خبر «خطة غزة» في حقيبة مصرية إسرائيلية مشتركة

الساعة 11:33 ص|23 يونيو 2009

كتب محرر الشؤون الإسرائيلية ـ السفير

خلافا للتحفظات الأولى التي واكبت الحديث عن الخطة المصرية لحل «معضلة غزة»، تتحدث مصادر إسرائيلية عن أن هذه الخطة تمثل المهر الذي وعدت مصر الإدارة الأميركية بتقديمه: حكومة فلسطينية تستأنف المفاوضات مع إسرائيل. وقد نشرت غالبية الصحف الإسرائيلية الكبرى تقارير تؤكد وجود هذه الخطة وقبول إسرائيل ضمنيا بها، بعدما نشرت «السفير» بنود الخطة العشرة الرامية إلى تهيئة الظروف لإعادة أعمار غزة، وإجراء انتخابات مطلع العام المقبل، وترسيخ التهدئة مع إسرائيل.

وكتب المراسل العسكري لـ«يديعوت أحرونوت» أليكس فيشمان، تحت عنوان «نسيم عليل في العلاقات الإسرائيلية ـ المصرية»، أن وزير الدفاع إيهود باراك وصل إلى القاهرة في وقت كان «العنوان الرسمي للزيارة: استمرار المباحثات الإسرائيلية ـ المصرية لتنسيق الإستراتيجية المشتركة في الشرق الأوسط». واعتبر أن حكومة متفقا عليها بين فتح وحماس هي المهر الذي تقدمه مصر للإدارة الأميركية الجديدة على طريق استئناف المفاوضات السلمية مع إسرائيل. وشدد على أن السابع من شهر تموز المقبل هو الموعد المرتقب لوصول الردود النهائية الفلسطينية حول القبول بالخطة المصرية.

وأشار فيشمان إلى أن المصريين يتحدثون هذه الأيام عن النسيم الجديد في العلاقة الأمنية مع إسرائيل على قاعدة التطور الذي طرأ على العلاقة بين المؤسستين الأمنيتين في الدولتين. وألمح بهذا الخصوص إلى التغيير الذي طرأ على الأداء المصري بشأن تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة، بعدما نقلت المسؤولية عن تلك المنطقة الحدودية من الجيش إلى الاستخبارات العامة. وقال ان باراك بات يعتبر خط الاتصال شبه الوحيد مع حكومة نتنياهو حيث «ليس هناك من آخرين يمكن الحديث معهم».

وكتب فيشمان أن المصريين في خطتهم بشأن غزة، بحاجة إلى إسرائيل كعنصر ضغط على حماس لدفعها لإبداء مرونة. ويذكر على سبيل المثال المطالبة بوعد إسرائيلي بالعودة إلى التهدئة وفتح المعابر تدريجيا في مقابل جهد مصري أكبر في قضية الجندي الأسير لدى حماس جلعاد شاليت. وأضاف أن مصر تعتبر شاليت حلقة في السلسلة بحيث يمهد فتح إسرائيل للمعابر لتشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية، وهذا ما سيقود إلى التقدم في قضية شاليت، وبالتالي إلى استئناف المفاوضات.

وخلص فيشمان إلى أن الجانبين المصري والإسرائيلي، يتوقان لإرضاء الأميركيين، والأميركيون يتحدثون عن حل شامل، ولذلك فإن الطرفين «التقيا في القاهرة لبحث احتمال تشكيل إستراتيجية، مشتركة ليس فقط بشأن المسألة الفلسطينية، وإنما أيضا بشأن سوريا، التغييرات في لبنان، والدراما الحالية في إيران. وقد استغل المصريون الفرصة مع باراك لفهم أية إستراتيجية تقف خلف خطاب بنيامين نتنياهو، إذا كانت هناك إستراتيجية كهذه».

من جهتها، اعتبرت صحيفة «هتسوفيه» القومية ـ الدينية، ان مصر تقود خطة طموحة لإنهاء الفوضى في غزة. ونشرت النقاط العشر ذاتها التي كانت قد نشرت على موقع «يديعوت». وهو ما فعلته أيضا صحيفة «هآرتس» التي أشارت، بقلم مراسلها العسكري عاموس هارئيل، إلى أنه «في محادثات (الرئيس المصري حسني) مبارك وباراك، جرى بتوسع بحث المسعى المصري للتوصل الى تسوية جديدة في قطاع غزة. محاولة تحقيق وقف نار طويل تنطوي على خطوة اخرى للقاهرة، تتمثل بالوساطة للمصالحة الفلسطينية الداخلية بين فتح وحماس».

وأشارت الصحيفة إلى أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تشعر بالرضا، إذا تمكن المصريون من تحقيق الهدف الذي وضعوه نصب أعينهم وهو التوصل إلى اتفاق مصالحة فلسطينية في 7 تموز. وأضاف أن «الاحتمالات لدمج كل الخطوات بالتوازي ـ هدوء متواصل في القطاع، مصالحة فتح وحماس، وتحرير شاليت ـ لا تبدو عالية في هذه اللحظة. وأعرب باراك عن رضاه من النشاط المصري لإحباط تهريب السلاح الى قطاع غزة، ولكنه قال لمضيفيه ان برأي اسرائيل المطلوب خطوات مهمة اخرى».

ونقلت «هآرتس» عن مصادر مصرية قولها ان سبب زيارة باراك هو رغبة القاهرة في تقدم صفقة شاملة لوقف النار بين اسرائيل وحماس، مصالحة بين حماس وفتح، رفع الحصار عن القطاع، وتحرير شاليت. وبحسب هذه المصادر، قررت مصر في أعقاب خطاب الرئيس الاميركي في القاهرة ممارسة ضغط كبير على الفصائل الفلسطينية كي توافق على المصالحة. وشرحت المصادر انه من دون مصالحة بين الفصائل، لن يكون هناك اي تقدم في المسيرة السلمية مع اسرائيل وعليه في نية القاهرة ان تعرض على الرئيس الاميركي انجازا مهما في هذا المجال.

ويحاول المصريون تجنيد دعم اسرائيل لهذه الخطوة التي في نهايتها تقام قيادة جديدة في قطاع غزة، بمثابة حكومة وحدة ليس بقيادة حماس. القيادة هي التي تدير شؤون القطاع، وحماس كمنظمة لا تطالب بالاعتراف بإسرائيل او بالاتفاقات الموقعة معها. أما اسرائيل، فستكون مطالبة من جانبها بفتح معابر البضائع وعدم الاعتراض على فتح معبر رفح. اذا وافقت اسرائيل على هذه الخطوة، سيحاول المصريون العمل على تحرير شاليت في آن واحد. وأكدت المصادر التقرير الذي صدر في موقع «يديعوت» بشأن الرغبة المصرية بوقف نار شامل بمثابة «تهدئة كبرى».