قائمة الموقع

"ذي إيكونوميست": المساعدات الجوية مسرحية.. وغضب بايدن من "إسرائيل" لن يوقف حرب غزّة

2024-03-06T19:32:00+02:00
فلسطين اليوم

أكّدت مجلة "ذي إيكونوميست" البريطانية، اليوم الأربعاء، أنّ عملية إلقاء المساعدات فوق قطاع غزّة التي أجريت بالاشتراك مع الأردن لمتكن ترمز إلى قوّة أميركا، بل إلى إحباطها إزاء قُدرتها المحدودة على التأثير في حرب "إسرائيل" ضد قطاع غزّة.

 

وزاد الرئيس بايدن من حدّة لهجته تجاه "إسرائيل" خلال الآونة الأخيرة، قائلاً إنّه لن يقبل "أيّ أعذار" للتأخير في زيادة الإمداداتالإنسانية إلى قطاع غزّة.

 

ويواجه بايدن ضغوطاً مُتزايدة، في الداخل والخارج، بسبب الخسائر المُروّعة التي خلّفتها الحرب على قطاع غزّة، وخاصّة النزوح الجماعيلسكان القطاع، وموت الآلاف من المدنيين، وانتشار الجوع والمرض.

 

ووفق المجلة فإنّ بايدن يوضح استياءه من نتنياهو بطرقٍ أُخرى أيضاً، ففي الرابع والخامس من آذار/مارس الجاري، رحّبت إدارته ببينيغانتس، كرئيس وزراء بديل، ومنحته اجتماعاتٍ مع نائبة الرئيس ومستشار الأمن القومي وآخرين. وكان نتنياهو، الذي لم تطأ قدماه بعدالبيت الأبيض في عهد بايدن، غاضباً جداً وحاول عرقلة مساعي غانتس في واشنطن ولندن.

 

استراتيجية بايدن

منذ بداية الحرب على قطاع غزّة، اتبع الرئيس بايدن 4 محاور، وهي: احتضان حق "إسرائيل" في الدفاع عن نفسها وتدمير حماسوقدراتها، ومنع انتشار الحرب، والسعي للحدّ من الأضرار التي تلحق بالمدنيين الفلسطينيين حفاظاً على صورة أميركا الإنسانية، إضافة إلىاستئناف محادثات السلام لإقامة دولة فلسطينية.

 

وتشير المجلة إلى إنّ بايدن قام بإرسال أسلحة إلى القوات المسلحة الإسرائيلية، كما أنّه نجح في تجنّب اندلاع حريق إقليمي بعد الحرب،ومع ذلك، ادّعى أنه يناضل لحماية الفلسطينيين العاديين من غضب "إسرائيل".

 

ولفتت الصحيفة إلى أنّه "جرى إضعاف حماس، ولكنّها لم تُهزم، وهي تقاتل عبر شبكة من الأنفاق".

 

المساعدات الجوية مسرحية

بدورهم، يقول مسؤولون أميركيون إنّ عمليات الإنزال الجوي تُعدّ جزءاً من محاولة "إغراق المنطقة" بالمساعدات. وهي وسيلة غير فعّالة إلىحدٍ كبير، وتميل إلى أنّ تكلّف ثلاثة إلى أربعة أضعاف تكلفة جلب الغذاء عن طريق البر.

 

وتُعدّ الرحلات الجوية المتفرقة، التي تُقدّم كل منها أكثر من 30 ألف وجبة، مسرحية أكثر من كونها جهداً جاداً للإغاثة الإنسانية.

 

واستخدمت الولايات المتحدة الأميركية حقّ النقض (الفيتو) 3 مرّات ضد قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، التي تدعو إلى وقف فوريلإطلاق النار في غزّة. وقد دافعت عن "إسرائيل" أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي.

 

كما أشارت الصحيفة إلى أنّ "دعم بايدن لإسرائيل يحمل له تكلفةً في الداخل، حيث يواجه استياءً متزايداً".

 

المساعدات الجوية تكشف سخافة واشنطن

من ناحيته، دان عضو مجلس الشيوخ اليساري الذي رشح نفسه مرتين للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة، بيرني ساندرز، انتهاك"إسرائيل" قانون المساعدات الخارجية الأميركي، الذي يحظر تقديم المساعدات لأيّ دولة تحظر أو تقيّد، بشكل مباشر أو غير مباشر، نقل أوتسليم المساعدات الأميركية.

 

ونقلت المجلة عن مات دوس، من مركز السياسة الدولية، أنّ عملية الإسقاط الجوي تكشف السخافة الصارخة للسياسة الأميركية"، مضيفاً: "نحن نسقط الغذاء جواً على السكان الذين ندعم مجاعتهم بأذرعنا وأسلحتنا". وفي الوقت نفسه، يتهم الجمهوريون بايدن بتقييد أيدي"إسرائيل".

 

وعلى الرغم من انزعاجه من نتنياهو، رفض بايدن استخدام النفوذ الأميركي بشكلٍ أكثر مباشرة، على طريقة رونالد ريغان، الذي منع تسليمالأسلحة إلى "إسرائيل" في الثمانينيات، أو جورج بوش الأب، الذي أوقف ضمانات القروض لـ"إسرائيل" في العام 1990.

 

وختمت المجلة بقولها إنّ "الدبلوماسية المستقلة التي يقوم بها غانتس هي بمثابة تحذير من أنّ بايدن قد يضع إبهامه على ميزان السياسةالإسرائيلية غير المستقرة".

وقالت فصائل فلسطينية إنّ عمليّات الإنزال الجوي للمساعدات تساهم في تقليص عمل وكالة "الأونروا"، وهي تكريس لمخططات الاحتلالبفصل وتقسيم القطاع، وتشديد الحصار على الشعب الفلسطيني.

 

من ناحيتها، نقلت شبكة "أن بي سي" الأميركية، عن مسؤولين أميركيين، في وقتٍ سابق، أنّ الرئيس جو بايدن "يُحاول تكثيف ضغوطه علىإسرائيل لإدخال مزيد من المساعدات إلى قطاع غزّة، والحد من شدة الهجمات العسكرية"، لكنّه "لم يصل إلى حد قطع شحنات الأسلحةإليها".

 

وقبل أيام، ادّعى وزير "الأمن القومي" في حكومة الاحتلال، إيتمار بن غفير، أنّ نقل المساعدات إلى قطاع غزة يُعرّض جنودنا للخطر.

اخبار ذات صلة