خبر نتنياهو ضد (هرتسل وجابوتنسكي)- هآرتس

الساعة 08:55 ص|25 يونيو 2009

بقلم: يسرائيل هارئيل

 (المضمون: نتنياهو يتنكر لمبادىء الصهيونية التي يرفع شعارها ويخصخص اراضي الدولة - المصدر).

تأسس في الكونغرس الصهيوني الخامس في عام 1901 صندوق الكيرن كييميت لاسرائيل. بنيامين زئيف هرتسل أبو الصهيونية صرح (والكونغرس صادق بالاجماع) بأن اراضي الكيرن كييميت ستكون (ملكية ابدية للشعب اليهودي) وان "الشعب اليهودي سيكون دائما صاحب مؤسسة الكيرن كييميت الامر الذي يحوول دون استخدام الارض لاغراض تخالف هدف المؤسسة". في هذا الاسبوع بعد 108 اعوام من ذلك التاريخ قدم رئيس وزراء اسرائيل الى الجمعية العمومية لمؤسسة الكيرن كييميت وطالب النواب بالمصادقة على قرار ادارة الكيرن كييميت بتمرير الاراضي والعقارات التي اشتريت بالفلوس مقابل مليارات الشواكل طبعا لملكية ادارة اراضي اسرائيل.

وبما ان الحكومة قررت قبل شهر خصخصة ادارة اراضي اسرائيل، لن تبقى اراضي الكيرن كييميت "ملكية ابدية للشعب اليهودي" كما صرح مؤسسوها. وبما ان اغلبية اراضي الكيرن كييميت موجودة في وسط البلاد فسيكون بامكان حيتان العقارات من الان فصاعدا افتراسها – وسيصل ثمن الشقق السكنية الى ارقام خيالية لا يستطيع من لا ينتمون للشريحة الثرية العليا اقتنائها.

لم يتساءل احد من اولئك الذين يعرفون الوضع في الكيرن كييميت كيف تتجرأ ادارة هذه المؤسسة على خيانة أمانة الوديعة التي أودعتها الحركة الصهيونية ومؤسسات الدولة بيديها. مسؤولون كبار في الكيرن كييميت يقولون ان الفساد والعفن والترف تفشيا في هذه المؤسسة وأنها بحاجة للمليارات حتى تمول ترف عيش موظفيها (الاجر في مؤسسة الكيرن كييميت هو من اعلى الاجور في القطاع العام) وبالاساس مدراء هذه المؤسسة.

ان كانت لا تنقذ الاراضي كماكانت تفعل وان كانت تتنازل عما يوجد بيديها للخصخصة – فليست هناك جدوى اذا من وجود هذه المؤسسة باستثناء بقاء جهاز طفيلي يمول من خلال اموال الخصخصة. منذ عام 1961 وخصوصا من اجل التوفير في الجهاز، تدار اراضي الكيرن كييميت من قبل ادارة اراضي اسرائيل. الميثاق الاحتفالي الذي وقعته الحكومة مع الكيرن كييميت يفيد بان الادارة ستحافظ "على المبدأ الاساسي للكيرن كييميت لان العقارات ستبقى ضمن ملكية الشعب... والكيرن كييميت ستواصل العمل كمؤسسة تابعة للهستدروت الصهيوني في البلاد والشتات... لانقاذ الارض وتخليصها". من الممكن أن نرى الدرجة التي تدهورت اليها ادارة الكيرن كييميت اليوم.

بنيامين نتنياهو واسع الاطلاع على مؤلفات هرتسيل والصهيونية وفقا لرؤيته مضافا اليها القيمة الاضافية من اسهام زئيف جابوتنسكي والتي هي نبراس أمام عينيه. لا يتجرأ أحد من كبار حزبه، وكم هذا غريب، على الوقوف في طريقه رغم ان الوزراء و اعضاء الكنيست يعضون على شفاههم في المحادثات الخاصة.

ان كانت الادارة بحاجة لثورة انقلابية وهي تحتاجها فعلا – وليست هناك حاجة لقذف الجنين مع الماء. وبالتأكيد ليست هناك حاجة لقذف مياه الكيرن كييميت معهما ايضا.

حتى ان نجح نتنياهو في الضغوط الهائلة التي يمارسها على نواب مؤسسة الكيرن كييميت في البلاد والشتات وخضع هؤلاء لاملاءاته، فعليه ان يجتاز عقبة عالية اخرى – الغاء القانون الاساس: عقارات اسرائيل. "عقارات اسرائيل هي عقارات تعود للدولة"، جاء فيه، "وهي تابعة لسلطة التطوير او للكيرن كييميت باسرائيل. ملكية هذه العقارات لا تنقل سواء في البيع او باي طريقة اخرى لطرف اخر".

اي ان اراضي الادارة ايضا ("والارض لن تباع للابد") وفقا للقانون وهي غير قابلة للخصخصة.

عقارات اسرائيل هي ثرورة وطنية مقيدة ومن المحظور والخطير المتاجرة بها. خصوصا ان الاجانب يوجهون أبصارهم اليها من أجل نقلها لاطراف تتنكر لهوية اسرائيل كدولة يهودية. الاغلبية في الحكومة والكنيست وهذه امور تأكدنا منها تعارض هذه الخطوات. هذه الاغلبية ملزمة بالوقوف في طريق هذه النوايا والتصويت ضد الغاء أهم نقاط القانون الاساسي: اراضي اسرائيل.