المسلمين لمرحلة ما بعد حسني مبارك.

معطيات تفرض على «حماس» التعاطي بطريقة مختلفة مع المرحلة المقبلة. تعاطٍ بدأت بوادره مع المقابلة الأخيرة لمشعل مع «نيويورك تايمز»، التي جدّد خلالها عرض الموافقة على حل الدولتين مؤقتاً، وهو ما عاد وطوّره إسماعيل هنيّة حين قبل بالدولتين من دون الحديث عن هدنة العشر سنوات، أي قبول دائم غير مرتبط بفترة زمنية محدّدة.

كلام هنيّة جاء بعد لقاء جيمي كارتر، وتوضّحت مقاصده بعد الكشف عن مبادرة الوساطة مع أوباما، التي عرضها كارتر على الحركة. وساطة تشترط الموافقة الخطية على المبادرة العربية والنتائج السياسيّة لـ«خريطة الطريق»، أي الدولتين و«وقف العنف». وإذا كان العنصر الأوّل تكفّل به هنيّة، فإن مستشار وزارة الخارجيّة في حكومة غزّة، أحمد يوسف، تولّى الجزء الآخر، حين شدّد في دراسة لمعهد «كارنيغي للشرق الأوسط» على «تحرير فلسطين بالطرق السلميّة» ومساهمة الحركة في «خلق عالم خالٍ من العنف».

ملامح التحوّل بدأت بالظهور، وقد تتبلور بعد السابع من تموز، موعد إنهاء الانقسام.