خبر ستة اوراق للصيف- هآرتس

الساعة 08:11 ص|24 يونيو 2009

بقلم: الوف بن

 (المضمون: نتنياهو قام بخطوات داخلية حاذقة حسنت من مكانته وحشرت المعارضة في الزاوية - المصدر).

لبنيامين نتنياهو: قدراتك كقائد دولة ما زالت بحاجة للتأكيد والبرهان في مواجهة براك اوباما، ولكنك صاحب ومضات على المستوى السياسي الحزبي. "خطاب بار ايلان" حشر تسيبي لفني في الزاوية بعد ان انتزعت منها مواقفها. لفني طالبت عبر السنين بأن يعترف الفلسطينيون باسرائيل كدولة يهودية وان تكون فلسطين المستقبلية منزوعة السلاح. هذه المطالب مسجلة على اسمك من الآن فصاعدا ولفني مشلولة في المعارضة ولا قدرة لديها على مهاجمتك. هي لن تتجرأ على الدعوة لتجميد المستوطنات بعد براك اوباما خشية ان تظهر كيسارية جدا.

حقا انها لمناورة جميلة منك ولكن الاهم منها تلك العظمة التي القيتها للمستوطنين من خلال تعيين احد قادتهم (اوري اريئيل) في لجنة اختيار القضاة. المستوطنون اعتبروا ذلك اكثر جوهرية وتأثيرا من تصريحك حول الدولة الفلسطينية. هدف اليمين الاساس في الولاية الحالية هو تحطيم ما يبدو في نظره هيمنة يسارية على محكمة العدل العليا. هذا آخر معقل واحتلاله يعتبر استكمالا لانقلاب (1977) وهذا أهم للمستوطنين من احتلال جبل او بؤرة استيطانية جديدة، يتبين انك لم تتنازل عن صراعك ضد "النخب" وانما اخذت تعالجها نخبة نخبة، كل على حده. الآن اصبح الجهاز القضائي في دائرة الاستهداف بعد ان قلصت قوة مسؤولي وزارة المالية. هذا سلوك استذكائي جدا.

لتسيبي لفني:- الاعيب الخصام التي تقوم فيها المعارضة مع الائتلاف كانت بلا داع، وغير مفهومة للناس وادت الى حشرك في زاوية ضيقة كان من المحظور عليك ان تدخلي اليها. بدايتك، كقائدة دولة كانت جيدة وعليك ان تحافظي على هذه الصفة وان لا تقعي في اغراء التفاهات. ولتتركي السياسة الصغيرة والتركيز على النظام الداخلي للكنيست لحاييم رامون وتساحي هنغبي وداليا يتسيك، ومن الافضل القيام بذلك من وراء الكواليس وليس من خلال عدسات الكاميرا. لتحتفظي بمكانتك الاعتبارية للصراعات الجماهيرية التي تظهر الخير من الشر بصورة واضحة، والا فانك ستحقرين نفسك وتبتذليها.

لعلي خامنئي:-  كيف يمكن ان نعرف انك ونظامك في ورطة؟ ببساطة كبيرة:- في خطابك الاخير في يوم الجمعة اتهمت اسرائيل (مع بريطانيا والولايات المتحدة) بتأجيج المظاهرات ضد نتائج الانتخابات في ايران من خلال "وسائل الاعلام التي يسيطر عليها صهاينة قذرون". انت تذكرني بشمعون بيرس الذي اتهم ايران بالعمل على ايصال الليكود للحكم من اجل وقف عملية السلام عندما خسر امام بنيامين نتنياهو في الانتخابات. بيرس اختبأ من وراء رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية بوغي يعلون الذي طرح الامر في مؤتمر صحفي كتقدير استخباري مهني. الا ان ذلك لم يسعفه شيئا. نظامه سقط وسقطت معه اتفاقيات اوسلو. من الناحية الاخرى ما زال بيرس في الحكم وما انفك يعتبر نفسه قائدنا الروحي.

للجنة رؤساء الجامعات:- انتم تشتكون من تقليصات الميزانية والضرر الذي تلحقه بالتعليم العالي والابحاث ولكن علاقاتكم العامة في صعود. اوباما القى خطابه في جامعة القاهرة فحذا نتنياهو حذوه والقى خطابا جوابيا في جامعة بار ايلان وخامنئي القى خطابه في جامعة طهران وحتى سلام فياض قام بالقاء خطابه في جامعة بيت لحم (هكذا في الاصل – المصدر). المؤسسات الاكاديمية قد تكون فقيرة الا انها ذات صورة جيدة.

لاوري اريئيل:- ما ان سخنت مقعدك في لجنة اختيار القضاة حتى ارتكبت خطأ لا يقدم عليه الا المبتدئين عندما اقترحت تعيين اربعة قضاة متدينين. اسلوبك مباشر جدا ويفتقد للاحكام والمهارة ويجتذب المعارضة. بهذه الطريقة لن تحولوا محكمة العدل العليا الى فرع لمجلس "يشع" (يهودا والسامرة وغزة). من الاجدر بكم ان تتعلموا من الامريكيين:- التعيينات السياسية عندهم تتم في المحاكم اللوائية من أجل تكوين احتياطي من المرشحين المجربين للمحكمة العليا. الثورات تحتاج الى الصبر احيانا.

ولبيني بيغن:- من الذي قال "اسرائيل لن تطلب من اية أمة قريبة او بعيدة صغيرة او كبيرة بأن تعترف بحقها بالوجود... نحن بحاجة الى اعتراف آخر بيننا وبين جيراننا، اعتراف بالسيادة والحاجة المتبادلة للعيش بسلام وتفاهم"؟ حسنا هل تذكر ذلك؟ اجل القائل كان ابوك مناحيم بيغن وقد قال ذلك في خطاب ترسيم حكومته الاولى في الكنيست. هذا يسمى انقلاب بين الاجيال:- الاب اعتقد ان الحق التاريخي يكفي والابن بدوره يتطلع (مع حكومته) الى اعتراف الفلسطينيين والعالم العربي بحق اسرائيل بالوجود كدولة للشعب اليهودي. هذا ما يفعله الزمن.